المواجهات لا زالت مستنمرة بين الوفاق وقوات خليفة حفتر/ رويتزر

«الوفاق» الليبية توجه ضربة قاسية لقوات حفتر.. آخر تطورات معركة طرابلس!

أعلنت مصادر عسكرية تابعة لحكومة الوفاق الليبية، الأربعاء 26 يونيو/حزيران 2019، أنها تمكنت من السيطرة على مدينة غريان بالكامل (100 كم جنوب طرابلس)، ودخول مقر غرفة العمليات الرئيسية لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، التي يدار منها الهجوم على العاصمة طرابلس، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.

كما قال شهود لوكالة رويترز، إن قوات متحالفة مع الحكومة الليبية المعترف بها دولياً سيطرت، الأربعاء، على بلدة غريان جنوب العاصمة طرابلس والتي كانت تسيطر عليها في السابق قوات شرق ليبيا.

وغريان هي القاعدة الأمامية الرئيسية لقوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر، في حملتها للسيطرة على العاصمة.

وأكد المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الليبية، محمد قنونو، في إيجاز صحفي، الأربعاء، أن قواتهم سيطرت على غريان بالكامل عبر عملية عسكرية، وتنسيق بين القادة العسكريين في المحاور كافة وسلاح الجو.

وأضاف أنه «تم تنفيذ ضربات عبر سلاح الجو صباح الأربعاء، وغنم عدد من الآليات، وأَسر عدد من قوات حفتر خلال عملية التقدم».

جانب من المواجهات العسكرية التي تشهدها المناطق القريبة من طرابلس/ رويترز
 
جانب من المواجهات العسكرية التي تشهدها المناطق القريبة من طرابلس/ رويترز

ولفت المتحدث باسم قوات الوفاق إلى أن «عمليات التنسيق مستمرة لتأمين المدينة».

ونقلت قناة «ليبيا الأحرار» (خاصة) عن القائد الميداني بقوات الوفاق العقيد عبدالحكيم طنيش، سيطرتهم على غريان بالكامل.

كما أكد موقع «عين ليبيا» (خاص)، سيطرة قوات الوفاق على غريان، استناد إلى مصادر عسكرية.

سيطرة قوات الوفاق على القاعدة الأمامية لقوات حفتر

وذكرت «ليبيا الأحرار»، نقلاً عن مصادر وصفتها بالمتطابقة، «فرار قائد غرفة العمليات الرئيسية التابع لحفتر، عبدالسلام الحاسي، رفقة عدد من أفراد قواته». 

وبثت القناة فيديو أظهرت فيه منزلاً، قالت إنه مقر غرفة العمليات الرئيسية لقوات حفتر.

كما أعلن المركز الإعلامي لعملية «بركان الغضب»، التابع لحكومة الوفاق، أن قواتهم «تبسط سيطرتها على وسط غريان، وفندق الرابطة، ومستشفى المدينة، ومراكز السيطرة كافة بالمدينة».

وأضافت قوات «بركان الغضب»، على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، أنها اقتحمت «مقر غرفة العمليات للهارب عبدالسلام الحاسي، ومعسكراته بالكامل، بعد انتفاضة من الداخل، ووصول دعم من خارج المدينة، في عملية خطط لها بإحكام، ودعمها نسور الجو باحترافية كاملة، لإنجاز العملية في أقل من أربع وعشرين ساعة».

بعد أن بدأت هجوماً مفاجئاً على مناطق شمال غريان

 وفي وقت سابق من فجر الأربعاء، قامت قوات الوفاق بهجوم مفاجئ على مناطق شمال غريان، وسيطرت على منطقة بوشيبة، ثم زحفت على بلدة القواسم، التي تعتبر البوابة الشمالية لغريان.

وفي الوقت نفسه، شنت قوة حماية غريان (ثوار المدينة) هجوماً على قوات حفتر المتمركزة وسط المدينة، وخاضت معها حرب شوارع.

أما سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق، فشن 4 غارات على تمركزات حفتر جنوب طرابلس وفي محيط غريان، بحسب الناطق باسم الجيش الليبي التابع لـ «لوفاق»، محمد قنونو.

وتمكنت قوات الوفاق، بحسب وسائل إعلام محلية، من دخول المدينة والالتحام بقوة حماية غريان، التي قطع عناصرها الطريق بين غريان ومنطقة الأصابعة جنوباً، والتي تتمركز فيه قوات حفتر، لمنع وصول أي إمدادات للمدينة.

قائد غرفة العمليات الميدانية التابع لقوات الوفاق أحمد بوشحمة، قال لشبكة الرائد (خاصة)، إن قواتهم دمرت 12 آلية مسلحة، وأعطبت 4 مدرعات، وغنمت سيارة ذخيرة، وأسرت 24 من مقاتلي حفتر، وأصابت نحو 80 آخرين.

وأشار بوشحمة إلى أن قوات حفتر أخرجت جثث قتلاها من مستشفى غريان، وخرجت بها تجاه بلدة مزدة (100 كم جنوب غريان). وقال إن (ضباط) غرفة عمليات حفتر في غريان والكتيبة التي كانت تؤمنها فروا باتجاه مزدة.

في حين تواصل قوات حفتر تشبُّثها بالمقاومة

 من جانبه، أقرّ أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر، بتقدُّم قوات الوفاق في غريان، لكنه شدد على أن المعركة لم تنته.

وقال المسماري إن محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في جبل غريان، مع تحرُّك الخلايا النائمة (داخل المدينة)، أسهم في تقدُّم (قوات الوفاق) بمنطقة القواسم، والمعركة لم تنته.

جدير بالذكر أن غريان تعتبر مركز بلدات جبل نفوسة (الجبل الغربي)، وسيطرت عليها قوات حفتر مع بداية الهجوم على العاصمة طرابلس، في 4 أبريل/نيسان الماضي، وتعتبر المدخل الجنوبي نحو طرابلس.

واتخذت قوات حفتر من غريان مركز قيادة ميداني متقدماً، ومنه يتم تجميع الإمدادات من الأسلحة والمؤن والرجال من شرق البلاد، ثم يتم توزيعها على محاور القتال في جنوبي طرابلس.

وسيطرة قوات الوفاق على غريان تعني قطع خط إمداد رئيسي للإمدادات عن قوات حفتر في المحاور المتقدمة للقتال، خاصة مطار طرابلس، وخلة الفرجان، وصلاح الدين، وعين زارة، ووادي الربيع، لكن قوات حفتر، ما زالت تملك خط إمداد آخر قادماً من مدينة ترهونة (90 كم جنوب شرق طرابلس)، وتحاول قوات الوفاق السيطرة على مطار طرابلس (القديم)، لقطع الإمدادات القادمة من ترهونة.