يلتقي مجموعة من قادة الدول على طاولة واحدة، مرةً كلّ عام، تحت اسم «مجموعة العشرين»، التي تمثل أضخم اقتصاديات العالم، وتضم 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك منذ عام 1999.
ويلتقي هذا العام قادة هذه الدول في اليابان، يوم 28 يونيو/حزيران 2019.
يعود السبب الأصلي لتأسيس هذه المجموعة، إلى الأزمة المالية لعامي 1997 و1998، التي أظهرت ضعف النظام المالي الدولي في ظروف عولمة العلاقات الاقتصادية، كما بيَّنت أن الاقتصاديات النامية ليست مندمجة بالشكل الضروري في مناقشة وإدارة الاقتصاد العالمي.
تطور مجموعة العشرين
منذ عام 1975، تجتمع أكبر اقتصادات متقدمة في العالم تحت مسمى «الدول السبع»، التي تضمّ فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، وتناقش القضايا الدولية، بما في ذلك المسائل الاقتصادية والنقدية.
مع بداية التسعينيات، بدأت العديد من الدول تظهر على الساحة الاقتصادية، وأصبحت تنافس العديد من الدول السبع، مثل الصين والهند.
وخلال عامي 1997 و1998، ضربت العالم أزمة اقتصادية، أظهرت ضعف النظام المالي الدولي في ظروف عولمة العلاقات الاقتصادية، كما بيَّنت أن الاقتصاديات النامية ليست مندمجة بالشكل الضروري في مناقشة وإدارة الاقتصاد العالمي.
فكان لزاماً على الدول السبع الكبرى توسيع القاعدة، فأعلنت ضم 13 دولة أخرى، إضافة للاتحاد الأوروبي، وذلك عام 1999، وفي حينها كانت تقتصر هذه المجموعة على اجتماع وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية.
لكن بعد الأزمة المالية عام 2008 تم رفع القمة إلى مستوى القادة، على أمل منع انهيار النظام المالي العالمي، حيث تناقش القمة الموضوعات الرئيسية التي تهم الاقتصاد العالمي.
تضمّ المجموعة حالياً 20 دولة، وهي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وجنوب إفريقيا وتركيا والسعودية وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وأستراليا والاتحاد الأوروبي.
كما يحضر هذا الاجتماع منظمات دولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والأمم المتحدة ومجلس الاستقرار المالي ومنظمة التجارة العالمية.
وتمثل هذه الدول نحو 66% من سكان العالم، و75% من التجارة الدولية، و80% من الاستثمارات العالمية، و85% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
ماذا يُناقش هؤلاء القادة؟
تبحث القمة السنوية بشكل أساسي السياسات المالية والاقتصادية، وبالتحديد تنسيق سياسة الدول الأعضاء، من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي والنمو الثابت وتحريك النظام المالي لتخفيض الأخطار ومنع وقوع أزمات مالية، وكذلك إنشاء هيكل مالي دولي جديد.
وفي ظلِّ التمثيل العالي الذي يحضر هذا الاجتماع، أصبح يمثل فرصة لاجتماع قادة العالم، ومعالجة القضايا الراهنة، سواء الأزمات الجيوسياسية أو التغير المناخي.
ونظراً لأنّ مجموعة العشرين هي منتدى، وليس هيئة تشريعية، فإن اتفاقياتها وقراراتها ليس لها أي تأثير قانوني، لكنها تؤثر على سياسات الدول والتعاون العالمي.
ونظراً لأن هذه القمة أصبحت مناسبةً للقاء قادة الدول، فقد جرت العادة أن يتم توجيه الدعوة لعدد من الزعماء من خارج أعضاء المجموعة، حيث تمثل فرصة لهؤلاء الزعماء، للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائى والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.