تواصل الحرب في اليمن إلقاء ثقلها على كاهل مدنيين أنهكهم الفقر والجوع والمرض، في ظل ظروف معيشة سيئة للغاية.
تلجأ أسر يمنية تضررت منازلها؛ من جراء الحرب المستمرة منذ سنوات، إلى خيام في مناطق آمنة نسبياً، وسط مأساة إنسانية تزداد بؤساً يوماً بعد آخر.
انتقال تلك الأسر إلى مناطق بعيدة، ولو قليلاً، عن أجواء الحرب، لا يُنسيهم معاناتهم.
أسرة الفهد هي إحدى تلك الأسر، حيث فقدت ابنها في الحرب، وبقيت منها الآن ثلاث نساء: الجدة، الأم، والحفيدة.
تلك الأسرة لم تعش ألم فقدان ابنها فحسب، بل فقدت أيضاً منزلها، حيث أجبرهم مسلحو الحوثي على الخروج منه.
ويعاني اليمن حرباً دخلت عامها الخامس، بين القوات الموالية للحكومة وقوات الحوثيين، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر/أيلول 2014.
توغا الفهد، وهي أُمٌّ في الثلاثين من عمرها، تحدثت لـ «الأناضول» عما عانته خلال الحرب، ورحلة اللجوء إلى أحد مخيمات محافظة مأرب وسط اليمن.
الأم اليمنية قالت إنها كانت تعيش في قرية الأسمر بمحافظة عمران (غرب)، ضمن أسرتها المكونة أيضاً من فتاة واحدة وجدَّة مسنّة، إضافة إلى شابين، خرج أحدهما من اليمن نحو بلاد الغربة ولم تره منذ سنوات، في حين ذهب الآخر ضحية للحرب، لتبقى الأسرة دون رجل يعيلها.
وأوضحت أن ابنها توجَّه إلى جبهة القتال في مأرب، عام 2016، عقب سيطرة الحوثيين على جميع المنطقة التي كانوا يعيشون فيها.
وبعد خروجه بنحو ستة أشهر، تلقت الأم خبراً يفيد بإصابة ابنها بجروح خلال معارك.
وتابعت: «أخبروني بأنه مصاب بجروح، لكن كان لديَّ شعور بأنه استشهد».
وأوضحت أن الحوثيين، عقب سماعهم نبأ مقتل ابنها في المعارك، داهموا منزلهم وعاملوهم بطريقة سيئة، لدرجة أنهم قطعوا المياه عن المنزل.
وأردفت: «بقينا ثلاث نسوة في المنزل وحدنا، ولم نتجرأ على الخروج منه. وبعد فترة قصيرة كسر الحوثيون الباب وهاجموا المنزل وأخرجونا منه، وقالوا إن ما نتعرض له نتاج مقتل ابني (في معارك) ضدهم».
وقالت الأم اليمنية إنهم حاولوا الخروج من القرية باتجاه مكان أكثر أمناً، إلا أن عناصر الحوثي منعتهم في المرة الأولى.
وأفادت بأنهم نجحوا في المرة الثانية في الهروب من قريتهم، واللجوء إلى منازل بمأرب.
وأوضحت أنهم تمكنوا من الوصول إلى مخيمهم الحالي بعد رحلة دامت أربعة أيام، عانوا خلالها انعدام المأكل والمأوى، إلى أن ساعدهم المحيطون بهم.
وشددت على أنه لا يوجد رجل يعيلهم، ويعيشون على المساعدات، لا سيما أنها تعيل والدتها الكفيفة منذ 30 عاماً.
وتبذل الأمم المتحدة جهوداً متعثرة للتوصل إلى حل سلمي ينهي الحرب، التي جعلت معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
ويزيد من تعقيدات النزاع اليمني أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين، المدعومين إيرانياً.