تناول تقرير نشرته مجلة ناشونال إنترست الأميركية ما توصف بأنها أفضل الدبابات في العالم، وقال الكاتب كايل ميزوكامي في التقرير إن عالم الدبابات شهد ركودا عبر السنوات الماضية، غير أن هناك دبابات هجومية فتاكة وشديدة الخطورة.
ويقول الكاتب المتخصص في شؤون الدفاع والأمن إن القوى العالمية الكبرى لم تعد تولي أهمية كبرى لشراء دبابات جديدة، وإنها تلجأ لاستخدام أسطولها القديم الذي لا يزال قيد الخدمة منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وإن انهيار الاتحاد السوفياتي وظهور "الإرهاب" أدى إلى الاستغناء عن الدبابات.
ويستدرك بأن هذا الأمر لا ينفي وجود دبابات تتميز بخصائص هجومية تجعلها خصما شديد الخطورة وقادرا على تحقيق نجاحات باهرة في ساحة المعركة. وفيما يأتي يلقي الكاتب الضوء على أشد الدبابات فتكا في العالم:
دبابة "تي 90" الروسية
تعتبر "تي 90" الروسية الدبابة الأكثر شيوعا في الأسطول التابع للقوات البرية الروسية. وقد استمد تصميم هذه الدبابة من دبابة القتال "تي 54" السوفياتية. وهي ترتبط بشكل مباشر بسلسلة الدبابات "تي 72" و"تي 80". ولا تزال روسيا تعتمد على مئات الدبابات من طراز "تي 90 آي".
وتصنّف دبابة "تي 90" ضمن قائمة الدبابات الأشد فتكا، حيث إنها مزودة بمدفع من عيار 125 مم. وعلى الرغم من أنها أقل فعالية مقارنة بدبابات الدول الغربية، فإنها تتميز بقدرات قتالية عالية على النطاقات البعيدة بفضل قدرتها على إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات.
ويمنح الصاروخ الروسي "ريفلكس 9 أم 119" ذو التوجيه الشعاعي بالليزر دبابة "تي 90" القدرة على اختراق الفولاذ المدرّع المتجانس بدرجة عالية من الدقة في حدود نطاقات تصل إلى نحو 5 كلم.
الدبابة "إم 1 أبرامز" دبابة قتال رئيسية تابعة للجيش الأميركي وقوات مشاة البحرية الأميركية (غيتي) |
دبابة "إم 1 أبرامز" الأميركية
تعتبر دبابة "إم 1 أبرامز" دبابة قتال رئيسية تابعة للجيش الأميركي وقوات مشاة البحرية الأميركية، وقد شهدت هذه الدبابة العديد من التحسينات منذ دخولها الخدمة في أواخر سبعينيات القرن الماضي، على غرار إدخال مدفع عيار 120 ملم ألماني التصميم فيها، فضلا عن إضافة دروع اليورانيوم المنضب، وتعزيز قدرات التواصل من خلال تزويدها بنظام التموضع العالمي.
وتتمتع هذه الدبابة بقدرات قتالية مذهلة، وتتصدر قائمة الدبابات الأكثر فتكا، ولا سيما في حقبة ما بعد الحرب الباردة، حيث إنها مزجت بين القوة الهجومية والحماية وسهولة التنقل. وشاركت دبابة "إم 1 أبرامز" في حرب الخليج عام 1991 وحرب العراق 2003-2010.
دبابة "ليوبارد 2" الألمانية
يوجد العديد من أوجه الشبه بين "ليوبارد 2" الألمانية ودبابة "إم 1" الأميركية، حيث تم تطوير هاتين الدبابتين بعد فشل مشروع دبابة "إم بي تي 70" المشترك بين ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية. وتملك الدبابتان تقريبا نفس الأسلحة وتتميزان بنفس الأداء، ولكن تعتبر الدبابة الأميركية المحصّنة بهيكل اليورانيوم المنضب أثقل وزنا ومحمية أكثر مقارنة بنظيرتها الألمانية.
وتعتبر هذه الدبابة أفضل دبابة أوروبية موجودة حاليا، وعلى الرغم من أن دبابة "إم 1 أبرامز" قد حققت بعض النجاحات في السوق الأوروبية، فإن دبابة "ليوبارد 2" فرضت هيمنتها على السوق، ولا سيما أن العديد من الدول -على غرار إسبانيا وتركيا والنرويج- تملك أساطيل كبيرة منها، وذلك لأنها تحظى بشعبية كبيرة.
ومع اختلاف النماذج من بلد إلى آخر، فإن توحيد معيار الدبابة سيسهّل عملية إدارة اللوجستيات المستقبلية لحلف الناتو، وخاصة في الوحدات المختلطة.
دبابة "ميركافا 4" الإسرائيلية
تمتاز هذه الدبابة بنظام حماية ممتاز، حيث يوفر برج المدفعية وهيكل الدبابة الأمامي لها الحماية، مما يجعلها مدرّعة على جميع الزوايا. كما يقع محرك الدبابة في مقدمة الهيكل، حيث يلعب دور الحاجز الذي يفصل بين نيران العدو والطاقم.
ويُعتقد أن درع هذه الدبابة هو نوع جديد من "الدروع الهجينة"، كما يمكن استبدال الأجزاء الفردية بسرعة. والأهم من ذلك، أنها مزودة بنظام واق نشط، ومجموعة من المستشعرات وسلاح يشبه البنادق قادر على إسقاط القذائف الصاروخية والصواريخ الموجهة المضادة للدروع.
دبابة "تشالنجر 2" البريطانية
تعد دبابة "تشالنجر 2" التابعة للجيش البريطاني الأحدث في سلسلة الدبابات التي صنعتها هذه الدولة التي كانت أوّل مخترع للدبابة. وعلى الرغم من أنها صُنعت استنادا لدبابة "تشالنجر 1" الأقدم، فإنها تختلف عن سابقتها، فهي دبابة فريدة من نوعها بين الدبابات في العالم، إذ إنها مجهزة بماسورة قذائف بطول 120 مليمترا من طراز "إل 30".
كما أن "تشالنجر 2" تعد من بين أفضل الدبابات المُؤمّنة في العالم، إذ إنها مجهزة بدرع تشوبهام من الجيل الثاني الذي هو عبارة عن مصفوفة متكوّنة من السيراميك والمعدن الأكثر متانة من بعض الدروع الأخرى. وهذه الدروع قادرة على مقاومة الرؤوس المضادة للدبابات الشديدة الانفجار والقذائف الثاقبة بالطاقة الحركية.
وتخطط المملكة المتحدة حاليا لتطوير نظام "تشالنجر 2"، وتدرس إمكانيّة تجهيزه بنظام حماية مماثل لنظام "تروفي" الإسرائيلي.
المصدر : ناشونال إنترست,الجزيرة