نجا ركاب الرحلة (609)، من حادثة موت وشيكة - ما زالت اسبابها مجهولة - ليقعوا في خيبة أمل جديدة في أقل من 24 ساعة، سببها هذه المرة الروتين الذي ينتهجه التحالف العربي وعملياته الجوية في عدن.
ظل الرّكاب –أكثر 150 مسافرا اغلبهم مرضى – عالقين لأكثر من 13 ساعة في مطار القاهرة، بعد حادثة هبوط اضطراري للطائرة (أيرباص 310) التابعة للخطوط الجوية اليمنية، بعد دقائق من إقلاعها، يوم أمس الأحد.
وبعد 6 ساعات من هبوط اضطراري صعب، أدى إلى انفجار إطارات الطائرة وانحرافها عن مسارها في مدرج المطار (جزئياً) زارهم -وهم يفترشون صالات المغادرة في مطار القاهرة- سفير اليمن محمد مارم، ونائب وزير النقل في الحكومة (المعترف بها) ناصر أحمد الشريف، ووعدوهم بقيام الحكومة بكافة الترتيبات اللازمة لنقلهم على رحلة أخرى إلى العاصمة المؤقتة عدن في أسرع وقت وعلى متن أول طائرة للشركة تصل مطار مصر.
وتمكنت الشركة من توفير طائرة بديلة، غادرت مطار القاهرة وعلى متنها الركاب العائدون من الموت (صباحاً)، وفيما كانوا يستبشرون خيراً بنهاية المأساة، ورحلتهم محلقة على البحر الأحمر، جاء إعلان من كابتن الطائرة ليصيبهم بخيبة أمل جديدة.
فأثناء ما كنت الطائرة البديلة تدخل الأجواء اليمنية، أبلغ الطيار المسافرين بتغيير مسار الرحلة (اضطراريا) والعودة إلى مطار القاهر، بعد أن رفض التحالف العربي، منحها تصريح عبور وهبوط في مطار عدن الدولي.
مصادر مقربة من المسافرين على الرحلة 609، أكدت اضطرار الطائرة وطاقمها للعودة إلى مطار القاهرة، مشيرة إلى أن المسافرين ما زالوا عالقين بين السماء والأرض ليوم كامل.
مصدر بالسفارة اليمنية في القاهرة أكد لـ"المصدر أونلاين" أن ركاب الطائرة ما زالوا عالقين في المطار، ولا يوجد موعد محدد للرحلة التي تعيدهم إلى وطنهم وتنهي مأساتهم.
ولم يصدر عن شركة طيران اليمنية أو وزارة النقل، أي تصريح رسمي بخصوص منع التحالف العربي هبوط الطائرة البديلة التي تحمل ركاب الرحلة 609، لكن الشركة نشرت في جدول مواعيد الرحلات على صفحتها أن الرحلة ستنطلق من القاهرة الساعة 19 من مساء اليوم.
ويتحكم التحالف العربي بالأجواء اليمنية منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم في مارس 2015م، ما يمثل عائقاً أمام حركة المسافرين اليمنيين من وإلي الخارج، حيث يمنح التحالف تصاريح لخمس رحلات جوية فقط، قبل أن يتم رفعها الشهر الماضي إلى ثمان رحلات.
وسبق أن وجهت الحكومة انتقادات للتحالف، وطالب وزير النقل صالح الجبواني، بإنهاء معاناة اليمنيين العالقين في الخارج، ووقف تحكم التحالف بتصاريح الرحلات.
وكانت الحكومة اليمنية ووزارة النقل وجهت، بإيقاف الطائرة التي هبطت اضطراريا في مطار القاهرة، وتشكيل لجنة تحقيق في ملابسات الحادثة، كما طالب وزير النقل صالح الجبواني الرئيس هادي بإصدار قرار لنقل مقر إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية من صنعاء إلى عدن وإلحاقها إدارياً وقانونياً بوزارة النقل، مؤكداً أن وزارته لا تستطيع العمل "ولا يتحمل المسؤولية عن أي اختلالات".