لا تنظف بعد مغادرته.. الضيف يترك 380 مليون جرثومة تقوي مناعتك

قد لا يكون هذا مقنعاً لربّات البيوت اللواتي تعودن على وضع معايير عالية للنظافة في منازلهن، والاهتمام بتنظيفها بشكل كامل بعد الحفلات أو الولائم أو المناسبات التي تستقبل فيها عدداً كبيراً من الضيوف، إلا أن التعقيم الزائد وراء الضيوف مضرّ بالصحة وتشير التوصيات العلمية إلى أن ملايين الجراثيم التي يتركها الضيف الواحد تزيد من مناعة أهل المنزل.

 

فبحسب بروفيسور "جاك غلبرت" الخبير الصحي في المختبر الوطني للطاقة بالولايات المتحدة، فإن كل ضيف يدخل بيتك ينبعث منه 38 مليون خلية بكتيرية في الساعة، حتى وإن لم يتنفسوا إطلاقاً فهم يبعثون 10 ملايين خلية بكتيرية، أي إذا دعوت عائلة مكونة من 3 أفراد لتقضي في بيتك 3 ساعات فقط سيتركون وراءهم 342 مليون خلية بكتيرية.

 

من المؤكد أن تخيل ذلك قد يصيبك بالذهول ويدفعك لإغلاق باب منزلك أمام الضيوف أو على الأقل يصيبك التفكير بذلك بالاشمئزاز، إلا أنه عليك التأني قليلاً قبل الإصابة بالهلع؛ فبحسب غلبرت فإن البكتيريا المنبعثة من أصدقائنا وأفراد عائلتنا والأشخاص المقربين منا هي بكتيريا مفيدة تساهم في تقوية مناعة أهل المنزل والجيل القادم كذلك.

 

وعلى العكس، فإن ما يزيد من الأمراض ويقلل من المناعة هو التعقيم الزائد والهوس بالتنظيف، وفي هذا السياق يقول غلبرت إن الإنسان العصري ازداد وعياً فيما يخص الأمراض التي تتسبب بها الجراثيم والعدوى التي تنتقل بين الناس، إلا أن الوعي الزائد دفعه لأن يصبح مهووساً بالتعقيم مما جعل جسمه يتعود على بيئة ذات معايير عالية من النظافة، الأمر الذي يزيد من احتمال تعرضه للأمراض إذا وجد في ظروف بيئية مختلفة ولو قليلاً، هذا على عكس الجيل السابق الذي تعرض لأنواع أكثر من البكتيريا لكونهم كانوا محاطين أكثر بالنباتات والحيوانات المتنوعة.

 

واستدل على ذلك بالارتفاع الحاد الذي رصد في العقود القليلة الأخيرة في أمراض الحساسية المختلفة والربو وحمى القش (التهاب الأنف وحساسيته)، وهي التي تنتج عن رد فعل جسدي مبالغ به تجاه البكتيريا.

 

وعليه يقول غلبرت، رغم أن غسل اليدين مفيد لمنع انتقال الجراثيم والعدوى، فإنه ليس هناك سبب في أن تقوم بتنظيف منزلك بعد رحيل الضيوف إلا إذا كان أحدهم مريضاً حقاً.

 

وإلى جانب ذلك يؤكد غلبرت أن التعامل اليومي مع الأصدقاء والسلوكيات المتبعة للترحيب بهم مثل المصافحة والعناق والتقبيل، هي سلوكيات جيدة لنشر البكتيريا المفيدة التي تطور جهاز المناعة لدى الإنسان، وهو سلوك فطري خلق مع الإنسان لأجل هذا الغرض.