مخيم الجفينة

سكان مخيم الجفينة يواجهون مآسي النزوح والإهمال.. ودرجة حرارة تتجاوز 40 (صور)

هشام الشبيلي- المصدر أونلاين

النازحة "أم سماح" أم لثلاثة أولاد، يقبع زوجها في سجون الحوثيين بالحديدة منذ أكثر من 9 أشهر، تروي معاناتها قائلة: "كنا ساكنين في منزلنا آمنين في مدينة الحديدة، خرج زوجي من البيت يوم جمعة ونحن لا نمتلك لقمة العيش ولم يعد وفي الساعة الرابعة عصرا، وصلتنا أخبار أن الحوثيين خطفوا زوجي، وبعد جهد ورحلة بحث طويلة عرفنا مكانه وتمكنا من زيارته".

 

إلا أنها تفاجأت بانهم قاموا بنقله إلى أحد السجون الخاضعة لهم في صنعاء قبل أن تتمكن من تزويده بملابس إلى داخل السجن.

 

 

كان هذا الحادث بداية منعطف مهم في حياة "أم سماح" لتبدأ مرحلة نزوح طويلة وقاسية استقرت في مخيم الجفينة على أطراف مدينة مارب. تقول "بعنا بطاريتنا وطاقتنا الشمسية وحملنا ما قدرنا، ونزحنا من مدينة الحديدة رحلة متعددة من النزوح إلى صنعاء وإلى رداع ثم أخيرا إلى مأرب".

في المخيم تعيش العائلة الصغيرة حياة بؤس إلى جانب الحزن والقلق على رب الأسرة المغيب في سجون الحوثيين لا تعلم عنه شيئاً. تقول أم سماح "حالتنا بائسة في مأرب، ما فيش أحد يمد يد العون إلا ولدي كان يقوم ببعض الواجب بس عنده مرض تكسر في الدم يوم يشتغل وأسبوع مريض ويحتاج علاج والعلاج هنا غير متوفر إلا بفلوس، مافيش اي حاجة متوفرة لأصحاب التكسرات بالدم، الحياة هنا صعبة في مخيم "الجفينة"، كما أننا لم نجد أي معونة، جاءت منظمات وسجلوا أسماءنا أكثر من مرة لكن دون جدوى".

واختتمت حديثها بالقول: "مر أول رمضان وأول عيد نقضيه خارج بيتنا وزوجي في معتقل الحوثيين أحس بأسى وحزن لأن رب الأسرة مش موجود".

وراء كل نازح يسكن مخيم "الجفينة" قصة مأساة، منهم من نزح عدة مرات، ومنهم من فقد عائل الأسرة، ومنهم من يقبع رب الأسرة في سجون الحوثيين، ومنهم من نزح من مدينة مأرب إلى هذا المخيم، نظراً لأرتفاع ايجارات المساكن.. .

فرّوا من منازلهم في رحلةٍ إلى المجهول، تاركين وراءهم أغلى ما يملكون بحثاً عن ملاذ آمن في مدينة مأرب، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام فصل جديد من المعاناة، زادها تجاهل الجهات المعنية لوضعهم وغلاء معيشي هو الأعلى في مدن البلاد.

 

في مخيم "الجفينة" الواقع بالقرب من مدينة مأرب، تعيش قرابة 3 آلاف أسرة ، أوضاعاً صعبة، حيث تفتقر معظم الخيام إلى الحد الأدنى من الظروف الملائمة للإقامة فيها، حيث يفترش بعض النازحين الأرض، ويقضون ليالي صعبة في العراء، ويحاولون الاستمرار في العيش في ظل إرتفاع شديد لدرجة الحرارة وانطفاء متواصلا للكهرباء في كثير من المربعات.

غالبية الأسر التي تعيش في هذا المخيم، تفتقر إلى المأوى الملائم، ودرجة الحرارة تتجاوز ال40  ما تسبب في مضاعفة معاناة الأطفال، وكذا النساء الحوامل والمسنون ممن يحتاجون لرعاية طبية مناسبة، إضافة إلى أن سكان المخيم يعانون من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية ويشكون الغياب التام للمنظمات الإغاثية والإيوائية.