ترجمة: عربي بوست
لطالما كانت الحياة الاجتماعية أشبه بحقل ألغام، ولكننا اليوم في عصر التواصل الاجتماعي يكون التوافر الدائم بضغطة زر، وقدرات إرسال النص إلى الجميع ومعرفة من قرأه من المستلمين، الأمر أشبه بأن نكون تحت عدسة مكبرة.
وفقاً لما نشرته The Irish Times الأيرلندية؛ هناك بحث أجرته شركة Ipsos MORI لصالح شركة Deloitte في 2018، يمتلك 97% من العملاء في أيرلندا هواتف ذكية، ويبلغ متوسط تحقق المستخدم من شاشة الهواتف حوالي 55 مرة يومياً. ولكن ما تأثير هذا الوابل من الإشعارات على حياتنا الحقيقية، وصحتنا العقلية؟ هنا ستجد الإجابة.
دراسات تأثير الوسائط الاجتماعية
وفقاً لمالي كويني، عالمة النفس السريري والمحاضرة بجامعة أيرلندا الوطنية، فإن الأبحاث التي تتناول تأثير الوسائط الاجتماعية على صحتنا العقلية لا تزال في مهدها، ونتائجها ليست واضحة حتى الآن.
وأضافت أن الوسائط الاجتماعية بإمكانها أن تلعب دوراً هائلاً في جعلنا نقارن أنفسنا بالآخرين، ما قد يفاقم من بعض الحالات الموجودة بالفعل مثل القلق والاكتئاب. ومن يعانون من انخفاض ثقتهم بأنفسهم يتأثرون بشكل خاص بتلك المقارنات.
ولأسباب مهنية أو شخصية، لا يمكن للكثير منّا اتخاذ قرار التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، ولكن من أجل الحفاظ على الصحة والمرونة العقلية، تنصح كويني بـ «التوازن، ثم التوازن، والمزيد من التوازن».
إحدى الطرق السهلة لخفض معدلات استخدامنا للوسائط الاجتماعية، والقلق الناتج عن استخدامها، هو حذف أنفسنا من محادثات جماعية معينة، والحد من تفاعلنا، أو الحظر الكامل، لأشخاص بعينهم.
ولكن ذلك الأمر يتطلب آداباً معينة في التعامل لتجنب إهانة أي شخص، أو التصرف بوقاحة.
تحدثنا إلى أورلا بروسنان من المدرسة الأيرلندية لآداب السلوك، ووليام هانسون، خبير آداب السلوك في بريطانيا، لمعرفة وجهة نظرهما.
هل هناك أي طريقة لمغادرة محادثة واتساب جماعية «بأدب»؟
هناك محادثة جماعية على تطبيق واتساب لكل شيء الآن، من المداعبات العائلية إلى طريقة عمل الدجاج، وإشعارات الرسائل المستمر قد يكون مرهقاً.
كيف يمكنك الخروج من محادثة جماعية أُضفت إليها دون إحراج أو إهانة لأي شخص؟
تقول بروسنان:
«إذا كنت تغادر محادثة جماعية لمناسبة أو فعالية سابقة، أرسل رسالة أخيرة تقول فيها «كانت مناسبة رائعة، شكراً للجميع، سأغادر المحادثة الآن». دائماً ما ينجح أسلوب المجاملات الجماعية والمشتركة».
وقال هانسون إنه لا يضيف أي شخص أبداً إلى محادثة جماعية دون أن يسأله أولاً إن كان يحب الانضمام. وأضاف:
«الأمر أشبه برمال رقمية متحركة؛ ما إن تدخل لن تتمكن من الخروج. إذا أردت الخروج من إحدى المجموعات، أعتقد أن الصراحة هي الخيار الوحيد. ولكنك مع ذلك ستظل خائفاً مما سيقال بعد مغادرتك، ولا سبيل لمعرفة ذلك». ويعد هانسون أيضاً من كبار مستخدمي خاصية كتم صوت إشعارات واتساب، والتي تتيح لك كتم صوت إشعارات محادثات معينة.
هل ينبغي عليك حظر شريك حياتك السابق بعد انفصالكما؟
يقول هانسون:
«الأمر يعتمد على طريقة الانفصال. سيكون الحظر، الذي يمنع الشخص الآخر من رؤية تحديثاتك أو ملفك الشخصية أو التواصل معك فكرة جيدة إذا كان الانفصال مؤلماً، حيث يمنع ذلك كلا الطرفين من التلصص على بعضهما البعض، ويمنح الشخص الوقت المطلوب ليجمع شتات نفسه.
فمهما بلغ سوء العلاقة التي انتهت، فقد كانت جزءاً من حياتك. وإذا كانت صورة شريكك السابق تظهر في صورة ملفك الشخصي أو صور الغلاف، ستحتاج إلى تغييرهما بكل تأكيد».
وتقول بروسنان إن الحظر اختيار شخصي. ولكنها تنصح بشدة أن تزيل نفسك من أي صور تجمعك مع شريكك السابق على وسائل التواصل الاجتماعي. وتتساءل:
«هل تريد حقاً أن يتمكن شركاء حياتك في المستقبل من رؤية صورك الرومانسية السابقة؟»
ما قصة «التشبّح»؟
«التشبّح» يعني توقف شخص ما عن التواصل، واختفاءه مثل الشبح بدون أي تفسير، ويحدث ذلك بشكل شائع بعد مواعدات Tinder.
ويتفق هانسون وبروسنان على أن ألطف ما يمكنك القيام به أن تترك رسالة للشخص الآخر، تخبره فيها أنك غير مهتم، أو تقول ذلك في نهاية الموعد شخصياً. تقول بروسنان: «يدل ذلك على الاحترام».
ويضيف هانسون: «بشكل عام، إذا لم تكن قادراً على احتمال الرفض أو أن تتعرض للتشبّح (بالرغم من مدى سوء الأمر)، أعتقد أن تطبيقات المواعدة لا تناسبك».
هل ينبغي عليك أن تلقي التحية على شخص ما لا تعرفه إلا عبر الإنترنت؟
معضلة جديدة وغريبة؛ هل ينبغي أن تتعامل مع شخص ما لا تعرفه إلا من خلال منشوراته على إنستغرام؟ يقول هانسون:
«لا ضرر من ذلك ما دام أنهم غير منشغلين بشيء آخر، وما دمت تجيد ذلك».
ويضيف:
«تذكر، أننا نأخذ انطباعنا الأول عن البشر خلال سبع ثواني، لذا لا تسر بخجل أو تردد، تصرف بشكل عادي تماماً، ولا تبالغ لتبدو ودوداً، ابتسم، وسر بثقة وقدّم نفسك.
لا تفترض أن الطرف الآخر سيتعرف عليك تلقائياً. يمكنك أن تقول مثلاً «مرحباً ستيفاني، أنا ويليام هانسون. تحدثنا بضع مرات على تويتر». ولا تبدأ حديثك أبداً بعبارة «ألا تعرفين من أنا…» .
هل ينبغي عليك أن تصادق مديرك على مواقع التواصل الاجتماعي؟
تجيب بروسنان عن ذلك السؤال بطرح ثلاثة أسئلة أخرى:
«هل هناك أي فائدة مهنية قد تعود عليك من هذا التواصل خلال السنوات القادمة؟ هل تعرض هذه المنصة صورتك بشكل إيجابي؟ هل مديرك صديق لدى أي من زملائك الآخرين في العمل؟»
إذا قيّمت الموقف وقررت أن إضافة المدير إلى قائمة أصدقائك هو القرار الأصوب، تأكد من تقليل النشر على تلك المنصة خلال ساعات العمل، أو يمكنك الاستفادة من أحد المرشحات المتوفرة على المنصة للحد مما يمكن لزملاء العمل رؤيته والتعليق عليه.
وعلى الجانب الآخر، تنصح بروسنان المديرين أنفسهم بالامتناع عن إضافة مرؤوسيهم على مواقع التواصل الاجتماعي باستثناء لينكد إن.
من الأفضل ألا تكون ذلك المدير. وتضيف: «ولا تضف أبداً أي شخص (صديق أو زميل أو مدير) بعد اللقاء الأول. هذا تسرّع غير محمود».