قوات عسكرية إماراتية

الإمارات تتسلل "خلسة" من يمن مدمر

بعد خمس سنوات من المشاركة في حرب خلفت أكثر من 10000 قتيل وثلاثة ملايين نازح، وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ها هي دولة الإمارات العربية المتحدة تعبر عن رغبتها في الحديث عن السلام وخفض عدد قواتها على الأرض، حسب ما جاء بصحيفة لاكروا الفرنسية.

الصحيفة لفتت إلى أن الإمارات قامت بالفعل بإجلاء قواتها من قاعدة عسكرية جنوب ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون ويعتبر نقطة إستراتيجية لتزويد اليمنيين بالمساعدات الإنسانية. وأضافت أن الإماراتيين سحبوا كذلك بطاريات صواريخ من نقطة عسكرية في صرواح شرق مدينة صنعاء.

لكن ذلك لا يعني إطلاقا، حسب لاكروا، أن أبو ظبي ستسحب المليشيات التي شكلتها وتمولها وتسلحها منذ العام 2015، والتي تضم حوالي 400 مرتزق من أميركا الجنوبية تلقوا تدريبهم في الإمارات، و400 إريتري أرسلوا إلى اليمن بتمويل إماراتي.

 

وذكرت أن المساعدات المالية والمادية التي تقدمها الإمارات للمرتزقة وعناصر الميليشيات، بما فيها موارد لتوفير أسلحة لجماعات إسلامية مثل تنظيم القاعدة في اليمن لن تتوقف.

 


والإمارات في هذا لم تتصرف مطلقا بدافع أخلاقي، بل إن قرارها نابع من تقييمها لتطور العلاقات الجيوسياسية، وفقا لما جاء بلاكروا.

ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن المحلل السياسي سباستيان بوسوا قوله "إنها حرب كلفتهم غاليا، وهم يريدون الآن التركيز على مشاركة الأميركيين والسعوديين في الضغوط الدبلوماسية والعسكرية التي يمارسونها على إيران".

وتطرقت الصحيفة لما عاناه اليمن من دمار وتقطيع أوصال بسبب هذه الحرب، مذكرة بما أكدته الأمم المتحدة من جديد أن الوضع الإنساني في اليمن هو الأسوأ في العالم اليوم، وليس هناك تحسن بعد خمس سنوات من بداية الحرب.

وختمت الصحيفة تقريرها بقول بوسوا "لا يمكن لأحد إلقاء اللوم على الإمارات في الانسحاب من هذه الحرب واختيار السلام، لكن يجب ألا ننسى أنهم قادوا لمدة خمس سنوات حربا دموية مدمرة تدخلوا فيها ببلد آخر".

المصدر : لاكروا