بحث مجموعة من العلماء ما يسمى بـ"الصدق المدني"، وأجريت الدراسة بترك محفظة مليئة بالمال ومراقبة ما إذا كان الشخص، الذي وجد المحفظة سيعيدها إلى صاحبها أم لا.
وترك الباحثون حوالي 17 ألف محفظة في 355 مدينة وأربعين دولة وراقبوا ردة فعل الناس عند إيجادهم إياها، وتساءل الباحثون عما إذا كانت كمية المال الموجودة داخل المحفظة ستؤثر على كيفية تصرف الإنسان.
وكان الباحثون يضعون المحافظ في الأماكن العامة، مثل البنوك ومكاتب البريد ودور السينما، بحسب "إن بي آر ريبوتس".
واحتوت المحافظ كميات مختلفة من المال، فمنها ما كان فيها 13 دولارا ومنها ما احتوت 100 دولارا ومنها التي لم تحتوي على مال وفقط بطاقات مصرفية وبطاقات ائتمان وبطاقات تخفيضات.
وهذا الاختبار العجيب أدى إلى نتائج غير متوقعة، فالمواطنون أبلغوا أكثر عن المحافظ التي احتوت على 100 دولار (بنسبة 72 في المئة)، من التي احتوت على 13 دولار (بنسبة 61 في المئة) وتم الإبلاغ عن 46 في المئة فقط من المحافظ التي لم تحتوي على مال.
كشفت الدراسة أن صدق الناس لا يعتمد بالضرورة على إمكانية تحقيق مكاسب اقتصادية، بدلا من ذلك، الصدق له علاقة أكثر بمدى شعور الإنسان بسوء فعلته فكلما كان المال أكثر في المحفظة كلما شعر الإنسان بالذنب أكثر وبالتالي بأن عليه إعادة الأمانة إلى صاحبها.
وقال أحد مؤلفي الدراسة، "يظهر البحث بشكل واضح، أن قراراتنا حول خيانة الأمانة لا تتعلق بتحليل منطقي للتكاليف والفوائد، بل بما نشعر به من الراحة حسب منظور المعايير الاجتماعية ومدى إمكانية إيجاد تفسير منطقي لقراراتنا".