أسماء با مقيشم

فنانة مُقعدة على كرسي متحرك تخطف الأضواء وتكرم بحضرموت اليمنية (صور)

برغم الصعوبات والصدمات المختلفة التي تلقتها منذ الطفولة إلا أنها استطاعت أن تخرج منها أكثر قوة وإصراراً على الإبداع والنجاح.

 

أسماء عمر بامقيشم فتاة حضرمية في العشرينيات من عمرها تسكن مدينة تريم تمكنت من تجاوز صعوبات ومعوقات جمة لتتميز في عالم الرسم بريشتها المبدعة التي تحملها بين أناملها الطموحة.

 

تعرضت أسماء، في العام 2007 م وهي بسن ال8 من عمرها لحادث دهس بحافلة المدرسة بينما كانت تستعد مع زميلاتها للذهاب لمدرستها كالعادة.
لم تكن أسماء يومها قد تعافت من ارتدادات فاجعة وفاة والدتها وهي بسن الثالثة لتجد نفسها غير قادرة على الحركة بفعل الشلل الذي أصابها بعد حادثة الدهس.

 

تحدي الإعاقة
 

قناعة راسخة لدى الرسامة سمية أن الإعاقة ليست إعاقة الجسد وإنما هي إعاقة الفكر والضمير وأن نظرة المجتمع للإعاقة كمشكلة يحتاج لخوض معركة تحدي شرسة. 

تقول سمية في حديثها لـ"المصدر أونلاين" إن الصعوبة التي لاقتها أنها واصلت دراستها بعد الانقطاع الطويل الذي حصل والذي استمر 10 سنوات غير أن هدفها وإصرارها على إثبات وجودها والاندماج في المجتمع الذي يرى الإعاقة حاجزاً دفعها للتغلب على هذه الصعوبة.

 

تضيف: كنت أحب التعلم وعندي شغف للتعلم ولدي الكثير من المواهب في الرسم والخط والشعر والتصوير والأعمال اليدوية والكتابة لكن أهمها كانت الرسم ومن هنا بدأت أحب تلك الموهبة وأصبح أغلب وقتي لممارسة الرسم.

استطاعت سمية التعرف على إحدى الرسامات الماهرات عبر تطبيق التواصل الاجتماعي الواتس اب وذلك لبعد المسافة بينهما عندما صار عمرها 14حيث استلهمت منها الكثير من الأساسيات والقواعد المحترفة للرسم.

 

إصرار على التعليم

 

أصرت سمية على الالتحاق بالمدرسة مع بداية العام الدراسي 2017_ 2018 بعد أن تلقت تأهيلاً بأحد مراكز الإعاقة خلال ثلاث سنوات.

في الأيام الأولى من بدء انتظامها بالمدرسة، انتبهت إدارة مدرستها لمواهب وقدرات طموحة لها ظهرت من خلال فقرات الطابور الصباحي ومحاربة بعض الظواهر الطلابية بالرسم والتعبير والحملات (كالتاخير والغش في الإمتحانات).

 

أنهت سمية هذا العام 2019 الصف التاسع بمدرسة 22 مايو مؤكدة إصرارها على مواصلة تعليمها الثانوي بثانوية سيئون النموذجية التي تحتضن الموهوبين بحضرموت.


معرض لإبراز مواهبها


خلال فترة قصيرة، استطاعت سمية تطوير مواهبها كالرسم بالألوان الزيتية والمائية والرسم بالخط والرسم بقلم الرصاص والفحم والرسم الخيالي والصور المعبرة عن إعاقتها ومعوقاتها وتحديها للصعاب.
واهتماماً بإبداعاتها، نظم فريق طوعي، في شهر مارس الماضي، معرض إبداع فتاة حضرمية للرسامة سمية بامقيشم بالشراكة مع كلية المجتمع بسيؤون بحضور مسؤولين محليين وحشد من المهتمين.

 

عرضت المبدعة سمية عدداً من لوحاتها الفنية والإبداعية المعبرة عن الأمل والتحدي الذي مرت به في حياتها إضافة لرسومات خيالية وتراثية.
كما تم تكريمها خلال فبراير الماضي، ضمن الطالبات المتميزات والمبدعات بمدرستها حيث شاركت في عدد من المعارض والرسومات التوعوية على جدران المدرسة.

 

الرسم مشاعر وطموحات


"أحب دائما أرسم عن الأم وعن الصبر والتحدي وعن شخصيتي وكذلك الطبيعة أحب ارسم بطريقني الخاصة وبخيالي هناك الكثير من لوحاتي لربما لن يفهمها من ينظر لها إلا عندما يسألني عنها" تقول سمية في مقابلة أجراها معها "المصدر أونلاين".

ترسم سمية كثيراً عن الأم كونها فقدت والدتها وهي بعمر الثلاث سنوات حيث خصصت مفاجأة معرضها الفني لوحة معبرة عن الأم بعنوان (لن أنساكِ).

 

تفتخر سمية أن عدداً من البنات اللاتي دربتهن شاركن في معرضها الفني بعدة رسومات مضيفة: "أمنيتي التي أسعى في تحقيقها في جانب الرسم أن أكون سبب في تطوير مواهب البنات في جانب الرسم".

تضيف أنها تطمح أن تكون لديها مؤسسة ومقر خاصة بموهبة الرسم لتعليم الفتيات الرسم والإبداع لتقديم رسالة توعوية للمجتمع كون الرسم من أهم وسائل لفت الانتباه والتوعية.

 

حفل تكريم للفنانة سمية بامقيشم