بعد أربع سنوات من مشاركتها في القتال في اليمن، أعلنت الإمارات العربية المتحدة -العضو الرئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية - أنها ستقوم بعملية سحب لقواتها من هناك، ضمن خطة "إعادة انتشار" لأسباب "إستراتيجية وتكتيكية"..
إعلان الإمارات عن هذه الخطوة، جاء على لسان مسؤول إماراتي رفيع الاثنين 8 تموز/يوليو، وقال فيه إن بلاده تعيد نشر وتقليص عدد قواتها في جميع أنحاء اليمن، لتتحول من استراتيجية "عسكرية أولاً" إلى خطة "السلام أولاً".
ومنذ أعلنت الإمارات عن خطتها بسحب قواتها من اليمن، والتكهنات لم تتوقف، بشأن دوافع هذه الخطوة وتوقيتها، وما إذا كانت تشير إلى خلاف بين أبو ظبي وحليفتها القوية الرياض، في الحرب الدائرة في اليمن منذ العام 2015.
وشككت أطراف يمنية في الدوافع التي أعلنتها الإمارات، لسحب قواتها من اليمن، وقالت إن أبو ظبي لن تتخلى عن دورها في اليمن، وأنها ربما تغير من تكتيكاتها بهدف إثارة المزيد من الفوضى، في هذا البلد الذي دمرته الحرب.
وكان مراقبون قد توقعوا أسبابا عديدة وراء الخطوة الإماراتية، أبرزها أن الإمارات ربما تسعى للملمة قواتها، بحيث تكون في وضع الاستعداد، توقعا لاحتمالات نشوب حرب في المنطقة، في ظل التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران.
ومن بين ما أورده المراقبون أيضا، أن الإمارات تسعى لتفاهمات مع الحوثيين، وأنها ربما تخشى من أن ينهج الحوثيون ضدها نفس السيناريو، الذي ينتهجونه حاليا ضد السعودية، وهو استهداف منشآت ومطارات ، أصبح يتم بوتيرة متزايدة، وأن أبو ظبي ربما أرادت إرسال رسالة للحوثيين، مفادها أنها ليست الطرف الذي يصر على مواصلة الحرب، ويرفض الجلوس معهم إلى مائدة المفاوضات.
وكان مسؤولون حوثيون قد هددوا سابقا، باستهداف الإمارات العربية المتحدة، وبأن أراضي الإمارات ليست بعيدة عن صواريخ الحوثيين، مؤكدين على أن الضرر الذي قد يلحق بالإمارات ربما يكون كبيرا، باعتبار أن اقتصادها كله يقوم على التجارة، وعمل المستثمرين الدوليين، وأن أي هجوم من هذا القبيل قد يدفع كل المستثمرين الدوليين للنزوح عن البلاد وخاصة دبي.
وكانت صحيفة وول (ستريت جورنال)، قد نقلت عن مسؤولين امريكيين وخبراء قولهم إن سحب الإمارات قواتها من اليمن، سيضيف تعقيدا جديدا للحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، وأنه يثير مخاوف واشنطن والرياض، من أن يُفهم أن ذلك على أنه انتصار للحوثيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات بين السعودية والإمارات، حول الاستراتيجية التي يجب اتباعها في اليمن، أحدثت شقوقا في تحالفهما.
ورغم أن المسؤول الإماراتي، الذي أعلن عن الخطوة الأخيرة، أوضح أن قرار الانسحاب اتخذ بعد التشاور مع الرياض، إلا أن مراقبين يرون أن أبو ظبي ربما سعت لأن تنجو بنفسها، بعد تزايد الضغط الدولي الرافض لاستمرار الحرب في اليمن.