ترجمة: عربي بوست
ناقلة نفط إماراتية تختفي منذ مساء السبت الماضي في مضيق هرمز، والخبر نفسه لا يظهر إعلامياً إلا اليوم الثلاثاء 16 يوليو/تموز، هذا في حد ذاته أمر يدعو للدهشة ويطلق العنان لعشرات الأسئلة في ظل التوتر المحتدم في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة، فأين يمكن أن تكون الناقلة قد اختفت وما هو سر صمت جميع الأطراف حتى الآن؟
نقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأخبار عن وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن بيانات تتبع السفن «أظهرت أن ناقلة نفط إماراتية كانت تمر عبر مضيق هرمز، انجرفت نحو المياه الإقليمية الإيرانية، ثم اختفت الإشارات التي تنقل موقعها منذ أكثر من يومين»، وتحديداً منذ مساء السبت 13 يوليو/تموز.
وبحسب التقرير لا أحد يعرف على وجه التحديد ماذا حدث لناقلة النفط التابعة لشركة إماراتية، التي كانت ترفع العلم البنمي، وذلك منذ اختفائها ليلة السبت.
الناقلة «ريا» يبلغ طولها 58 متراً، وكانت تقوم برحلات من دبي والشارقة بالساحل الغربي للإمارات، قبل المرور عبر مضيق هرمز في طريقها إلى ميناء الفجيرة في الساحل الشرقي للإمارات، وقالت الوكالة إنه بعد الساعة الـ11 من مساء السبت، توقفت بيانات التتبع الخاصة بناقلة النفط «ريا» عن الظهور.
هل يمكن أن يكون السبب عطلاً ميكانيكياً؟
لو كانت الناقلة قد تعرّضت لعطل ميكانيكي تسبب في انجرافها عن مسارها لتدخل المياه الإقليمية لإيران، كان من الطبيعي أن تتم الاتصالات بين طاقم السفينة ومقر الشركة أو الأقرب في ظل الموقف الحالي المتوتر أن يتم تواصل مباشر بين حكومتي طهران وأبوظبي، ولكن هذا لم يحدث طبقاً للتقارير الإعلامية.
الوكالة الأمريكية نقلت عن القبطان رانغيث راجا من شركة «رفينتيف» للبيانات قوله: «الناقلة لم تغير مسارها خلال 3 أشهر من الرحلات في جميع أنحاء الإمارات، ولم تخرج عن المسار إطلاقاً ولم تختفِ عن أجهزة التتبع».
صمت من جميع الأطراف
لم تنشر الإمارات أو إيران أي بيانات رسمية حول تلك الواقعة، ورفض الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، التي تشرف على مياه الشرق الأوسط التعليق على تلك الحادثة.
«أسوشيتد برس» قالت في تقريرها إنها حاولت الاتصال بالشركة المالكة للناقلة «برايم تانكرز»، التي تتخذ من دبي مقراً لها، لكنهم قالوا إنهم باعوا السفينة لشركة أخرى «موج البحر»، وعندما تحدثت الوكالة الأمريكية مع الشركة الجديدة، قالوا إنهم لا يمتلكون أي سفن أو ناقلات نفط.
تقرير للسي إن إن حول اختفاء الناقلة نشر اليوم أيضاً تحت عنوان «أسئلة بأروقة المخابرات الأمريكية حول سحب ناقلة نفط تابعة للإمارات إلى جزيرة إماراتية»، يلقي مزيداً من الضوء حول الصورة لتتضح أكثر.
وفقاً لما تعتقده المخابرات الأمريكية، فقد أُجبرت الناقلة التابعة للإمارات على دخول المياه الإقليمية الإيرانية رغم عدم صدور تصريح رسمي من إيران أو الإمارات حول هذه القضية بعد، حسبما ذكر مسؤولون أمريكيون رفضوا الكشف عن هوياتهم لحساسية القضية، بحسب التقرير، حيث الاعتقاد السائد الآن هو أن الناقلة احتُجزت من قبل الحرس الثوري الإيراني ليلة السبت عندما كانت تعبر مضيق هرمز في المياه الدولية.
وأشارت معلومات لدى المخابرات الأمريكية إلى أن قوات الحرس الثوري الإيراني قامت بإجبار الناقلة على دخول المياه الإقليمية الإيرانية قبل أن يتم سحبها نحو جزيرة قشم التابعة لإيران.
ورغم الكشف عن هذه المعلومات فإن ما حدث مع الناقلة يبقى محل نقاش داخل أروقة المخابرات الأمريكية، وفقاً لما قاله المسؤولون.
رد على بنما أم على بريطانيا؟
بحسب تقرير سي إن إن، حصلت أمريكا على معلومات من مصادر إماراتية قالت إن الناقلة تعرضت لعطل ميكانيكي، وتم سحبها نحو إيران من أجل إجراء عمليات تصليح.
ولم يصدر تعليق رسمي من الإمارات، لكن جميع المسؤولين الأمريكيين نوهوا إلى عدم وجود أي نوع من التواصل بين طاقم الناقلة أو مُلاكها أو أي من الحكومتين، وهو ما يجب أن يحدث في حال تعلق الأمر بعملية تصليح روتينية.
ويتم تحليل نظرية داخل أروقة المخابرات الأمريكية، تقول إن هذا الفعل من إيران يأتي كرد على إعلان بنما أنها ستواصل سحب أعلامها عن السفن التي تخرق العقوبات الأمريكية تجاه إيران.
ومن الجائز أيضاً أن يكون احتجاز السفينة من إيران رد على احتجاز القوات الملكية البحرية البريطانية ناقلة نفط إيرانية، مطلع الشهر الجاري، في جبل طارق، يُعتقد أنها كانت تحمل نفطاً إلى سوريا، بناءً على طلب من الإدارة الأمريكية.
وفي حادثة منفصلة خلال يوليو/تموز الجاري، قامت قوارب تابعة للحرس الثوري الإيراني بمحاولة فاشلة لاحتجاز ناقلة نفط بريطانية في الخليج عندما كانت تعبر مضيق هرمز.
المؤكد إذن أن هناك ناقلة نفط تحتجزها إيران وعدم إصدار بيانات رسمية من أي من الأطراف المعنية يكشف مدى خطورة الموقف المتأزم ومحاولات البحث عن مخرج لمسألة احتجاز ناقلات النفط التي قد تخرج عن السيطرة في أي لحظة.