أشرف الفلاحي- عربي21
تسود حالة من الجدل بين قيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام بجناحيه المتحالف مع جماعة الحوثي والمؤيد للحكومة المعترف بها دوليا، أو ما يعرف بـ"الصقور"، بشأن مستقبل الحزب الذي يعاني من انقسام وتشظ حاد منذ مقتل زعيمه، علي عبدالله صالح، برصاص حلفائه الحوثيين في كانون الأول/ ديسمبر2017.
ونشب سجال بين رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، ووزير الخارجية الأسبق أبو بكر القربي، وكلاهما يشغل منصب الأمين العام المساعد في حزب المؤتمر، إثر تغريدة نشرها الثاني على حسابه بموقع "تويتر"، قرأها الأول بأنها تهدف للإيقاع بينه وبين الرئيس عبدربه منصور هادي.
ويشهد حزب المؤتمر صراعا معقدا بين أجنحته المتحالف مع جماعة الحوثي، والذي يصنف القربي ولاءه له، وبين الجناح الآخر الموال للشرعية والرئيس هادي، حيث يعد البركاني أبرز رموزه، في ظل مساع يقودها جناح هادي لملمة شتات الحزب تحت قيادة موحدة بعيدا عن ارتهانه لخصومه في الجماعة الحوثية.
"بداية المعركة"
وبدأت المعركة الكلامية بين البركاني -الذي انتخب في الأشهر القليلة الماضية، رئيسا للبرلمان، خلفا للسابق يحيى الراعي، الذي يدير ما تبقى من أعضاء برلمانيين يقيمون في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين- بعد تغريدة مثيرة كتبها القربي يوم الاثنين.
وقال أبوبكر القربي: التقيت بالشيخ سلطان خلال زيارة خاطفة، حيث تبادلنا فيها الرأي حول المؤتمر، وأكدنا الالتزام بنظامه الداخلي وتمسكنا بميثاقه وثوابته وبوصايا الزعيم. في إشارة منه إلى زعيم الحزب الراحل، صالح.
وأضاف القربي عبر "تويتر" أن ذلك يأتي إيمانا بأن المؤتمر سيظل عصيا على محاولات التهميش والإقصاء. مؤكدا أنه كل ما نحتاجه هو عمل سياسي يواجه بمنطق و إعلام متزن وهادف يكشف ما يخطط.
تغريدة وزير الخارجية اليمني الأسبق القربي، دفعت بزميله في الحزب سلطان البركاني للرد عليها، واتهامه بمحاولة الإيقاع بينه وبين الرئيس هادي.
"تشكيك وصفقات سرية"
وقال البركاني عبر تويتر إن تغريدة زميلي د.القربي حول لقائنا لا يعلم القارئ ماذا يريد أن يقول؟
وتابع: فهمت أنه، أي القربي، يريد أن يشكك الرئيس هادي بمواقفي أو أننا نعقد صفقات سرية.
وأشار رئيس مجلس النواب إلى أنهم يعرفون مواقفي وأني أتعامل بلغة واحدة وأعمل فوق الطاولة دائما، وباستمرار وفقا لنظام الحزب ولوائحه.
وذكّر القيادي البركاني زميله القربي أن يكون الجميع فعلا ملتزما به وليس شعارا يُرفع عند الحاجة. في تلميح منه إلى النظام الداخلي للحزب.
"قيادي حوثي على خط السجال"
السجال الذي دار بين البركاني والقربي، دفع القيادي البارز في الجماعة الحوثية، محمد علي الحوثي، الذي يشغل عضوا في ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" (أعلى سلطة حوثية)، على هذا الخط، والوقوف ضمنيا مع ما طرحه القيادي القربي.
وقال محمد الحوثي إن بقاء المؤتمر كحزب وطني بقياداته الوطنية اليوم خارج مؤامرة ما أسماه "العدوان" ولعبة الارتزاق مكسب كبير له.
وتابع عبر حسابه بموقع "تويتر": من يدعي الانتماء له (حزب المؤتمر) وهو يقبع في أحضان العدوان (يقصد بذلك البركاني) فهو من مؤتمريي البرشوتات أو ممن عمالته غلبت حزبيته وحب اليمن. وفق تعبيره.
"ترك الحزب وشأنه"
من جانبه، دعا القيادي في حزب المؤتمر، الجناح المتحالف مع الحوثيين، حسين حازب، البركاني بترك الحزب وشأنه.
وكتب حازب الذي يشغل وزيرا للتعليم العالي في حكومة "الإنقاذ" التابعة للحوثي في صنعاء، عبر "تويتر" أن الميثاق الوطني ونظام المؤتمر ولوائحه وقرارات قياداته والدستور تحرم وتجرم كل قول أو فعل يخالفها.
وخاطب حازب البركاني بقوله: خلاص يا شيخ سلطان، اتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
ودعاه في التغريدة ذاتها إلى "ترك المؤتمر وشأنه.. فلم يعد مستساغا لكم قبل غيركم أن تتحدثوا عن ارتباطكم به، وأنت أكثرنا حفظا لتلك الوثائق والنصوص".
وجاء هذا السجال بعد معلومات متداولة عن مساع تبذلها القيادات المؤيدة للحكومة المعترف بها لعقد مؤتمر عام للحزب لاختيار قيادة جديدة له، باعتبار أن قيادات ما يعرف بـ"مؤتمر صنعاء"، باتوا "أسرى ورهائن لدى المليشيات الانقلابية"، حسبما ذكره بيان سابق لجناح الحزب الموالي لهادي وشرعيته.
وكانت قيادات في حزب المؤتمر بصنعاء ( الفصيل المتحالف مع الحوثي) قد عقدت مطلع أيار/ أيو الماضي، اجتماعا تم اتخاذ عدد من القرارات التي اعتبرها جناح هادي باطلة، بينها الإبقاء على صادق أمين أبو رأس رئيسا للحزب، واختيار نائبين له، أحدهما نجل صالح الأكبر المقيم في أبوظبي، أحمد، بالإضافة إلى اختيار أمين عام جديد، وتصعيد عدد من القيادات إلى اللجنة العامة بالحزب.