ترجمة: عربي بوست
انجرفت رسالة، كاتبها بريطاني، إلى الساحل الأسترالي الجنوبي بعد أن ظلت داخل زجاجةٍ أكثر من نصف قرن. ووفقاً لأخت كاتب الرسالة، فهو في رحلة بَحريةٍ الآن.
وأوضحت صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 18 يوليو/تموز 2019، أن بول إليوت، الأسترالي الجنوبي، وابنهجياه، قالا لإذاعة ABC إنهما عثرا على الزجاجة بالساحل الغربي لشبه جزيرة آير في أثناء الصيد.
وقال إليوت إنه يبحث عن الكاتب، بول غيلمور، الذي وصف نفسه في الرسالة بالصبي الإنجليزي المسافر على متن سفينة على طول الساحل الأسترالي الجنوبي من فريمانتل إلى ملبورن.
والرسالة عبارة عن كتابة بخط اليد على ورقة تحمل اسم شركة Sitmar Line أعلاها، بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1969.
رسالة تصل بعد نصف قرن
يذكر كاتب الرسالة فيها أنه يسافر على متن السفينة Fairstar، التي جلبت عديداً من المهاجرين البريطانيين إلى أستراليا خلال ستينيات القرن الماضي بموجب المشروع الهادف إلى زيادة عدد سكان أستراليا بعد الحرب العالمية الثانية.
ويناشد الصبي في الرسالة أي شخص يعثر عليها أن يرد عليه ويرسل إليه عنوانه في ملبورن.
وفي يوم الخميس 18 يوليو/تموز 2019، ذكرت إذاعة ABC أنها توصلت إلى شقيقة غيلمور، آني كروسلاند. وقالت للإذاعة: «هذا مذهل، أمر لا يُصدّق! سيكون سعيداً للغاية».
وفي مفارقة أخرى، قالت كروسلاند من بريطانيا إن أخاها حالياً يخوض رحلة بَحرية في بحر البلطيق، مضيفة: «ربما كانت آخر مرة ركب فيها سفينة هي عند ذهابه إلى أستراليا. فهو لا يفضل الرحلات البحرية».
وتتذكر كروسلاند، التي كانت على متن السفينة، رؤية أخيها وهو يكتب رسائل ويضعها داخل زجاجات. وقالت إنه ألقى نحو ست زجاجات في المحيط.
وبحسب إذاعة ABC، فيُعتقد أنه ألقى الزجاجة في المنعطف الأخير من الرحلة بين فريمانتل وملبورن.
وبعرض الرسالة على ديفيد، شقيق بول غيلمور، أبدى دهشته. وقال: «أنظر إلى الرسالة الآن ويمكنني القول إنها من كتابة أخي، ولكنه كان أصغر سناً كما هو واضح». وعاشت العائلة في أستراليا حتى عام 1973، حينما عادوا إلى بريطانيا.
ويرجَّح أنها دُفنت على الشاطئ قبل أن تطفو مجدداً
وقال خبير المحيطات ديفيد غريفين إن الزجاجة لا يمكنها أن تظل طافية 50 عاماً عند الساحل الجنوبي، لأن «المحيط لا يظل ساكناً».
ويعتقد غريفين أن الزجاجة دُفنت على الشاطئ سنوات، ثم طفت من جديد، بسبب بعض العواصف.
وقال لإذاعة ABC: «إذا أُسقطت في أي مكان بالمحيط جنوب أستراليا، من المستحيل أن تظل في مكانها طوال تلك المدة؛ حيث يتجدد المحيط باستمرارٍ كل عام أو اثنين».
وذكر كاتب الرسالة أنَّ موقعه حينها كان على مسافة «1.000 ميل شرق فريمانتل».
ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كان الكاتب يقصد فعلاً مسافة 1.600 كيلومتر من فريمانتل، التي من شأنها جعل الرحلة تتوجه جنوباً على طول الساحل الغربي قبل الانعطاف شرقاً.
وفي العام الماضي، عثرت امرأة أسترالية على ما يُعتقد أنه أقدم رسالة داخل زجاجة في العالم.
وعثرت تونيا إلمان على زجاجة جن ترجع إلى أكثر من 132 عاماً، في الكثبان الرملية بالقرب من ويدج آيلاند. وبداخل الزجاجة، عثرت على لفافة ورقية مطبوعة بالألمانية بتاريخ 12 يونيو/حزيران 1886، وقد نالت مصادقة متحف أستراليا الغربي.