البلدة بحضرموت

"البلدة" موسم نزهة واستشفاء في سواحل حضرموت.. ماذا تعرف عن هذه الظاهرة؟ (صورة)

منذ ساعات الفجر الأولى يكون الستيني محمد علي جابر مع مئات من أهالي مدينة المكلا على شاطئ المدينة خلال أيام نجم البلدة التي تبدأ ملامحها بالظهور في 15 من يوليو من كل عام.

 

برغم مرضه وصعوبة تنقله إلا أنه يصر على الخروج باكراً للاستحمام بماء البحر البارد رفقة عائلته وزملائه لاعتقاد متوارث عن معالجة البرودة لأمراض عدة.

 

يقول جابر في حديثه للمصدر أونلاين إنه منذ صغره يحرص على الاستحمام بماء البحر البارد بموسم البلدة رفقة والده بشكل يومي بعد الفجر الى شروق الشمس كجزء من عادة وموروث قديم للآباء والأجداد.

 

يمتاز نجم البلدة في مدينة المكلا ببرودة الماء الشديدة وهو ما يحرص الأهالي على الاستحمام فيه مبكراً قبل شروق الشمس حيث تزدحم الشواطئ بهم.

 

وقيلت الحكم والأشعار والأمثال حول هذا النجم ومن الأمثال الشائعة: «غسل البلدة ترجع العجوز ولده»!

 

"غمسة في البلدة تعادل حجامة سنة".

 

تنزه حذر

يصطحب الأهالي كبار السن المقعدين في البيوت للاستحمام في ماء البحر شديد البرودة لاعتقاد السكان المتوارث بالمكلا أن الاغتسال في الماء البارد يعالج الكثير من الأمراض الجلدية والآلام المفصلية المزمنة.

 

 

وتنظم الجهات الرسمية حفلاً ترفيهياً احتفائياً يحضره مئات المواطنين، لتدشين فعاليات متنوعة تشمل الفعاليات الرياضية والثقافية والترفيهية.

 

تشهد مدن ساحل حضرموت وفنادق مدينة المكلا ازدحاماً شديداً نظراً لتوافد مئات العوائل من المحافظات المجاورة بل من الدول المجاورة للاستمتاع بهذا الموسم.

 

غير أن هذا الموسم يحصد كل عام أرواح عددا من الزائرين الوافدين الذين يجهلون خطر التعمق في مياه البحر نظرا لارتفاع الأمواج.

 

ومنذ بدء الموسم مطلع الأسبوع الماضي، تمكنت فرق الإنقاذ التابعة لخفر السواحل من إنقاذ أكثر من 10 حالات من الغرق فيما توفي شخص واحد.

 

تفسير علمي للظاهرة

الباحث في شؤون البيئة والأحياء البحرية الدكتور سالم بازار فسر سبب حدوث التغيرات في بحر حضرموت وبرودته الشديدة إلى ظاهرة تسمى بالانقلاب المائي.

 

وأرجع الدكتور بازار في تقرير علمي له تأثر المنطقة الشرقية من خليج عدن وبالذات سواحل حضرموت بشكل كبير، إلى التيار الهوائي الجنوبي الشرقي.

 

وبشكل مبسط فإن هناك نظرية تقول إن دفع المياه السطحية باتجاه الساحل يؤدي إلى حدوث فراغ تملؤه المياه القاعية الباردة المتحركة من الأعماق، بينما يتجه التيار الصاعد الحار مرتداً إلى القاع بعد اصطدامه بالساحل. 

 

وبالنسبة للتيارات الباردة القادمة من المحيطات المفتوحة يقول بازار إن حركتها تتزامن مع حركة هذين التيارين وذلك على عمق ببين 200-400م وهي تصعد إلى السطح كلما اقتربت من الساحل.