محمد عبدالملك
تشهد المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي شمال اليمن تصفيات جسدية لعدد من الشيوخ والوجهاء القبليين رغم أنهم من أبرز حلفاء الجماعة ومن عبدوا لها الطريق لدخول محافظة عمران والسيطرة على العاصمة صنعاء.
آخر تلك الحوادث التي يصفها البعض بـ "مكافأة نهاية خدمة لهم" كان مقتل الشيخ سلطان الوروري والذي وجدت جثته ملقاة على قارعة الطريق في محافظة عمران، وبعدها بأيام قٌتل محمد الشتوي أحد شيوخ المحافظة على يد القيادي مجاهد قشيرة، ولم يلبث الأمر كثيراً حتى لقي قشيرة حتفه برصاص عناصر تابعة للجماعة إثر اشتباكات دامية أودت بحياة عناصر من الجانبين.
وتداول ناشطون يمنيون مقطع فيديو يظهر فيه الشيخ قشيرة بعد مقتله وتقوم عناصر تابعة للحوثي بسحبه على الأرض والتكبير بشعارات الصرخة الخاصة بالجماعة، مما آثار غضبا واسعا في أوساط اليمنيين.
وذّكر البعض بالنهاية التي لقيها حليف الجماعة الأبرز الرئيس السابق علي عبد الله صالح على يد الحوثيين.
وقالت مصادر قبلية للجزيرة نت إن القيادي الحوثي خالد جمعان قتل على يد أحد القيادات من نفس الأسرة في محافظة عمران بتهمة الإساءة لمؤسس جماعة الحوثي حسين بدر الدين الحوثي إضافة لخلافات سابقة مع الجماعة وكانت سبباً لمقتله.
ويأتي هذا استكمالا لعمليات تصفية جماعة الحوثي شيوخ حلفاء آخرين بعد اختلافهم معها، من بينهم القيادي عبد القادر سفيان خلال مواجهات مع الجماعة في محافظة إب وسط البلاد خلال مايو/آيار الماضي، كما قتل الشيخ أحمد السكني على يد أحد القيادات الحوثية وشيوخ قبيلة بكيل وقد أثارت القضية صدىً واسعاً بين أبناء القبائل في صنعاء.
وردا على سؤال للجزيرة نت وجهته لعضو بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين ـ رفض ذكر اسمه ـ عن دوافع الانتقام من هؤلاء الشيوخ، قال إن السبب هو "تعديهم على رجال الأمن، ونشر الفوضى وأعمال الحرابة" مضيفا أن مقتل قشيرة "وقع بعد أن قام بارتكاب العديد من الجرائم بينها أعمال سرقة وقتل عدد من رجال الأمن بالمدينة خصوصاً وأنه كان قد صدر بحقه العديد من الأوامر القضائية بالضبط ".
وذكر القيادي الحوثي أن "الوساطة القبلية حاولت إقناع الشيخ قشيرة وعصابته بتسليم نفسه دون مقاومة حقناً للدماء، ولكن الأخير اختار التمرد وقام بقتل اثنين من شيوخ الوساطة".
جابر: أفعال الحوثيين اليوم لا تختلف عن سوابقهم التاريخية (الجزيرة نت) |
ترهيب
على النقيض من ذلك، قال جمال المعمري أحد شيوخ محافظة عمران للجزيرة نت إن جماعة الحوثي تستهدف بتلك العمليات الانتقامية "إرهاب القبائل وخاصة المحافظات المحاذية لمحافظة صعدة معقل الجماعة، وكسر عظم القبيلة اليمنية وإخضاعها لسلطاتهم طمعاً منها في إسكات أفراد وأبناء القبائل".
أما الباحث اليمني زائد جابر فيرى أن "تنكيل الحوثيين بشيوخ القبائل الذين تعاونوا معهم سابقاً ثم اختلفوا معهم ليس جديدا" مضيفا أن الحوثيين "ينظرون إلى القبائل اليمنية على أنهم أتباع وليسوا شركاء وحين يختلفون معهم يصفونهم بالمنافقين ويستبيحون دماءهم وأموالهم ويهدمون منازلهم ولهم في ذلك فتاوى مشهورة".
وخلص إلى القول "طريقة تعامل جماعة الحوثي اليوم مع من ساندوها يعود إلى منهجية الإمامة في الواقع وذهنية الجماعة والتي تملك مشروعاً عنصرياً مغلقا لا يقبل الشراكة".
المصدر : الجزيرة