شهدت مدينة في شرق ألمانيا جدلاً حول خطط لمنع تناول لحم الخنزير ومشتقاته في روضتين بسبب وجود طفلين مسلمين.
مدير الروضتين الواقعتين بمدينة لايبزيغ قال إن خطط التخلي عن لحم الخنزير هي للحفاظ على «سلامة الروح من الخطيئة» بالنسبة لطفلين مسلمين بين أطفال الروضتين لكن تصريحه هذا دفع بعض الألمان للسخرية منه، خصوصاً وأن إحدى الروضتين اسمها «كونفوشيوس»، نسبة للفيلسوف الصيني الشهير وأن لايبزيغ «في أغلبها مدينة علمانية».
تقول صحيفة بيلد الألمانية، التي قامت بما يشبه «حملة إعلامية» على الفكرة، إن مدير الروضتين أرسل خطاباً لأهالي الأطفال يقول «لقد أدركنا أن قرارنا في الروضتين بالتخلي عن لحم الخنزير أثار الرأي العام كثيراً، ولهذا السبب نلغي هذا القرار».
وأضاف الرجل «هذا الموضوع سوف نضعه على جدول الأعمال في أول مجلس للآباء في السنة التعليمية الجديدة بالروضة في شهر آب/أغسطس».
حزب البديل ينتهز الفرصة؟
حسب تقرير DW استنكر الضابط السابق غيورغ بازدرسكي، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «البديل من أجل ألمانيا» الشعبوي ببرلمان ولاية برلين تلك الخطط وقال على تويتر: روضتان في لايبزيغ تلغيان لحم الخنزير بسبب طفلين اثنين مسلمين من بين 300 طفل. أصبح خضوع الألمان يأخذ أنماطاً أكثر غرابة..»
وذهبت بيئاته فون شتورش العضوة البارزة بحزب «البديل» بعيداً لتطلب ممن يرفض لحم الخنزير الرحيل لمكان آخر غير ألمانيا: «من لا يريد أو لا يستطيع أن يتكيف مع ثقافتنا السائدة بإمكانه أن يحيا وفقاً لعاداته ومعاييره، ولكن ليس عندنا» (في ألمانيا).
بعد انتشار خبر خطط تخلي الروضتين عن لحم الخنزير وكذلك الحلوى، التي تتضمن مادة الجيلاتين المشتقة من لحم الخنزير، أرسلت الشرطة سيارة وقفت أمام الروضتين القريبتين من بعضهما البعض، واعتقد كثيرون أن ذلك بدافع حماية الروضتين ومن بداخلهما من التعرض لاعتداءات. وهو الأمر الذي دعا الشرطة في ولاية ساكسونيا إلى نفيه على تويتر، ذاكرة أنها «كانت فقط تتواصل مع إدارة الروضتين».
وبعد إعلان مدير الروضة تراجعه عن قراره قال مارتين رايشارت، العضو بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) عن حزب البديل «الآن مطلوب من الآباء الشجعان الذين هم أهل للمسئولية: لا تخضعوا واجهوا إرهاب الرأي اليساري وامنعوا الأسلمة! أنا أرى في ساكسونيا أفضل الفرص فلنقاوم معاً. حزب البديل من أجل ألمانيا مؤثر».
وردت عليه حسابات لا يمكن التحقق من هوية أصحابها. ومنهم من اتهمه بأنه «محرض مثير للشفقة»، مثل حساب باسم «ماركوس شتيفاني». وهناك حساب آخر باسم «سيكو إم» علق على كلام رايشارت: «توقف أخيراً عن هذا التحريض البدائي فالآباء هم من يقررون وليس المسلمون. وعدم وجود لحم الخنزير في رياض الأطفال كان أمراً موجوداً بالفعل قبل 20 عاماً، وفقاً لقرار الآباء. والأسلمة؟ هنا حقاً يضحك الدجاج! مثير للاشمئزاز جداً». ورد السياسي بحزب البديل بأن «النقد ليس تحريضاً».
رأي آخر
يضيف تقرير DW أن آخرين تساءلوا قائلين لماذا لا تكون هناك إمكانية ليأكل لحم الخنزير من يريد، وفي المقابل يأكل من يرفضه لحماً آخر مثل لحوم الطيور والأنعام، قال رولف هوبه، مدير الجمعية الألمانية لاتحاد موردي الطعام للمدارس ورياض الأطفال ((VDSKC)، إنه لا يمكنه تفهم «الجلبة» بشأن التخلي عن لحم الخنزير في مراكز رعاية الأطفال اليومية.
وصرح هوبه «بسبب متوسط سعر 2 حتى 4 يوروهات للطعام (للطفل الواحد يومياً) حسب كل ولاية، لا يمكن تقديم سوى لحم رخيص القيمة». وأضاف «من الأفضل للأطفال بسبب هذا السعر تناول خضراوات من زراعة عضوية بدلاً من لحم رخيص».
ويوضح هوبه أنه منذ سنوات هناك شعور ما بوجود توجه نحو الطعام النباتي في رياض الأطفال، ويضيف: «الآباء يريدون التأكد من أن أطفالهم يحصلون على طعام صحي».
سوسن شبلي، السياسية الألمانية بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، والمنحدرة من أصول فلسطينية، تفاعلت هي الأخرى مع القضية، عبر عدة تدوينات على حسابها بتويتر وقالت: «إذا كانت رياض الأطفال والمدارس والمرافق الأخرى تحبذ أن تقدم طعاماً نباتياً بدلاً من اللحوم- فلا بأس بالنسبة لي. أنا فقط ضد أن يقال إن ذلك فُعِل: احتراماً للمسلمين».