قال برنامج الغذاء العالمي، إن سلطات الحوثيين (غير معترف بها) في محافظة ريمة، منعت المنظمة وشركاءها من توزيع المساعدات كما منعتها من التخلص من كميات من الأغذية التي فسدت بسبب منع توزيعها.
جاء ذلك في تصريح بعثه المتحدث الرسمي باسم مكتب الغذاء العالمي في صنعاء، انابيل سيمينغتون، ل "المصدر أونلاين" تعقيباً على تقرير نشره عن إتلاف جماعة الحوثيين كميات من المساعدات التابعة للبرنامج في محافظة ريمة بعد اقتحام مخازن البرنامج ومصادرة المساعدات.
وأضاف سيمينغتون في تعقيبه على تقرير المصدر أونلاين، " منذ آذار/مارس، يطلب برنامج الأغذية العالمي من السلطات المحلية مساعدتنا في التخلص من 296 كيسا من دقيق القمح (14.8 طنا) أصبحت غير صالحة بسبب (السوس)".
وأوضح أن فساد القمح لأنه تم منع "برنامج الأغذية العالمي وشركاءه من توزيع القمح كما تم منعه من التخلص من الاغذية التي فسدت لاحقا آنذاك".
وأشار متحدث البرنامج في صنعاء، إلى اجتماع عقده مسؤولو المنظمة مع "أحد وكلاء محافظ ريمة (المعينين من الحوثيين) وتم التوصل أخيرا إلى اتفاق مع برنامج الأغذية العالمي للتخلص من الدقيق الفاسد، وكنا قد بدأنا الخطوات اللوجستية لذلك".
وتابع انابيل سيمينغتون: "بيد ان نائب وكيل محافظة ريمة ومسؤولين محليين اخرين اقتحموا المستودع يوم الاحد وصادروا الاغذية الفاسدة وتخلصوا منها في العلن" .
وعبر برنامج الغذاء العالمي عن إدانته بشدة، لسلوك قيادات الحوثيين، مؤكداً أن المنظمة الأممية "لن تتسامح مع أي تدخل في المساعدة الإنسانية"، مما يقوض قدرة البرنامج "على توفير الغذاء لأشد الفئات ضعفا في اليمن والتي هي في أمس الحاجة إليه".
وكانت مصادر محلية بمحافظة ريمة، أكدت للمصدر أونلاين، قيام مسلحين حوثيين، باقتحام مخزن لبرنامج الغذاء العالمي، ومصادرة كميات من المساعدات الغذائية التابعة للبرنامج، بزعم فسادها.
وجاءت إجراءات الحوثيين، غداة إعلان الحكومة التابعة لهم في صنعاء (غير معترف بها)، التوصل مع برنامج الاغذية العالمي، بشأن آلية صرف المساعدات والتحقق من وصولها إلى المستفيدين، وذلك في لقاء جمع عبدالعزيز بن حبتور، و الممثل المقيم لبرنامج الغذاء العالمي في اليمن، ستيفن أندرسون.
وتصاعد الخلاف بين الحوثيين وبرنامج الغذاء العالمي في النصف الأول من العام الجاري، حيث اتهم مدير البرنامج ديفيد بيسلي، المليشيات بسرقة المساعدات وتحويل مسارها، وحرمان الجوعى من الطعام، إضافة إلى الانقلاب على اتفاق سابق تم التوصل إليه بشأن التحقق من وصول المساعدات لمستحقيها يتضمن نضام إلكتروني "البصمة".
ونفى الحوثيون اتهامات البرنامج، وشرعوا في عمليات اقتحام لمخازن البرنامج ومصادرة للمساعدات بزعم فسادها، كما عمدوا إلى تنظيم عمليات إتلاف علنية "تشهير" في عدة محافظات لمساعدات البرنامج متهمين المنظمة الأممية بإدخال مساعدات فاسدة لليمن.
وأعلن البرنامج منتصف يونيو الماضي، تعليق توزيع مساعداته جزئياً في المناطق الخاضعة للحوثيين، محملاً المليشيات المسؤولية، لكن ديفيد بيسلي مدير المنظمة، أبلغ مجلس الأمن يوم الخميس 18 يوليو الجاري، تراجعه عن قرار تعليق نشاطه في صنعاء، مشيراً إلى التوصل إلى اتفاق "من حيث المبدأ" دون ذكر تفاصيله، لكنه ألمح إلى البدء بتقديم مساعدات نقدية.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج الغذاء العالمي، أكبر منظمة تحصل على الأموال من الدول المانحة، لتقديم المساعدات الغذائية في اليمن، ويقول البرنامج أن أكثر من عشرة مليون جائع في البلاد يعتمدون على المساعدات التي يقدمها، ويهدف لزيادة عدد المستفيدين إلى 12 مليون شخص، إضافة إلى الاغذية المخصصة للحوامل والاطفال الجوعى في اليمن.
وكان الصراع في اليمن، بدأ باجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء والمدن أواخر 2014م، وانقلابهم على الحكومة والرئيس هادي، قبل أن يتدخل التحالف في مارس 2015م، عسكرياً لمساندة الأخير، وتسبب استمرار الحرب لأكثر من أربع سنوات، في أسوأ أزمة إنسانية ومجاعة في العصر الحديث، وتقول الأمم المتحدة أن 24 مليون يمني بحاجة لمساعدات غذائية، منهم 14 مليون في حاجة عاجلة المساعدات.