اليمن

بعد لقاء قيادات في الأردن... من يملك صنع القرار في جنوب اليمن؟!

أعلنت بعض القيادات الجنوبية في ختام مشاورات برعاية مركز السلام الأوروبي لتوحيد الصف وتشكيل منصة تفاوضية واحدة، أن اللقاءات نجحت وأن المشاورات مستمرة حتى اللقاء المقبل في سبتمبر/ أيلول القادم.

أكدت قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو القوة السياسية الأكثر تنظيما رفضها لتلك الاجتماعات المدعومة من الخارج، والقرار الجنوبي يجب أن يكون داخليا. 

ورحبت قيادات في المجلس بأي مبادرة تهدف إلى لم الشمل وتوحيد الصف، وأن تكون هناك جهة واحدة تتحدث باسم الجنوبيين وقضيتهم في المحافل الدولية.

العودة إلى الوصاية

 من جانبه، قال منصور صالح المحلل السياسي الجنوبي لـ"سبوتنيك"، معلقا على لقاء عدد من الشخصيات الجنوبية في عمّان الأردن:

 إن أي لقاءات جنوبية تهدف لتحقيق أي شكل من أشكال التقارب الجنوبي مرحب بها من قبل الشعب، لكن ما ليس مرحب به هو محاولات الالتفاف على الانتصارات الجنوبية والعودة بالجنوب إلى الوصاية اليمنية.

ووصف صالح لقاء عمّان "بالفاشل"، وبأنه أُعطي اهتمام بأكثر مما يستحق، كونه كان محاولة غير موفقة أرادوا من خلالها إرسال رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن الجنوب مازال غير موحد، وأن الجنوبيين موزعين على مشاريع مختلفة وهذا غير صحيح و يلحق ضرر كبير بالقضية.

موقف محدد

وبيّن صالح أن الشعب في الجنوب حدد موقفه مبكرا، ومنذ انطلاق الحراك الجنوبي في عام 2007م، واختار الاصطفاف خلف قوى التحرير والاستقلال، وعلى هذا الأساس جاء تفويض المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017م فأصبح هو من يقود هذا المشروع ويدافع عنه باستماتة، رغم كل الحملات التي تستهدفه بدعم وتمويل من الحكومة اليمنية وقوى اقليمية.

وأضاف المحلل السياسي:

 

 الجنوبيون وبنسبة عالية اليوم يدعمون توجهات الانتقالي ومشروعه وسيدعمون أيضاً أي قوة أو شخصية ستدعم هذا المشروع مهما كانت.

 واستدرك صالح، من المؤسف أن تسارع شخصيات جنوبية لها وزنها للتشويش على نظرة المجتمع الدولي لمطالب شعب الجنوب، بهدف تسجيل حضور شخصي على حساب قضية شعب قدم عشرات الآلاف من "الشهداء" والجرحى لتحقيق تطلعاته في تحرير أرضه واستعادة دولته.

وأكد المحلل السياسي، أنه لا خوف على مستقبل الجنوب، وأن استعادة الدولة الجنوبية أمر محسوم بإرادة الشعب في الداخل، والتفافه حول قادة مشروع التحرير والاستقلال، وأن القرارات الدولية والتمثيل الجنوبي يكتبها المرابطون على جبال وفي سهول الأرض الجنوبية، ومحاولات التشويش على ما أسماها "مسيرة الاستقلال الجنوبية" قد تعطل حركتها لكنها لن توقفها.

لحظة تاريخية

ودعا صالح مختلف الشخصيات والقوى الجنوبية أن تنتصر لمطالب الشعب الجنوبي في استعادة دولته، وأن تدرك أنها في لحظة تاريخية فارقة سيسجلها التاريخ، فإما أن يكونوا مع شعبهم أو يصطفون في صف أعدائه لا خيار ثال

وقال المحلل السياسي الجنوبي، صالح:

 

 إنه يتمنى أن يتقاطر الجنوبيون إلى عدن، وأن يديروا حوارا صادقا مع المجلس الانتقالي كقوة سياسية وعسكرية على الأرض وتحظى  بتأييد الشارع الجنوبي، كما تقاطروا بحماس إلى عمّان، مؤكدا أن أي مشاريع لا تحقق هدف التحرير والاستقلال هي مشاريع عبثية ومصدر ضعف لمن يحملها.

مشاريع مرفوضة

ولفت صالح إلى أنه لم توجه الدعوة من الأساس للمجلس الانتقالي، مشيرا إلى أن كل القوى الجنوبية المؤمنة بخيار وهدف التحرير والاستقلال مؤمنة أيضا، بالحوار كقيمة إنسانية، لكن لا يمكن القبول بأي حوار يكون هدفه معروف منذ البدء، وهو إعادة القضية إلى نقطة الصفر، وبالتالي إفشال مشروع استعادة الدولة الجنوبية وتعبيد الطرق أمام مشاريع مرفوضة جنوبا.

دردشة سياسية

وفي نفس السياق، أكد عدنان محمد الكاف، عضو هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي لـ سبوتنيك، أن اجتماع الأردن والذي يرعاه المعهد الأوروبي للسلام لا يخرج عن حلقة في سلسلة طويلة ومتكررة من الاجتماعات التي ترعاها مجموعة من المعاهد الأجنبية لأهداف متعددة ومعروفة للجميع، فليس هناك داع للتهويل في الأمر، وتقديم الوعود بالنتائج غير المسبوقة والمبهرة.

وأضاف الكاف، الاجتماع لا يخرج عن نطاق الدردشة، لأن الحلول السياسية لا تأتي من الخارج بل من الداخل وتضحيات الشرفاء. 

 

منصة جنوبية 

 وكان فؤاد راشد، رئيس الحراك الثوري الجنوبي، قد قال لـ "سبوتنيك"، في وقت سابق، إن المكونات الجنوبية كلها وبدون استثناء تقريبا اجتمعت في عمان بالأردن، ما عدا المكونات الشبابية والتي تأخرت عن اللقاء وسوف تلتحق به قريبا، وقد كان اللقاء معبرا عن شعور وطني يؤكد أهمية وضرورة التوافق الجنوبي.

وأضاف راشد، إن ضرورة هذا اللقاء تكمن في أهمية تواجد منصة جنوبية موحدة تضم مكونات وأطياف المكون السياسي الجنوبي المختلفة، وبلا استثناء من أجل تحقيق الأهداف التي قام من أجلها الحراك الجنوبي، وكل الأطياف السياسية التي تحمل على عاتقها القضية الجنوبية.

وتابع رئيس الحراك الثوري، تلك المشاورات تجري من أجل بلورة منصة جنوبية موحدة تكون جاهزة حال نصب طاولة التفاوض لحل الأزمة اليمنية بطرفيها، ونعمل من أجل أن تكون المنصة الجنوبية طرفا ثالثا ممثلا للقضية الجنوبية وحاضرا بقوة.

مواصلة المشاورات

وأكد راشد، علينا كمكونات جنوبية أن نعترف بأننا لا نزال في احتياج إلى جلسات حوارية كبرى، وهو ما أكد عليه اللقاء الذي جرى اليوم في العاصمة الأردنية عمان، وبالتالي الحوارات سوف تستمر حتى نصل للمنصة الجنوبية.

 

وأشار رئيس الحراك الجنوبي إلى أن المفيد في الأمر أن الجميع أصبح لديهم قناعة بضرورة التوجه نحو الحوار الجاد، بخلاف ما كان سائدا من قبل لدى بعض القيادات، واليوم بدأ الجميع يستشعر ضرورة العمل الجاد والتوافق بين الجميع، مشيرا إلى أن هناك لقاء سوف يعقد في سبتمبر/أيلول القادم، سيناقش تفاصيل القضية الجنوبية والاستقرار على المنصة الموحدة.

وكان اللقاء قد صدر عنه تصريحات صحفية تؤكد على مواصلة النقاش حتى موعد اللقاء التالي في سبتمبر/أيلول القادم، والعمل معا بتسهيل من المعهد الأوروبي حتى الاتفاق على منصة جنوبية جامعة لتمثيل الجنوب فى العملية السياسية التي يقودها مكتب المبعوث الأممي، مع ضرورة دعوة باقي الأطراف الجنوبية للمشاركة في تلك المشاورات

وبحسب المنظمين فقد تمت دعوة 20 شخصية جنوبية منهم رؤساء سابقين، من بينهم الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق، علي ناصر محمد، ورئيس مجلس الوزراء اليمني الأسبق ومستشار رئيس الجمهورية، المهندس حيدر أبوبكر العطاس، فضلًا عن دعوة شخصيات في المجلس الانتقالي وفصائل أخرى.