محافظ البنك المركزي ونائبه

تهم فساد وسباق نفوذ.. هذه كواليس الصراع بين محافظ البنك المركزي ونائبه!

يهدد الخلاف بين محافظ البنك المركزي اليمني حافظ معياد ونائبه شكيب حبيشي بانعكاسات سلبية على سوق الصرف والقطاع المصرفي ككل، ويتوقع خبراء مصرفيون أن تشهد العملة المحلية (الريال) تدهوراً متسارعاً في قيمتها نتيجة الخلاف الذي يهز الثقة في مؤسسة البنك المركزي.

 

وخرجت الخلافات الداخلية في البنك المركزي إلى العلن، بعد نشر تسريبات ومعلومات يتحدث فيها كل طرف عن فساد الآخر، مما أثار تساؤلات عن حقيقة ما يجري ومدى تأثيره على القطاع المصرفي والعملة المحلية.
 

تفجرت الخلافات يوم 18 يوليو الجاري، بعد قيام مستشار محافظ البنك للرقابة والالتزام رشيد الآنسي، بنشر معلومات ووثائق على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) يتهم نائب محافظ البنك شكيب حبيشي بالفساد، وتقول المعلومات إنه تم التواطؤ مع ذوي العلاقة (نوفل سعيد عبد الله حبيشي) شقيق نائب المحافظ وبالمخالفة للقانون المالي وتوصيات وزارة المالية، مما أدى الى اكتساب غير مشروع بمبلغ وقدره 1,335,252,945.00 مليار وثلاثمائة وخمسة وثلاثون مليون ومائتان واثنان وخمسون وتسعمائة وخمسة واربعون ريال.
 

وأوضح الآنسي، أنه بموجب تعزيز من وزارة المالية بتاريخ 10 مارس 2019، تم صرف ما يعادل (7،003،687) سبعة ملايين وثلاثة آلاف وستمئة وسبعة وثمانين دولار امريكي لصالح حساب لدى البنك الاهلي باسم نوفل للتجارة والتوكيلات فرع المكلة اروى، حيث تم خصم المبلغ من حساب الموازنة العامة بالريال بسعر 381 ريالا للدولار فيما كان السعر في السوق 550 ريالا للدولار.
 

فيما يقول مقربون من نائب المحافظ شكيب حبيشي، بأن تفجّر الخلافات سببها قيام المحافظ بتكليف مستشاره للرقابة والالتزام رشيد الآنسي لرئاسة لجنة تتولى جرد خزائن البنك، وسرب حبيشي خبراً يوم 19 يوليو يؤكد أنه منع مجموعة تابعة لمحافظ البنك من دخول المقر الرئيسي بعد منتصف الليل.

 

ويوضح الخبر، أن محافظ البنك المركزي حافظ معياد دفع بمدير مكتبه واثنين من الموظفين وأحد كبار الصرافين ومرافقيه الى اقتحام البنك عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الخميس 18 يوليو، إلا أن حراس البنك منعوهم وطردوهم من المبنى شديد التحصين. 

 

وأضاف المصدر "أن حراس البنك تواصلوا مع نائب المحافظ شكيب حبيشي وأحاطوه بالتصرف غير المسؤول من قبل مدير مكتب المحافظ ومن معه.. ورد نائب المحافظ بتوجيه طاقم حراسة البنك بعدم السماح لهذه المجموعة أو أي اشخاص آخرين بدخول البنك خارج أوقات الدوام المصرح بها رسمياً".

 

في السياق، نقلت صحيفة الأيام" التي تشن هجوماً مستمراً منذ أيام ضد محافظ البنك، عن مصادر مسؤولة في البنك المركزي اليمني بأن تفجّر الخلافات التي ظهرت مؤخراً بين محافظ البنك، حافظ معياد، ونائبه، سببها إقدام معياد على تكليف شخص يدعى (رشيد الآنسي) لرئاسة لجنة تتولى جرد خزائن البنك.

 

وجاء الرد من الفريق المحسوب على محافظ البنك عبر منشورات على صفحة رشيد الآنسي، رصدها المصدر أونلاين، تتهم نائب المحافظ بالفساد مع وسم #فنائهم_ملوث، ولاحقاً قام جهاز الأمن القومي باعتقال الآنسي المحسوب على معياد، بعد إدلائه بشهادة في النيابة العامة ضد حبيشي نائب المحافظ.

 

فيما قال مقربون من نائب المافحظ، أن الانسي خضع للتحقيق لدى ضباط بجهاز الامن القومي لنحو 6 ساعات بشان "اقتحامه مكتب مسؤول في البنك المركزي اليمني وكذا استغلال مهمة كلفه بها حافظ معياد لتصوير خزائن البنك المركزي إضافة إلى الاشتباه بعلاقته الواسعة بمافيا الصرافة في صنعاء الذين استقدمهم مؤخراً إلى عدن للمضاربة بأسعار الصرف بناءً على طلب من حافظ معياد وإشراكهم في عمليات البيع والشراء للعملات الاجنبية".
 

وفي السياق، نشرت صحيفة "الأيام"، 29 يوليو، خبراً عن مصدر مالي، يتهم معياد بتنفيذ عمليات مصارفة غير قانونية، وأوضح أن تلك الأموال تجاوزت حدود 180 مليون دولار وبسعر 507 ريالات، أي ما يعادل 91 مليار ريال، خلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر.

 

في كثير من التناولات أخذ الخلاف بين محافظ البنك ونائبه منحىً مناطقياً، وتم تصوير الخلاف بأنه بين شمال وجنوب، وقال لطفي شطارة عضو المجلس الانتقالي الداعي لانفصال الجنوب، في تغريدة نشرها في صفحته على فيسبوك، ورصدها "المصدر أونلاين":" ‏مهما حاولوا إخفاء حقيقة ما جرى ويجري في البنك المركزي بعدن .. فإن لب الصراع هو جنوبي شمالي وستثبت لكم الأيام قريباً صحة ما أقول .. صراع على النفوذ بين هيمنة شمالية يريد فرضها حافظ معياد ويقاومها الجنوبيون مع نائبه شكيب حبيشي".

 

محافظ البنك المركزي اليمني حافظ فاخر معياد، في أول تعليق، خرج من خلال بيان عن مصدر مقرب نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، يشير فيه إلى الخلاف مع نائبه باعتباره معركة ضد الفساد، ومهدداً بترك منصبه خلال شهر، وقال المصدر:" المحافظ عند قبوله المنصب، أتفق مع الأخ رئيس الجمهورية على تولي منصب المحافظ لستة أشهر فقط ،وكان قبوله للمنصب خطوة لتجنب الانهيار الاقتصادي، وعموماً لم يتبقَّ سوى شهر من الزمان على الاتفاق، والمحافظ مصر على الإلتزام بذلك الموعد".

 

واعتبر البيان الذي نشره المركز الإعلامي للبنك المركزي، أن محاربة الفساد هي محور جوهري في المعركة الاقتصادية التي يقودها المحافظ وفريقه.

ويحذر خبراء الاقتصاد من تداعيات خلاف محافظ البنك ونائبه، على سوق الصرف وقيمة العملة المحلية، وتبعات هذا الصراع في زعزعة الثقة بالبنك المركزي والقطاع المصرفي ككل، في وقت يشهد فيه الريال اليمني تدهوراً جديداً.

وقالت مصادر مصرفية ومتعاملون في سوق الصرفة اليمنية، اليوم الثلاثاء، إن الريال اليمني واصل تراجعه أمام الدولار الأميركي، حيث هوى في السوق الموازية إلى 585 ريال للدولار، متراجعا من 550 بداية يوليو الجاري