نقطة للحزام الأمني بأبين

هذه تفاصيل غزوة "المحفد".. كيف احتلتها "القاعدة" وحررها "الحزام الأمني" خلال ساعتين دون أي خسائر بشرية!

هاجم مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، فجر أمس الجمعة مركزاً رئيسيًا يتبع قوات محلية مدعومة من الإمارات في مديرية المحفد جنوبي شرق محافظة أبين جنوبي البلاد، وسيطر عليه لوقت وجيز، لكن وحدات من قوات "التدخل السريع" في المنطقة الوسطى هاجمت مسلحي القاعدة واستعادت السيطرة على الموقع.

 

 

وقال مصدر محلي لـ"المصدر أونلاين" إن جنوداً من قوات الحزام الأمني قُتلوا في الهجوم لكن هناك تضارب في الأنباء الواردة عن الحصيلة النهائية لقتلى وجرحى الهجوم الذي يأتي غداة يومٍ دامٍ في عدن أودى بحياة 49 جندياً من عناصر شرطة الشيخ عثمان ومنتسبي قوات الدعم والإسناد (الحزام الأمني) إثر هجومين منفصلين استهدفا الموقعين بسيارة مفخخة وطائرة مسيرة وصاروخ متوسط المدى على التوالي.

 

 

ونفى مصدران أمنيان وثالث محلي تحدثا لـ"المصدر أونلاين" سقوط قتلى من الجنود، لكن أحد هذه المصادر قال إن هناك جندياً مصاباً في الهجوم.

 

 

تَواصل "المصدر أونلاين" مع عدة مصادر محلية للتأكد من سقوط قتلى في المواجهات التي شهدها السوق وتحدثت بعض المصادر عن سقوط ما لايقل عن 10 جنود بين قتيل وجريح، إلا أن "المصدر أونلاين" لم يحصل على أسماء أو صور لأي من القتلى، كما أن أي من وسائل الإعلام التي نشرت أرقام لقتلى ومصابين لم تنشر أي تأكيدات على ذلك، وعند طلوع الشمس كانت الأوضاع في سوق المحفد قد عادت إلى طبيعتها وكانت عربات تابعة للحزام الأمني قد نصبت نقطة مجدداً على الطريق لتأمين المكان، ولم يتبق من شواهد المعركة سوى بقايا عربة عسكرية تابعة لقوات الحزام الأمني تم إحراقها وسيارة أخرى مدنية تتبع مسؤولًا في الشؤون الإدارية والمالية في القوات ذاتها طالتها نيران المهاجمين.

 

 

سقوط مقر الحزام واستعادته.. كيف حدث ذلك؟

مصدر محلي قال لـ"المصدر أونلاين" إن مسلحين متشددين يعتقد أن لهم صلة بتنظيم القاعدة شنوا، عند الساعة الواحدة من فجر الجمعة، هجومًا واسعًا بالسلاح الخفيف والمتوسط على المقر الرئيس لقوات الحزام الأمني في قلب مديرية المحفد وأحكموا سيطرتهم على الموقع بعد قرابة ساعة من الاشتباكات المتبادلة.

 

 

وقال المصدر إن التنظيم أحكم سيطرته على مقر قوات الحزام الأمني عند حوالي الساعة الـ2 فجرًا بعد انسحاب جنود قوات الحزام الأمني إثر إنتهاء الذخيرة والرصاص وتأخر وصول التعزيز إضافة إلى انقطاع وسائل التواصل مع مركز قيادة قوات الحزام الأمني.

 

وقال المصدر إن مسلحي التنظيم ظلوا مسيطرين على المقر الرئيس لقوات الحزام الأمني في وادي الخيالة قرابة ساعة ونصف، قبل أن تصل تعزيزات عسكرية من قوات التدخل السريع في المنطقة الوسطى ما أدى إلى تجدد الاشتباكات بين مسلحي التنظيم وجنود قوات التدخل السريع لكن الأخيرة نجحت في طرد مسلحي التنظيم من الموقع بعد مواجهات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

 

وبحسب حديث المصدر المحلي المطّلع على هجوم المحفد ومصادر متطابقة من سكان محليين تحدثوا لـ"المصدر أونلاين" فإن قوات التدخل السريع وصلت إلى المحفد مع الساعة الثالثة فجرًا تقريباً، وبدأت بمهاجمة الموقع قبل أن تحكم سيطرتها عليه بعد حوالي عشرين دقيقة بعد انسحاب عناصر تنظيم القاعدة إلى بعض الأودية والجبال القريبة.

 

وقالت المصادر إن عناصر تنظيم القاعدة لم تصمد طويًلا في الاشتباك الثاني بعدما استنفدت كل طاقتها وقوتها وكذلك الذخائر التي بحوزتها في الهجوم الأول الذي كان أدى لسيطرتها على مقر قوات الحزام الأمني في المحفد.

 

ووفق ما قالت المصادر شوهدت عناصر من القاعدة وهي تهرب على متن دراجات نارية خارج محيط المقر الأمني لكن المصادر المحلية في المحفد قالت إنه من المحتمل أن تلجأ عناصر التنظيم إلى بعض الأودية والجبال في مديرية المحفد التي يشتبه في أنها تؤوي عناصر مفترضة من التنظيم المتشدد.

 

وقالت المصادر إن هناك بقع وآثار دماء في الطريق ذاته التي انسحب منها عناصر التنظيم خارج مقر قوات الحزام الأمني، ما يشير إلى احتمال سقوط قتلى وجرحى بين عناصره لكن التنظيم لا يميل إلى ذكر خسائره البشرية في الهجمات التي ينفذها أفراده.

 

أسباب سقوط مقر الحزام الأمني؟

قال مصدر أمني في قوات الحزام الأمني في أبين رفض الكشف عن اسمه لـ"المصدر أونلاين" إن قادة الحزام الأمني في مركز القيادة الرئيسي في أبين يتجاهلون مطالب القوات الأمنية في قطاع المحفد ويمارسون الخذلان معها في مسائل الدعم ما أدى بدوره بحسب ما قال، إلى استغلال التنظيم الوضع المتردي لقطاع المحفد واستثمار هذا لشن هجومه الأخير على مقر قوات الحزام الأمني في المديرية. 

 

 

وأضاف لـ"المصدر أونلاين" إن القادة الأمنيين في المحفد يصارعون التنظيم منذ أربعة أعوام لكن الخذلان الذي وصفه بالمستمر من قبل قيادة الحزام الأمني في أبين أدى لتردي الأمن في المديرية.

 

 

وقال المصدر، إن قوات الحزام الأمني لم تقدم الدعم اللازم لقوات الحزام الأمني في المحفد من حيث تعزيز المقر الرئيسي بالمزيد من الجنود بما أن العدد الموجود في المقر حالياً لايفي بالغرض مع تعرض المقر لتهديدات أمنية متواصلة، وأضاف أن هناك قلة في تمرير الدعم بالسلاح والأفراد المدربين لقطاع المحفد.

 

 

وقال مصدر محلي لـ"المصدر أونلاين" إن تنظيم القاعدة نجح في السيطرة على مقر قوات الحزام الأمني بعد حوالي نصف ساعة من بدء هجومه على الموقع مستغلًا ضعف التحصينات العسكرية، بالإضافة إلى نقص في أعداد الجنود وغياب وسائل التنسيق والاستطلاع مع الحواجز الأمنية التي تتواجد في محيط مركز المديرية.

 

 

وقال المصدر إن غالبية الجنود الذي من المفترض أن يقوموا بدور للدفاع عن المقر، تم توزيعهم على حواجز التفتيش في المديرية لكنه قال إن هذه النقاط الأمنية تفتقد لوسائل المراقبة والاستطلاع مما ساعد مسلحي التنظيم على تجاوزها في كثير من العمليات التي شهدتها المديرية.