عازفة الكمان جويل سعادة التي عزفت النشيد الوطني العراقي بكربلاء - مواقع التواصل

«فتاة الكمان» تشعل جدلاً بالعراق وتثير ردود فعل سياسية ودينية.. من هي؟! (فيديو)

كانت الدقائق المعدودة التي حملت فيها العازفة اللبنانية جويل سعادة، الكمان وعزفت عليه النشيد الوطني العراقي، كفيلة بإشعال الشارع العراقي، وإثارة جدل كبير أدخل مناسبة رياضية في السياسة، وتسبب في مطالبات للحكومة بفتح تحقيق عاجل. 

ما الذي حدث في كربلاء؟ 

بدأت القصة عندما شاركت فتيات استعراضيات، والعازفة جويل في حفل افتتاح بطولة «آسيا سيل» لاتحاد غرب آسيا، في مدينة كربلاء العراقية، وظهرت جويل بقميص بلا أكمام ومن دون حجاب، اعتُبر «خرقاً للقانون»، وذلك أثناء عزفها النشيدَ العراقي «موطني» على أرضية الملعب وأمام 30 ألف متفرج.

لم تمض ساعات على انتهاء الحفل، حتى وجدت جويل نفسها أمام موجة انتقادات شديدة، وليست وحدها من تعرَّض للانتقادات، بل المسؤولين عن حفل الافتتاح، الذين اتّهموا مع جويل بـ «خرق عادات المحافظة».

وظهر أول ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل من قبل بعض الأشخاص المنتسبين إلى أحزاب «إسلامية – سياسية»، ثم ما لبث أن تدخل سياسيون ورجال دين ليشعلوا مزيداً من الجدل.

وحتى اليوم السبت 3 أغسطس/آب 2019، ما تزال قضية «فتاة الكمان» حديث الشارع العراقي، لا سيما بعد دعوات سياسيين للتحقيق فيما جرى. 

وتمتلك محافظة كربلاء قانوناً خاصاً بها، يسمى «قانون قدسية كربلاء»، ويهدف إلى منع «التجاوز على قدسية المحافظة، والحفاظ على طابعها الديني»، لكن القانون هذا يلقى صعوبة في التنفيذ.

مطالبات بفتح تحقيق عاجل 

وطالب رئيس الوزراء العراقي السابق، والأمين العام الحالي لـ «حزب الدعوة» نوري المالكي، بإجراء تحقيق عاجل في حفل الافتتاح، وأصدر بياناً استنكر فيه الحادثة. 

واعتبر المالكي أن ما رافق الافتتاح من حفل موسيقي راقص «يعد تجاوزاً على حرمة المدينة (كربلاء) وهتكاً لقدسية مدينة الإمام الحسين»، وفق تعبيره. 

وطالب بمحاسبة من وصفهم بـ» المقصّرين، ومن يقف خلف هذا التجاوز الفاضح على حرمة المدينة المقدسة، سواء كانت الحكومة المحلية أو وزارة الشباب والرياضة أو الاتحاد العراقي لكرة القدم».

من جانبه، أصدر ديوان الوقف الشيعي، وهو جهة حكومية تعنى بأوقاف الشيعة والمراقد التابعة لهم بالعراق، بياناً انتقد فيه ما وصفه بـ «الانتهاك الصارخ لقدسية كربلاء» بما تضمنه احتفال افتتاح الدورة رياضية.

ووصف الديوان ما حدث في الحفل بأنه «فعل شنيع تجاوز الحدود الشرعية وتعدى الضوابط الأخلاقية التي يجب مراعاتها»، وفق تعبيره. 

وطالب جميعَ الجهات الدينية، و «المواكب الحسينية وعموم المؤمنين في كربلاء، بالوقوف بشجاعة أمام هذه الهجمة اللاأخلاقية على مقدسات الإسلام وأحكامه».

الوزارة تتنصل!

ووجدت وزارة الرياضة العراقية نفسها أمام مأزق بعد تحوّل الافتتاح لقضية سياسية، ودعت في بيان لها نشرته أمس الجمعة 2 أغسطس/آب 2019، إلى «الابتعاد عن الصراعات والاتهامات المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي»

واعتبرت الوزارة أن ما حدث في حفل الافتتاح «غير مقصود بالمرَّة»، وبررت ذلك بالقول: «لكون الوزارة واتحاد كرة القدم أكدا للشركة المنفذة، ضرورة خلو الحفل من أي شيء يخدش حرمة محافظة كربلاء المقدسة».

وقالت الوزارة أيضاً إنها «ستعمل وبتنسيق عالٍ مع الجهات المسؤولة ذات العلاقة، على منع أي مظهر يتقاطع مع قدسية هذه المحافظة في جميع المحافل الرياضية والشبابية التي تستضيفها مستقبلاً».

 

إعجاب بـ «فتاة الكمان»

وبينما واجهت جويل انتقادات شديدة من مواطنين عراقيين، وساسة رجال دين، إلا أن ذلك لم يمنع من زيادة شهرتها على مواقع التواصل. 

وقالت قناة «السومرية» العراقية، إن حسابات «فتاة الكمان» على «إنستغرام» و «فيسبوك» شهدت إقبالاً كبيراً من جماهير عراقية لإضافتها. 

وزاد عدد المعجبين بصفحة جويل على «إنستغرام» بسرعة جنونية بعد انتهاء الحفل، حيث ارتفع عدد المتابعين إلى أكثر من 62 ألف شخص، مشيراً إلى أن العدد يتزايد بمرور الوقت.

وكانت سعادة قد كتبت على حسابها في «إنستغرام» رسالة شكر إلى العراقيين، وقالت فيها: «الشكر الكبير للعراق الحبيب، وشعب العراق المضياف، الذي غمرني بحفاوته ولطفه، واستضافني على أرضه وأزرني بكل محبة ورحابة».

وتُظهر التعليقات على منشورات جويل عدداً كبيراً من العراقيين الذين علقوا على صورها باللهجة المحلية.