ترجمة: عربي بوست
لم تكن تتوقع المعلمة البريطانية روث جونسون، أنها سوف تصبح بمثابة «المرأة الخارقة» وذلك بعدما حاولت التشبث بساق طالبة بجامعة كامبريدج قبل انتحارها من إحدى الطائرات على ارتفاع 1128 متراً فوق جزيرة مدغشقر.
معلمة بريطانية حاولت إنقاذ فتاة قبل انتحارها من طائرة فوق جزيرة مدغشقر
وحسبما نشرت صحيفة Mirror البريطانية فقد جرى التعرف على روث جونسون باعتبارها واحدة من الأشخاص الذين حاولوا دون جدوى إيقاف ألانا كوتلاند، (19 عاماً)، ومنعها من السقوط من ارتفاع 1128 متراً من الطائرة المحلقة فوق جزيرة مدغشقر.
وتبلغ جونسون 51 عاماً، وتعيش في مدينة بانبوري في مقاطعة أوكسفوردشير البريطانية، حيث تعمل مُعلمة في مدرسة Winchester House الخاصة التي تبلغ مصاريفها 9727 دولاراً في الفصل الدراسي الواحد. حاولت جونسون محاولات محمومة التمسك بالمراهقة لعدة دقائق بينما كان نصف جسمها متدلياً من الطائرة.
لكن انزلقت ألانا كوتلاند من قبضتها في نهاية مأسوية.
وقد قال ضابط الشرطة المحلية سبينولا نوميناهاري إن المعلمة كانت تصرخ «ارجعي، ارجعي» وهي تحاول إنقاذها ويقال إنّه أضاف: «قالت روث إن الأمر كله حدث بسرعة للغاية وقد كانت محظوظة إذ تمكنت من التمسك بساقها في الوقت المناسب».
لكن الفتاة انتحرت ولم يعثر على جثمانها
وقالت الصحيفة البريطانية، إنه لم يُعثر بعد على جسد المراهقة، وتعتقد عائلتها أنها كانت تهذي تحت تأثير الأدوية الموصوفة لها ولم تتعمد قتل نفسها.
هذا وقد وصف ماثيو سميث، زوج جونسون، شجاعتها بكونها «مذهلة» وأخبر ماثيو صحيفة The Daily Mail البريطانية: «هي المرأة الخارقة خاصتنا. كلنا فخورون بها»
وأضاف: «لقد مرت بمحنة مُروعة وشنيعة وتحتاج للوقت والمساحة لتتعافى. بذلت روث أقصى جهدها لرعاية الفتاة المسكينة، وحاولت بكل قوتها إنقاذ حياتها».
وتابع: «كانت شجاعة روث مذهلة. لكن في نهاية الأمر، فقدت عائلة ابنتها. يأتي هذا في المقام الأول في أذهاننا جميعاً».
أضاف سميث إن كل الناس «فخورون» بروث، لكنها لا تزال تحاول تقبُّل الأحداث الأليمة التي شهدتها. وقال: «ستبقى الذكرى معها طوال حياتها».
وقد تعرفت المعلمة البريطانية على الفتاة المنتحرة في مدغشقر
وقد مكثت جونسون ثلاثة أسابيع في مدغشقر تُدرّس في مدارس قروية نائية، وتتبرع بالملابس والألعاب والكتب والأدوات المدرسية.
كانت تقيم في منتجع Anjajavy Le في شمال الجزيرة، حيث التقت ألانا، والتي كانت صحتها العقلية والنفسية قد بدأت بالتدهور، وكان يفترض من ألانا البقاء لمدة 40 يوماً تعمل فيها على مشروع الحفاظ على البيئة وتدرس سرطان البحر في محمية طبيعية في شمال الجزيرة.
لكن طالبة العلوم الطبيعية والأحياء قررت العودة إلى بلادها بعد 8 أيام فقط، بعدما عانت من عدة نوبات ذعر.
تنفيذاً لطلب والديّ ألانا كانت جونسون ترافقها في رحلتها للعودة للبيت، عندما حدثت المأساة يوم 25 يوليو/تموز 2019، بعد 5 دقائق فقط من بداية الرحلة الجوية التي كانت ستستغرق ساعتين و20 دقيقة.
من المفهوم أن ألانا حلت حزام الأمان وانحنت للأمام وأدارت مقبض الباب، مما دفع الطيار لمحاولة إغلاقه باستماتة.
حاولت جونسون منع ألانا من السقوط بعد ذلك، لكنها كانت تصارع الرياح واهتزازات الطائرة.
قال الطيار ماهيفا تاهينا رنتوانا، 33 عاماً، إن المراهقة ظلت «صامتة تماماً» خلال الحدث المُروع وقال لصحيفة The Sun البريطانية: «كنت قد أقلعت لتوي ومازلت أرتفع في الهواء، عندما اندفعت الرياح فجأة وبدأت روث بالصراخ. التفتُ للوراء ورأيت ألانا عالقة خارج طائرتي».
وأضاف: «عدّلت مستوى الطائرة سريعاً لأحافظ على المسار، وبعدها وصلت إليهم وأمسكت الباب».
وتابع: «كنت أحاول إغلاقه بينما كانت روث متشبثة بساق ألانا. كنت أحاول قيادة الطائرة ومنعها من السقوط في الوقت نفسه. كنت مرعوباً للغاية. كلنا كنا مرعوبين».
وقد أقدمت الفتاة على الانتحار لما مرت به من أمراض نفسية كبيرة
ولم تثمر الجهود المكثفة لمحاولة تحديد مكان جسد ألانا في منطقة تتضمن بحيرة وغابة كثيفة وغابة أشجار ومستنقعات.
وأفاد خال ألانا، ليستر رايلي سابقاً، أن ألانا كانت «تغمغم» و»كلامها غير مترابط» في الأيام السابقة لموتها وقال إنها أصبحت مريضة خلال الوقت الذي قضته في مدغشقر، ربما بسبب الأدوية الموصوفة لها، على الرغم من أن التقارير زعمت أن الشرطة تحقق في احتمالية استخدامها أدوية الملاريا.
وأضاف متحدثاً إلى صحيفة The Daily Mail البريطانية: «أصبحت مريضة بعد أيام قليلة هناك، وعندما تحدثت مع والدتها هاتفياً كانت تغمغم وبدا كلامها غير مترابط»
وتابع: «نحن نعتقد أنها عانت من رد فعل جسيم لأحد العقاقير لكن ليس دواء الملاريا، لأنها تناولته سابقاً في رحلتها إلى الصين العام الماضي ولم يحدث لها أي أعراض جانبية».
وقد كانت تتناول نوعاً من الأدوية والتي تسببت في عدم اتزانها
وزعم أحد أصدقاء ألانا أيضاً أن الفتاة البريطانية بدت منزعجة وهي تتحدث مع والدتها عبر الهاتف وقالت «أنا، طائرة، البيت».
وقال مصدر لصحيفة The Sun: «كانت ألانا تتناول نوعاً من أدوية الملاريا، وتعمل الشرطة على نظرية أن يكون هو سبب هذيانها».
وأضاف المصدر: «لم تكن على سجيتها مطلقاً في آخر مكالمة تليفونية مع والدتها. لم يكن لها معنى، وهي لم تكن في الحالة الذهنية السليمة ولم تشبه أي حوار طبيعي كانت تجريه».
وجاء في بيان صدر عبر وزارة الخارجية، عبرت عائلتها عن تعازيها وقالت: «كانت ابنتنا ألانا شابة مستقلة ومشرقة، وقد أحبها وقدّرها كل من عرفها».
وتابع البيان: «اغتنمت ألانا كل فرصة عُرضت عليها بحماس وبروح المغامرة، ساعية دائماً لتوسع معارفها وتجاربها بأفضل الطرق الممكنة».
وأضاف: «كانت متحمسة بشكل خاص للبدء في المرحلة الجديدة في تعليمها، بقضاء فترة تدريبية في جزيرة مدغشقر، تدعم دراستها في العلوم الطبيعية، نحن مفطورو الفؤاد لفقدان ابنتنا المذهلة الجميلة، التي أضاءت كل غرفة خطت إليها، وجعلت الناس يبتسمون فقط بوجودها».