احتفلت ميليشيا الحوثي أمس الأحد بتخريج نحو ربع مليون طالب يمني من فئة الأطفال والشباب من المركز الصيفية التي أقامتها الجماعة لخدمة أجندتها في عدة محافظات.
وعلى غرار احتفالات "الحرس الثوري الإيراني" جاءت احتفالات الجماعة مشابهة لها، حيث وزعت الميليشيا على الطلاب الخريجين عصابات رأس خضراء، حملت شعار الجماعة المعروف بالصرخة، التي رددها الطلاب في الاحتفال الختامي الذي شهده جامع "الصالح" بالعاصمة صنعاء.
ربع مليون طالب ومناهج خاصة
وتشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الحوثيين إلى التحاق 251 ألف و234 طالب وطالبة بالمراكز الصيفية توزعوا على 3672 مركزاً، في المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وقامت الميليشيا بتوزيع الطلاب الملتحقين إلى 5 مستويات وفقاً للفئة العمرية، منهم أكثر من 95 ألف طالب في المستوى التمهيدي، و87 ألف طالب في المستوى الأول، و47 ألف طالب في المستوى الثاني، و18 ألف طالب في الثالث، و1271 طالب وطالبة في المستوى الرابع.
وتلقى الطلاب خلال الدراسة تدريساً خاصاً من قبل قيادات ومعلمين موالين للجماعة، وتم تدريسهم بمناهج خاصة ألفتها ما تسمى ب "لجنة المناهج" التي شكلتها الجماعة لهذا الغرض.
وتهدف الجماعة من هذه المراكز إلى إعداد جيل من المقاتلين لسد العجز في صفوف الجماعة التي أنهكتها سنوات الحرب التي بدأتها من العام 2004 في معقلها بمحافظة "صعدة".
وحظيت المراكز الصيفية باهتمام عالي المستوى من الميليشيا بدءاً من زعيم الجماعة الذي وجه كلمة للقائمين على المراكز بعد افتتاحها بأيام ثم كلمة في ختامها.
وفي فعالية اختتام المراكز الصيفية التي أقيمت في جامع "الصالح" بصنعاء، وجه زعيم الميليشيا كلمة متلفزة للحضور شكر فيها الذين ساهموا وشاركوا في إقامة الدورات الصيفية.
ودعا "الحوثي" إلى استمرار استقطاب المزيد من الطلاب ما بعد عطلة الصيف، مضيفاً "نأمل استمرار الأنشطة التعليمية ما بعد الدورات الصيفية بمسار يتلاءم مع الظروف ويلائم بين الجانب المدرسي والجامعي والأنشطة الداعمة والمساعدة".
استعداداً للجبهات
بدوره ألمح رئيس حكومة صنعاء (غير المعترف بها دولياً) عبدالعزيز بن حبتور خلال فعالية الاختتام إلى أن الجبهات تنتظر هذه المجاميع من الطلاب الذين التحقوا بالمراكز الصيفية.
ووصف "بن حبتور" لحظة تخرج الطلاب بأنها "اللحظة الحيوية في حياة الجيل الفتي الذي اجتمع على مدى أسابيع مضت تحت سقف واحد من أجل أن يتواءم مع عصر المقاومة".
وأضاف "بن حبتور" "من هنا نعلن أن هذا الجيل المتسلح بالقرآن يعي مسؤوليته التاريخية بأنه جيل مقاوم يرفض الضيم والظلم والعدوان”.
مخاوف من جيل قادم
ولفت اهتمام الحوثيين بالمراكز الصيفية هذا العام نظر كثير من المحللين والنشطاء الذين أبدوا تخوفهم من عملية "تجنيد وغسيل مخ" يقوم بها الحوثيون لجيل المستقبل.
وتعليقاً على صور خريجي المراكز وهم يرتدون عصابات الرأس الخضراء، قال "عبدالسلام محمد" رئيس مركز "أبعاد" للدراسات "الحرس الثوري القادم، 5 سنوات وسيتولى هؤلاء الأطفال قيادة الحوثية".
وتابع "محمد" في حسابه على فيس بوك محذراً "هل هناك أحد يتوقع أن يبقى هذا الكيان حبيسا بين صعدة وإب، دون النظر الى البحر والعين خلف الحدود".
ووصف وزير حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية "محمد عسكر" المراكز الصيفية بأنها "وقود حروب الميليشيات الحوثية"، في إشارة لتجنيد الحوثيين لهؤلاء الأطفال ضمن صفوف مقاتلي الجماعة.
وأضاف "عسكر" في حسابه على "تويتر"، بأن هذه المراكز "تجري عملية تفخيخ ممنهج لمستقبل اليمن".