ترجمة: أبوبكر اليوسفي- يمن شباب
قال موقع "Washington Free Beacon " الأمريكي إن مطالبة "الإرهابيين" الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن بعشرات الملايين من الدولارات كفدية للسماح لخبراء بيئيين بإنقاذ ناقلة نفط بحرية "تتدهور هيكلياً" لمنع حدوث كارثة إنسانية ستكون أسوأ بكثير من تسرب إكسون فالديز عام 1989، يأتي ضمن مواجهة مع سلوك حوثي يشبهه النقاد بـ "الإرهاب البيئي".
وأضاف الموقع في تقرير له ترجمه "يمن شباب نت":لغاية الساعة، لم يوافق أحد على دفع اموال للحوثيين، على الرغم من أن الطلب على العملة الصعبة لا يمكن قبوله نظرًا للتراجع العالمي الضئيل الذي تلقته إدارة أوباما في عام 2015, وذلك عندما أرسلت 1.7 مليار دولار نقداً إلى طهران من أجل إطلاق سراح العديد من الأمريكيين المسجونين هناك.
واتهم التقرير المتمردين الحوثيين، باستخدام تكتيك " الفدية" الذي سبق واستخدمه رعاتهم الإيرانيون، وذلك نظرا لمطالبتهم بمبلغ 80 مليون دولار كي يسمحوا لفرق الأمم المتحدة بتفتيش ناقلة صـافر المهجورة، والتي تقطعت بها السبل في عرض البحر بالقرب من اليمن, حيث ينظر إليها الخبراء على أنها "قنبلة عائمة".
ومع تزايد احتمال وقوع كارثة بيئية واسعة النطاق يومًا بعد يوم، يواصل متمردو الحوثيين عرقلة الوصول إلى الناقلة العالقة، مما يمهد الطريق لمواجهة متوترة بين المتطرفين الحوثيين المدعومين من إيران والمجتمع الدولي.
وتعتبر محطة التصدير "صافر" للتخزين والتفريغ العائم، والمعروفة باسم FSO، ناقلة نفط أحادية الهيكل بدأ تشغيلها لأول مرة في عام 1988 وتملكها وتديرها الشركة الوطنية اليمنية للاستكشاف والإنتاج النفطي "صـافر"، كما تحوي النـاقلة 34 خزانًا للنفط الخام من مختلف الأحجام، وتتسع لما ما مجموعه حوالي 3 ملايين برميل من النفط.
ووصف خبراء في المجلس الأطلسي الأمريكي الناقلة بأنها "قنبلة عائمة" وحذروا من أن خطر الانفجار المدمر والتسرب النفطي يزداد كل يوم. كما ستكون التداعيات البيئية مدمرة، حيث ستتلوث مياه الشرب بالنسبـة لملايين الأشخاص الذين يعيشون على طول ساحل البحر الأحمر.
وفي حالة وقوع كارثة، يقدر خبراء دوليون أن الضرر قد يكون أسوأ بـ" أربع مرات" من انفجار إكسون فالديز, بالإضافة لإحداث موجات صادمة للاقتصاد العالمي. كما يمكن أن تُدمَر واحدة من أكثر الشعاب المرجانية شهرة في العالم.
ووفقا للمجلس الاطلسي "قد يكون لهذه الحادثة مجموعة واسعة من الآثار المدمرة للغاية: حيث ستتلوث محطات تحلية المياه، وتحرم عشرات الملايين من الناس، بعضهم بالفعل على شفا المجاعة، من الحصول على مياه الشرب النظيفة ؛ بالاضافة لفقدان النظم البيئية البحرية التي قد تكون المفتاح لإنقاذ بقية المرجان في العالم من البحار الحارة.
كما ستؤثر على ملايين اليمنيين اليائسين الذين جوعوا حرفيًا للحصول على مساعدات دولية لأن مرافق الموانئ غير صالحة للاستعمال؛ وسيكون لها تأثير ملموس على الاقتصاد العالمي يتمثل في الإغلاق المؤقت لممرات الملاحة في البحر الأحمر؛ وحدوث صراع مسلح على الخدمات الأساسية، وهذه كلها عواقب محتملة لانسكاب نفطي بمليون برميل في البحر الأحمر.
وحذر مركز الأبحاث من أنه "ليس من المحتمل أن يكون سبق وتسببت ناقلة بحدوث مثل هذه الأزمة متعددة الأبعاد أكثر مما قد تسببه الناقلـة "صـافر"، والتي تستمر في التدهور على الرغم من الجهود المستمرة للتفاوض على طريقة لتأمين الكمية الضخمة من النفط الخام الموجودة في صهاريج التخزين الخاصة بها".
وعلى الرغم من هذه التداعيات الكارثية، يستمر الحوثيون الذين يزدادون عنفًا في منع الوصول إلى موقع النـاقلة.
وفي الأسبوع الماضي، أبلغ منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية أن متمردي الحوثيين الذين تدعمهم إيران يواصلون منع فريق تقييم المخاطر التابع للأمم المتحدة من الوصول إلى النـاقلة.
وقال التقرير"على الرغم من فجاجة الحوثيين المتزايدة، فإن أعمال العنف التي قاموا بها نجحت إلى حد كبير في النجاة من الانتقاد والتدقيق الإعلامي الغربي وتركيز مراقبي اليمن المقربين في الكابيتول هيل ( الكونجرس)."
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد أن ضربت عدة صواريخ سوقًا في شمال اليمن، عزا عدد من التقارير الإخبارية الهجوم إلى التحالف السعودي الذي يقاتل الحوثيين.
واختتم تقرير الموقع الأمريكي بالإشارة إلى أن هذه القصص أثارت شكاوى رسمية من مسؤول بارز واحد على الأقل من أعضاء لجنة الكونغرس، وذلك حسبما قال شخص مطلع على المراسلات لموقع "واشنطن فري بيكون".
ومع ذلك، بعد أن عارض التحالف الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية روايات وسائل الإعلام وأصر على أن الوفيات حدثت بعد أن أطلق الحوثيون صواريخ الكاتيوشا على السوق، خفت اهتمام رئيس اللجنة بذلك، حسبما ذكرت المصادر. كما انخفض اهتمام وسائل الإعلام أيضًا، وانحسر مقتل 14 شخصًا على الأقل من عناوين الأخبار البارزة .