ناتالي كريستوفر

العثور على عالمة بريطانية ميتة في أسفل واد على عمق 65 متراً.. هكذا استخدمت الشرطة خاصية التتبع للتعرف على المكان (صور)

ترجمة: عربي بوست

عثرت الشرطة اليونانية على جثة عالمة فيزياء فلكية بريطانية كانت مفقودة أسفل وادٍ يبلغ عمقه 65 متراً.

وأوضحت صحيفة The Daily Mail البريطانية، الأربعاء 7 أغسطس/آب 2019، أن موقع جثة الدكتورة ناتالي كريستوفر، عُرف بواسطة تقنية تتبع الهاتف بعد الاعتقاد بأن الشابة البالغة من العمر 34 عاماً قد تسلقت تسلقاً ارتجالياً في جزيرة إيكاريا الواقعة في بحر إيجه يوم الإثنين 5 أغسطس/آب.

وأكدت السلطات أن جثتها كانت ملقاة على بعد نصف ميل من الفندق في قرية كيرام، حيث كانت تعيش مع صديقها القبرصي البالغ من العمر 38 عاماً.

وكشفت التحقيقات الأولية أن الدكتورة كريستوفر ربما سقطت عندما حاولت تسلق المنحدرات الصخرية دون أي معدات، وفقاً لما أورده موقع Skai الإخباري.

جريمة قتل أم سقوط عرضي؟

لاحظ رجل الإطفاء المتطوع الذي عثر على جثة الدكتورة ناتالي الصخور التي بدا أنها انفصلت خلال سقوطها المشتبه به. وخططت فرق الإنقاذ لرفع جسدها من المنحدر الحاد، وأُشير إلى أن شريكها تعرف على الجثة.

وكان المحققون المتخصصون في جرائم القتل قد سافروا في وقت سابق إلى إيكاريا لتولي القضية.

وقالت مصادر الشرطة إن المحققين يتعاملون بانتظام مع حالات الاختفاء ووجودهم في الجزيرة لا يعني بالضرورة أنهم يشتبهون في جريمة قتل.

وسبق أن ذكرت المصادر أن الشرطة تحقق في بقع دماء عثر عليها على وسادة غرفة نوم. ونسب شريكها هذا إلى نزيف أنفها في الليلة التي سبقت اختفاءها، وفقاً لموقع Skai.

وفي الوقت نفسه، ادعت عاملة النظافة في الفندق أنها سمعت أصواتاً في الليلة التي سبقت اختفاء الدكتورة ناتالي وهي تعتقد أن الزوجين ربما كانا ينامان في سريرين منفصلين.

لم يُحدد سبب وفاة الأكاديمية المقيمة في نيقوسيا. وكان أصدقاء ناتالي في ذهولٍ منعهم من الكلام. وقد اتصل أعضاء نادي ركض في قبرص ببعضهم عبر البريد الإلكتروني بعد ظهور التقرير.

أصدقاؤها ومتطوعون شاركوا في البحث عنها

وسافر اثنان من أعضاء Cyprus Trail Runners، ومنهما صديقتها المقربة كارمن ماتشيرو، إلى جزيرة إيكاريا للانضمام إلى عملية التفتيش.

وسافر متطوعون آخرون من قبرص للانضمام إلى الشرطة ورجال الإطفاء المشاركين في البحث.

أخبر صديقها وسائل الإعلام المحلية بأنها خرجت لممارسة رياضة الجري في الصباح عندما استيقظ يوم الإثنين. اتصل بها مرة واحدة وقد ردّت على مكالمته، لكن بعد ساعات قليلة لم يتلق أي رد واُستدعيت الشرطة.

كتبت أختها جينا كريستوفر على موقع فيسبوك أمس: «إذا كان لديك رقم هاتفها، فيرجى عدم الاتصال بها. لأن هذا سوف يستنفد البطارية لأن الشرطة تحاول استخدام هاتفها للعثور على موقعها».

ومن المفهوم أن الشرطة فكرت في إغلاق برج الاتصالات في جزيرة فورنو المجاورة يوم أمس سعياً للحصول على إشارة واضحة من هاتف الفيزيائية التي تلقت تعليمها في أكسفورد.

وقد جرى إعداد فرق الإطفاء وخفر السواحل والسكان وحتى مروحية تابعة للبحرية مع تصوير حراري خلال المساعي الضخمة للعثور على الدكتورة ناتالي.

والمتهم الأول، زوجها الذي كان برفقتها

أخبر صديقها صحيفة Protothema News، الثلاثاء 6 أغسطس/آب 2019، أنها أخبرته أنها تمارس الركض في تلٍ في جزء صخري من الجزيرة، ووعدت بأنها ستكون حذرة. 

ويدعي أنها أخبرته: «لا أستطيع السير بسرعة، سأعود ببطء، لا تقلق». ولكن عندما لم تعد بحلول الساعة 11 صباحاً، شعر بالقلق وأبلغ صاحب الفندق الذي اتصل بالشرطة.

 

وأخبر صاحب الفندق الصحف اليونانية أنه وفر مكان إقامة لصديق الدكتورة ناتالي بعد أن أغلقت الشرطة غرفة الفندق. وقال صاحب الفندق في حديثه إلى وسائل الإعلام اليونانية: «إنه شخص جيد جداً، وهو من قبرص. لقد فقدها، وأصابه الفزع، فلا يمكنه تصديق ذلك».

ووصف الدكتورة ناتالي وشريكها بأنهما «زوجان بسيطان ولطيفان». وقال إنه لا توجد علامات على وجود نزاع بينهما. 

هذا آخر ما كتبته على صفحتها بالفيسبوك

كانت آخر مشاركة لها على موقع فيسبوك يوم الأحد 4 أغسطس/آب في حوالي الساعة 9 مساءً، ونشرت الدكتورة ناتالي فيها صوراً من رحلة ليوم واحد على شاطئ سيشيل، على بعد حوالي ساعة بالسيارة من المكان الذي كانت تقيم فيه.

وكتبت: «بقعة جميلة للسباحة وماء عميق منفرد. .  استمتعت كثيراً هنا اليوم! أدركت في وقت لاحق أن هناك طرقاً مثبّتة هنا أيضاً، أحب أن أعود مرة أخرى لتسلقها. هل هناك من يود ذلك؟»

وفي يوم اختفائها، كان من المقرر أن يعود الزوجان إلى منزلهما في قبرص حيث يعملان. عملت الدكتورة ناتالي باحثة في الجامعة الأوروبية في قبرص بنيقوسيا. وتحدثت ناتالي عن الرغبة في البدء في تدريس علم الفلك، وقد زارت المدارس في جميع أنحاء قبرص لإلهام الجيل القادم.

وأطلقت أيضاً حملة Can Girls في قبرص من أجل إشراك النساء والفتيات، من جميع الأعمار والقدرات في الرياضة، وهي حملة اختيرت لجائزة الاتحاد الأوروبي للرياضة.

يذكر ملفها الشخصي على الإنترنت: «إلى جانب دراسة الكون الجميل الذي نعيش فيه، فهي تحب الركض. في الواقع، إنها لا تعتقد أنها يمكن أن تحيا دون الركض! بدأت الركض بفضل معلمتها الرياضية في المدرسة الثانوية في نيقوسيا عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها. لقد غيَّر ذلك حياتها. لدى ناتالي العديد من الذكريات الرائعة من تمثيل فرق الركض في كل من جامعة دورهام وجامعة أكسفورد خلال دراستها، في سباقات 100 متر و200 متر وفي سباق  100 متر حواجز. كانت من أبرز من يمثل أكسفورد في مباريات الرغبي ضد كامبريدج».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: «نحن نساعد عائلة امرأة بريطانية أُبلغ عن فقدها في إيكاريا، ونحن على اتصال بالسلطات اليونانية التي تجري عملية البحث عنها».

وفي الشهر الماضي، اغتُصبت عالمة أمريكية تُدعى سوزان إيتون وقُتلت في جزيرة كريت، وهو ما اعترف به أحد السكان المحليين.