أصدرت الحكومة الأمريكية في يونيو/حزيران الماضي أمراً بترحيل جيمي الداوود البالغ من العمر 41 عاماً إلى العراق. قال الداوود، المولود في اليونان، إنه عاش في الولايات المتحدة منذ أن كان عمره 6 أشهرٍ، ولم يذهب مطلقاً إلى العراق، الذي يحمل جنسيته.
وحسب موقع Slate الأمريكي، كان الداوود يقيم في حيٍ صغيرٍ في ديترويت من الكلدان الكاثوليك، وهو فرعٌ من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي تعود جذورها إلى العراق. حضر مسؤولو الهجرة واحتجزوه ووضعوه في نهاية المطاف على متن طائرةٍ متجهةٍ إلى بغداد. لم يكن الداوود يتحدث اللغة العربية.
ترحيل قسري لعراقي لم يسبق له أن زار بلاده
ولم يكن لديه منزلٌ أو أي اتصالاتٍ هناك. وكان أيضاً مصاباً بمرض السكري، وتوفي يوم الثلاثاء، 6 أغسطس/آب، في بلدٍ غريبٍ عنه، نتيجة ما بدا تعذر حصوله على جرعات الأنسولين المقررة له، وذلك وفقاً لأصدقاء العائلة واتحاد الحريات المدنية الأمريكية.
وفي شريط فيديو مفزعٍ، على ما يبدو أنه التُقط بشوارع بغداد بعد أسابيع من ترحيله إلى هناك، يصف الداوود كيف جرَّه مسؤولو الهجرة ووضعوه على متن طائرةٍ. قال الداوود: «لم يصغوا إليّ، ولم يسمحوا لي بالاتصال بأسرتي. لا شيء.
فقط قالوا: أنت ذاهبٌ إلى العراق وأفضل ما يمكنك فعله هو التعاون معنا، بهذا لن نقيدك بالسلاسل، وسنضعك على متن رحلةٍ تجاريةٍ. فتوسلت إليهم. وقلت، من فضلكم، أنا لم أر هذا البلد من قبل. لم أذهب إلى هناك أبداً. ومع ذلك، فقد أجبروني. وأنا هنا الآن».
رغم مرضه وجهله للعربية وغياب عائلته
وقال إدوارد باجوكا، المحامي المختص في قضايا الهجرة، والذي وصف نفسه بأنه صديقٌ مقربٌ من عائلة الداوود، إن الداوود يعاني من مرض انفصام الشخصية المصحوب بجنون الارتياب، وإن مرضه العقلي أدى إلى مواجهاتٍ مع القانون في ميتشيغان، بما في ذلك السلوك غير المنضبط واتهامات غزو المنازل، مما أدى إلى ترحيله إلى العراق.
وقال الداوود في شريط الفيديو عن حياته الجديدة في العراق: «أنا لا أفهم اللغة هنا، وظللت نائماً في الشارع. وأنا مصاب بالسكري ولا يمكنني الحصول على جرعات الأنسولين اللازمة، وأحاول أن أجد شيئاً آكله. فأنا ليس لديّ شيء هنا».
وقال النائب آندي ليفين، وهو ديمقراطي من ميتشيغان، في بيانٍ على موقع تويتر: «لم يكن ينبغي قط ترحيل جيمي الداوود، أحد الكلدان المقيمين في مقاطعة أوكلاند، إلى العراق. كان من الواضح أن ترحيل جيمي إلى بلدٍ لم يسافر إليه من قبل، بلا هويةٍ، وبلا عائلةٍ، وبلا سابق علمٍ بجغرافيته أو عاداته، ولا يتحدث حتى لغته، ولا سبيل لديه للحصول على الرعاية الطبية اللازمة، كان يضع حياته في خطرٍ شديد».
كتب باجوكا على فيسبوك يوم الأربعاء: «ارقد في سلامٍ يا جيمي، دمك في رقبة إدارة منظمة الهجرة والجمارك».
ترجمة: عربي بوست