quot;لا شيء يعلو فوق أصوات الرصاص الملعلع الذي يملأ أحياء المدينة والرعب في أوساط الأطفال والنساء والرجال المحاصرين في منازلهم" هكذا وصف أحد سكان مدينة عدن وضع المدينة التي تشهد معارك مستمرة منذ مساء الأربعاء 7 أغسطس 2019.
وقبل يوم من "عيد الأضحى" تبدو المدينة خاوية على عروشها، ورائحة البارود انهت رائحة "البخور العدني" الذي تشتهر به المدينة، في ظل حالة من الرعب والترقب الذي ينتظره المواطنين، الذين نالوا النصيب الأكبر من المعاناة وسط متقاتلين لا يتوقفون منذ ثلاثة أيام.
72 ساعة من المعارك ما إن تهدأ المواجهات حتى تبدأ حركة الناس في الأحياء إما بالنزوح إلى مناطق أو محافظات أخرى، أو شراء احتياجات المنزل الضرورية، في الوقت الذي تغيب كلياً استعدادات المواطنين للاحتفال بالعيد، في الوقت الذي يبحثون عن طوق النجاة من الموت الطائش في المدينة.
البحث عن هدنة
يبحث سكان مدينة عدن عن هدنة لكي يستطيعون توفير احتياجاتهم في المنازل أو النزوح إلى مناطق أخرى لم تصلها الحرب، لكن ما إن تتوقف المعارك لفترة قصيرة لا تتجاوز ساعتين حتى تعود من جديد، في ظل انتشار حالة من الرعب في الشوارع.
وقال "هاني محمد" – أحد سكان مدينة كريتر في عدن – "لا يوجد أي ملامح ان هناك عيد كل الناس يبحثون عن مخرج من منازلهم خوفاً من الحرب والرصاص والقذائف الطائشة التي تصل إلى كل مكان في المدينة، وينتظر الناس أقرب فرصة للهدوء".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" كثير من الناس بلا غذاء في منازلهم منذ ثلاثة أيام، حتى عندما تتوقف الاشتباكات يخشون من الخروج إلى السوق بسبب ان غالبيتها مغلقة، وأيضاً لا يأمنون على حياتهم حيث يتوقع ان تندلع المواجهات في أي لحظة.
"هاني" غادر مع أسرته في وقت مبكر من صباح الجمعة إلى مدينة "إب" حيث يتواجد هناك أقارب له، لكنه قلق على منزلهم في مدينة كريتر أن يتعرض للقصف أو النهب، في ظل حالة الفوضى التي تعيشها المدينة بسبب الحرب المشتعلة والتي يبدو انها لن تتوقف.
لا ماء ولا طعام
كتب الناشط هاشم الأبارة – في صفحته على فيسبوك- أمس الجمعة "استمرار الحرب ليوم زيادة فيه تجني حقيقي على الناس التي بدأ طعامهم وشرابهم ينفذ". حيث يحاصر الموطنين بمنازلهم وانقطعت خدمة الكهرباء والمياه في كثير من الأحياء التي تدور فيها المعارك.
من جانبها ناشدت الناشطة المجتمعية آثار على قائلة "أوقفوا هذه الحرب العبثية الجثث بالعشرات والجرحى أضعاف مجازر وإجرام والضرب بشكل عشوائي بكل مكان في عدن ونحن محاصرون وسط كل هذا القصف بكل هذه الاسلحة الثقيلة".
وأضافت "لا ماء ولا كهرباء ولا غداء ولا حتى مقدرة على النزوح بسبب قطع الطرقات واشتداد الاشتباكات حرب شوارع بدون أي اعتبار لا لشهر حرام ولا لمدنيين عزل ولا لأدنى معايير الإنسانية".
وقالت المحامية هدى الصراري "أن تأثير الصراع ع عدن خلال ثلاثة أيام أدى إلى انعدام المشتقات النفطية شحة المواد الغذائية واغلاق كافة المحلات بمناطق الاشتباك اغلاق المصارف بالتالي انعدام التحويلات المالية".
وأضافت – في تغريدة بحسابها على موقع "تويتر"- انقطاع الماء على أحياء كريتر وخور مكسر ودار سعد وبعض أجزاء من مديريات عدن ونفاذ مادة الديزل التي تغذي محطة الكهرباء نتيجة حصار دخول القواطر".
من جانبها حذرت مؤسستا "الكهرباء والمياه"، في العاصمة المؤقتة عدن، من توقفٍ تامٍ لخدماتهما جراء المعارك الدائرة، وقالت مؤسسة الكهرباء في بيان إن محطات توليد الكهرباء معرضة للتوقف بسبب نفاد الوقود المشغل لها.
وأضافت أن شاحنات نقل "الديزل" لا تستطيع التحرك من مصفاة عدن بمدينة البريقة إلى محطات توليد الطاقة في مدن الشعب، والمنصورة، وخور مكسر، بسبب الاشتباكات والإغلاق التام للطرق. وشددت على أن ما تبقى من محطات توليد عاملة بالديزل ستخرج عن الخدمة تباعا خلال الساعات القادمة، ما سيزيد ساعات الإنطفاء مما هي عليه، وسيؤثر على عمل المستشفيات التي تكتظ بمئات المرضى والمصابين.
من جانبه، أعلن مدير مؤسسة عدن للمياه فتحي السقاف، تعثر ضخ المياه الى 4 مديريات في عدن، هي صيره، وخور مكسر، والمعلا، والتواهي. وأضاف في تصريحات إعلامية أن عمال المؤسسة لم يستطيعوا الدخول الى محطة "البرزخ" في مدينة خور مكسر، بسبب ضراوة الاشتباكات في المنطقة المحيطة بموقع الخزانات.
جثث ورصاصات طائشة
وكشف السكان في عدن "عن انتشار جثث في شوارع وأحياء مديرية البريقة عقب معارك عنيفة القوات الحكومية وميلشيات الانتقالي الإماراتي، ان طواقم الاسعاف لم تتمكن من انتشال الجثث جراء استمرار المواجهات وعمليات القصف المتبادل".
والخميس تسببت رصاصات راجعة من المعارك بمقتل مدنيين في الشوارع وتضررت كثير من المنازل فيما قتل اثنين في "جولة الفل"، كما قتل أربعة مدنيين الجمعة، بينهم طفلة في قصف لميليشيا الانتقالي الإماراتي استهدف حي "دار سعد".
وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، أن مستشفاها بالعاصمة المؤقتة عدن)، استقبل 75 جريحاً جراء الاشتباكات في المحافظة منذ ليلة الخميس. وأضافت أن من بين هؤلاء الجرحى 7 في حالة حرجة، دون توضيح طبيعة إصاباتهم.
وأكدت المنظمة أن "معظم الجرحى الذين عالجتهم هم من المدنيين، وأصيبوا جراء القصف على منازلهم أو بالرصاص الطائش" ولفتت إلى أن مستشفاها في عدن سيظل مفتوحاً للجميع، وسيقوم بعمله "رغم زيادة القتال داخل المدينة".
وتحدثت مصادر طبية عن مقتل 18 شخص بينهم 7 مدنيين منذ الأربعاء. في الوقت الذي طالبت وزارة الداخلية المدنيين بالتزام منازلهم والابتعاد عن مواقع المواجهات المسلحة الجارية بين قوات الأجهزة الأمنية والعسكرية وميليشيا الانتقالي الإماراتي في العاصمة المؤقتة عدن.
وقبل يوم من "عيد الأضحى" تبدو المدينة خاوية على عروشها، ورائحة البارود انهت رائحة "البخور العدني" الذي تشتهر به المدينة، في ظل حالة من الرعب والترقب الذي ينتظره المواطنين، الذين نالوا النصيب الأكبر من المعاناة وسط متقاتلين لا يتوقفون منذ ثلاثة أيام.
72 ساعة من المعارك ما إن تهدأ المواجهات حتى تبدأ حركة الناس في الأحياء إما بالنزوح إلى مناطق أو محافظات أخرى، أو شراء احتياجات المنزل الضرورية، في الوقت الذي تغيب كلياً استعدادات المواطنين للاحتفال بالعيد، في الوقت الذي يبحثون عن طوق النجاة من الموت الطائش في المدينة.
البحث عن هدنة
يبحث سكان مدينة عدن عن هدنة لكي يستطيعون توفير احتياجاتهم في المنازل أو النزوح إلى مناطق أخرى لم تصلها الحرب، لكن ما إن تتوقف المعارك لفترة قصيرة لا تتجاوز ساعتين حتى تعود من جديد، في ظل انتشار حالة من الرعب في الشوارع.
وقال "هاني محمد" – أحد سكان مدينة كريتر في عدن – "لا يوجد أي ملامح ان هناك عيد كل الناس يبحثون عن مخرج من منازلهم خوفاً من الحرب والرصاص والقذائف الطائشة التي تصل إلى كل مكان في المدينة، وينتظر الناس أقرب فرصة للهدوء".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" كثير من الناس بلا غذاء في منازلهم منذ ثلاثة أيام، حتى عندما تتوقف الاشتباكات يخشون من الخروج إلى السوق بسبب ان غالبيتها مغلقة، وأيضاً لا يأمنون على حياتهم حيث يتوقع ان تندلع المواجهات في أي لحظة.
"هاني" غادر مع أسرته في وقت مبكر من صباح الجمعة إلى مدينة "إب" حيث يتواجد هناك أقارب له، لكنه قلق على منزلهم في مدينة كريتر أن يتعرض للقصف أو النهب، في ظل حالة الفوضى التي تعيشها المدينة بسبب الحرب المشتعلة والتي يبدو انها لن تتوقف.
لا ماء ولا طعام
كتب الناشط هاشم الأبارة – في صفحته على فيسبوك- أمس الجمعة "استمرار الحرب ليوم زيادة فيه تجني حقيقي على الناس التي بدأ طعامهم وشرابهم ينفذ". حيث يحاصر الموطنين بمنازلهم وانقطعت خدمة الكهرباء والمياه في كثير من الأحياء التي تدور فيها المعارك.
من جانبها ناشدت الناشطة المجتمعية آثار على قائلة "أوقفوا هذه الحرب العبثية الجثث بالعشرات والجرحى أضعاف مجازر وإجرام والضرب بشكل عشوائي بكل مكان في عدن ونحن محاصرون وسط كل هذا القصف بكل هذه الاسلحة الثقيلة".
وأضافت "لا ماء ولا كهرباء ولا غداء ولا حتى مقدرة على النزوح بسبب قطع الطرقات واشتداد الاشتباكات حرب شوارع بدون أي اعتبار لا لشهر حرام ولا لمدنيين عزل ولا لأدنى معايير الإنسانية".
وقالت المحامية هدى الصراري "أن تأثير الصراع ع عدن خلال ثلاثة أيام أدى إلى انعدام المشتقات النفطية شحة المواد الغذائية واغلاق كافة المحلات بمناطق الاشتباك اغلاق المصارف بالتالي انعدام التحويلات المالية".
وأضافت – في تغريدة بحسابها على موقع "تويتر"- انقطاع الماء على أحياء كريتر وخور مكسر ودار سعد وبعض أجزاء من مديريات عدن ونفاذ مادة الديزل التي تغذي محطة الكهرباء نتيجة حصار دخول القواطر".
من جانبها حذرت مؤسستا "الكهرباء والمياه"، في العاصمة المؤقتة عدن، من توقفٍ تامٍ لخدماتهما جراء المعارك الدائرة، وقالت مؤسسة الكهرباء في بيان إن محطات توليد الكهرباء معرضة للتوقف بسبب نفاد الوقود المشغل لها.
وأضافت أن شاحنات نقل "الديزل" لا تستطيع التحرك من مصفاة عدن بمدينة البريقة إلى محطات توليد الطاقة في مدن الشعب، والمنصورة، وخور مكسر، بسبب الاشتباكات والإغلاق التام للطرق. وشددت على أن ما تبقى من محطات توليد عاملة بالديزل ستخرج عن الخدمة تباعا خلال الساعات القادمة، ما سيزيد ساعات الإنطفاء مما هي عليه، وسيؤثر على عمل المستشفيات التي تكتظ بمئات المرضى والمصابين.
من جانبه، أعلن مدير مؤسسة عدن للمياه فتحي السقاف، تعثر ضخ المياه الى 4 مديريات في عدن، هي صيره، وخور مكسر، والمعلا، والتواهي. وأضاف في تصريحات إعلامية أن عمال المؤسسة لم يستطيعوا الدخول الى محطة "البرزخ" في مدينة خور مكسر، بسبب ضراوة الاشتباكات في المنطقة المحيطة بموقع الخزانات.
جثث ورصاصات طائشة
وكشف السكان في عدن "عن انتشار جثث في شوارع وأحياء مديرية البريقة عقب معارك عنيفة القوات الحكومية وميلشيات الانتقالي الإماراتي، ان طواقم الاسعاف لم تتمكن من انتشال الجثث جراء استمرار المواجهات وعمليات القصف المتبادل".
والخميس تسببت رصاصات راجعة من المعارك بمقتل مدنيين في الشوارع وتضررت كثير من المنازل فيما قتل اثنين في "جولة الفل"، كما قتل أربعة مدنيين الجمعة، بينهم طفلة في قصف لميليشيا الانتقالي الإماراتي استهدف حي "دار سعد".
وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، أن مستشفاها بالعاصمة المؤقتة عدن)، استقبل 75 جريحاً جراء الاشتباكات في المحافظة منذ ليلة الخميس. وأضافت أن من بين هؤلاء الجرحى 7 في حالة حرجة، دون توضيح طبيعة إصاباتهم.
وأكدت المنظمة أن "معظم الجرحى الذين عالجتهم هم من المدنيين، وأصيبوا جراء القصف على منازلهم أو بالرصاص الطائش" ولفتت إلى أن مستشفاها في عدن سيظل مفتوحاً للجميع، وسيقوم بعمله "رغم زيادة القتال داخل المدينة".
وتحدثت مصادر طبية عن مقتل 18 شخص بينهم 7 مدنيين منذ الأربعاء. في الوقت الذي طالبت وزارة الداخلية المدنيين بالتزام منازلهم والابتعاد عن مواقع المواجهات المسلحة الجارية بين قوات الأجهزة الأمنية والعسكرية وميليشيا الانتقالي الإماراتي في العاصمة المؤقتة عدن.