صورة تعبيرية

معارك عدن.. إليك خريطة القوى ومصير التحالف

في مفاجأة اربكت أوراق اللعبة في اليمن اشتعلت جبهة الجنوب بمواجهات دامية استمرت أيام بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والحرس الرئاسي للرئيس عبد ربه منصور هادي، وانتهت بانتقال السيطرة في عدن بالفعل إلى المجلس بعد أن أحكم سيطرته على معسكر بدر، آخر معسكرات القوات الحكومية بالعاصمة المؤقتة. 

00:00 / 22:02

الاشتباكات الدامية واجهها التحالف العربي بتهديد صارم، ونفذ بالفعل ضربات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أعلن لاحقا قبوله بشروط التحالف، والتزامه بشرعية الحكومة وبالوقوف إلى جانب التحالف. 

وعلى الرغم من إعلان الجنوب الهدنة فقد ظهرت بوادر التصدع في التحالف العربي إلى العلن فيما أثيرت علامات الاستفهام حول جدوى الرهان على الرئيس هادي، كما بدا من الواضح أن الحسم العسكري لن يكون لأي من الأطراف. 

يقول مراقبون إن نتائج معركة عدن ستنعكس بشكل كبير على المشهد اليمني، وستغير من معادلة القوة في البلاد، وعلى الرغم من اختلاف الأطروحات وتناقضها على الساحة اليمنية، فإن الفيصل يجب أن يكون داخليا وشرعياً وسياسياً، وتحت مظلة المجتمع الدولي، وليس من خلال قرارات الأمر الواقع.

قال القيادي في جماعة "أنصار الله" محمد البخيتي إن الحل في اليمن يبدأ بعودة المكونات السياسية الرئيسية إلى طاولة الحوار للعمل على وقف إطلاق النار والاتفاق على تشكيل سلطة انتقالية والتوافق على مشروع مصالحة وطنية وعدالة انتقالية"  مشيرا إلى أن التحالف العربي "له أطماع في اليمن ولايعمل لمصلحة اليمنيين " كما أن "أمريكا وبريطانيا تستفيدان من بيع الأسلحة ومن إحداث فرقة بين العرب لضمان التفوق العسكري الإسرائيلي".

واعتبر البخيتي أن "سقوط قصر معاشيق بدعم إماراتي أسقط شرعية هادي" ومعه "سقطت شرعية التدخل العسكري في اليمن". 

وأكد البخيتي أن دعوة "انصار الله" للحوار تتضمن حزب الإصلاح "كمكون رئيسي في القوى السياسية بالبلاد" مؤكدا أنه من المعيب ان تجتمع دول الرباعي لتقرير مصير اليمن.  

قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الحفيظ الحطامي إن: "الحوثيون يستفيدون من التصعيد في عدن" وهناك علامة استفهام كبيرة حول "دعم أحد أطراف التحالف للمجلس الانتقالي في الجنوب" و"الضغوط التي مارستها السعودية والإمارات على القوات الحكومية للتراجع" ثم "تدخل السعودية لانقاذ هادي ثم دعوتها للأطراف للحوار في الرياض".

 وأكد الحطامي أن التحالف العربي "لم يعد موجودا" وإن "المملكة أصبحت تغرد وحيدة في اليمن وهي الداعم الوحيد لحكومة هادي" معربا عن اعتقادة بأن "الوضع في عدن اصبح محسوما لصالح المجلس الانتقالي". 

قال دكتور محمد غانم الرميحي مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت أن: "الحراك الجنوبي وجد أنه لايوجد تقدم في صنعاء ولا الحديدة أو صعدة ما دفعة إلى الاعتقاد بأنه لايمكن ترك الشماليين يحلون مشكلاتهم دون الظفر باستقلال الجنوب" مشيرا إلى أن "هناك مصالح دولية لقيام دولة في الجنوب ستكون ضعيفة وبالتالي ستستعين بقوة أقليمية أو خارجية، وهذا سيكون بثمن مثل تأجير الموانئ أو الاستفادة بالثروات البحرية والنفطية". 

وأكد الرميحي إن : "مايحدث في عدن امتداد لخلاف تاريخي حيث لم تستطع النخبة اليمنية بناء دولة حديثة واعتمدت على القبلية والمناطقية، وهو خلاف مدعوم أيضا بتدخل خارجي يسعى إلى إعادة الإمامة في اليمن ومواجهة السعودية. 

وأعرب الرميحي عن اعتقادة بأن: "اختيار الرئيس هادي منذ البداية لم يكن موفقا حيث أنه ليس قويا بما يكفي لقيادة البلاد" مؤكدا أن "الحرب ستستمر في اليمن بأشكال مختلفة مالم يكن هناك حل سياسي واضح المعالم بضغوط دولية"، وحذر من أن ضعف السيطرة في الجنوب ربما يؤدي إلى ظهور جماعات متطرفة مثل القاعدة وغيرها.  

إعداد وتقديم : جيهان لطفي