فقدت الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا السيطرة على العاصمة الثانية (المؤقتة) عدن، لصالح قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، بعد أربعة أيام من القتال الضاري بين الطرفين في ظل صمت شبه كامل من التحالف السعودي الإماراتي.
وبعد اكتمال سيطرة قوات المجلس الانتقالي على أهم المرافق الحيوية في العاصمة اليمنية المؤقتة بما فيها قصر معاشيق الرئاسي في عدن، تدخلت السعودية لتدعو أطراف القتال إلى الحوار وتعلن وقفا لإطلاق النار وتهدد المخالفين.
الأيام الحاسمة
وفيما يأتي أهم المحطات التي جرت خلال الأيام الأربعة الأخيرة التي توصف بالحاسمة في مستقبل الدولة اليمنية.
- بدأت الاشتباكات بين الطرفين يوم الأربعاء الماضي، بإطلاق النار قرب القصر الرئاسي في حي كريتر بعدن، بعد تشييع جنازة قتلى القصف على معسكر الجلاء ومن بينهم القيادي في مليشيات الحزام الأمني منير اليافعي المعروف باسم "أبو اليمامة".
- في اليوم الموالي (الخميس) اتسعت رقعة الاشتباكات بين قوات من ألوية الحماية الرئاسية من جهة ومسلحي الحزام الأمني المدعوم إماراتيا ومسلحين قبليين من جهة أخرى، وامتدت هذه الاشتباكات إلى حي خور مكسر ومعسكر جبل حديد، كما استخدمت خلالها الدبابات والأسلحة الثقيلة.
- في ثالث أيام الاشتباكات ارتفع عدد القتلى إلى 13، كما تحدثت مصار إعلامية أن قوات الحماية الرئاسية سيطرت على أجزاء واسعة من منطقة كريتر في مدينة عدن، وسط تراجع قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا.
- وفي اليوم الرابع انقلب المشهد بالكامل مع الإعلان عن سيطرة قوات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا على قصر معاشيق الرئاسي في عدن (جنوبي اليمن)، كما سيطرت أيضا على المواقع العسكرية الحيوية والمرافق الحيوية في المحافظة، بعد أيام من المعارك مع قوات الحكومة الشرعية.
ماذا بعد الحسم العسكري؟
بعد الإعلان عن حسم قوات المجلس الانتقالي المعركة لصالحها، تتالت المواقف بشكل متسارع، وجاءت أبرزها على النحو التالي:
- وصف محمد عبد الله الحضرمي نائب وزير الخارجية اليمني المواجهات المسلحة في عدن بانقلاب يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي.
ونقل الحساب الرسمي لوزارة الخارجية اليمنية على تويتر عن الحضرمي قوله إن ما يجري في العاصمة المؤقتة عدن من قبل المجلس الانتقالي هو انقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية التي جاء التحالف إلى اليمن بهدف استعادتها ودعمها، بعد انقلاب الحوثي عام 2014.
- حمّلت الخارجية اليمنية -في بيان باسم الجمهورية اليمنية- دولة الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي تبعات الانقلاب على الشرعية في عدن، وطالبت الإمارات بوقف دعمها المادي والعسكري لما سمته المجاميع المتمردة على الدولة.
- خرجت السعودية عن صمتها، ووجهت الخارجية السعودية الدعوة للحكومة اليمنية وجميع الأطراف التي نشب بينها النزاع في عدن، إلى عقد اجتماع عاجل في السعودية لمناقشة الخلافات ووقف ما سمتها الفتنة وتوحيد الصف، وهو أول تعليق رسمي على التطورات الجارية في المحافظة.
- دعت الإمارات -الشريك الرئيسي للسعودية في التحالف العسكري- إلى "التهدئة وعدم التصعيد".
وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في بيان إن بلاده "وكشريك فاعل في التحالف العربي (...) تقوم ببذل كافة الجهود للتهدئة وعدم التصعيد في عدن، وفي الحث على حشد الجهود تجاه التصدي للانقلاب الحوثي وتداعياته".
- دخل التحالف السعودي الإماراتي على الخط ليعلن استهداف إحدى المناطق التي قال إنها تشكل تهديدا مباشرا للحكومة اليمنية دون تحديد موقعها، وفق ما أوردته قناة الإخبارية السعودية.
وأنذر التحالف بتكرار استهداف تلك المناطق واستخدام القوة ضد المخالفين لدعوته لوقف إطلاق النار في عدن الذي بدأ الساعة الواحدة بعد منتصف ليل السبت الأحد بالتوقيت المحلي.
وطالب التحالف بالانسحاب الفوري للمكونات والتشكيلات العسكرية من المجلس الانتقالي وقوات الحزام الأمني، من المواقع التي سيطرت عليها.
أزمة إنسانية
- نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر أمنية يمنية أن المعارك الدائرة في عدن منذ أربعة أيام أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو سبعين شخصا.
- قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها تلقت 119 مصابا في المستشفى الذي تديره في عدن، حالة 62 منهم حرجة استدعت تدخلا طارئا.
- قالت مسؤولة مشاريع المنظمة في اليمن كارولين سوغان إن أغلب الجرحى من المدنيين، والمستشفى غير قادر على تحمّل عدد الجرحى، وأضافت أن بعض العاملين غير قادرين على الوصول إلى المستشفى بسبب شدة المعارك وانقطاع الطرق.
- مئات الأسر نزحت من محافظة عدن بسبب الاشتباكات العنيفة التي دارت بين قوات الحكومة الشرعية وقوات الحزام الأمني.
- وجهت وزارة الصحة اليمنية نداء لتمكين الطواقم الطبية من الوصول إلى المناطق والأحياء، لإسعاف المصابين وإخراج جثث القتلى من عدن.
المصدر : الجزيرة + وكالات