ألقت السعودية بثقلها وراء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فيما رفض الانفصاليون الجنوبيون المدعومون من الإمارات، الذين سيطروا على مدينة عدن الساحلية، بشدة دعوات الرياض لإخلاء مواقع حكومية.
وتصدع التحالف الذي يضم دولا سنية وتقوده السعودية بعد قتال مستمر منذ أكثر من أربع سنوات دعما للحكومة اليمنية التي أطيح بها من السلطة، في مواجهة حركة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي تسيطر على العاصمة وأكثر المناطق المأهولة بالسكان.
وفي الأيام القليلة الماضية انشق الانفصاليون الجنوبيون، الذين سلحتهم الإمارات ودربتهم، عن تحالف مع الحكومة المدعومة من السعودية وسيطروا على معظم المدينة الساحلية التي كانت القاعدة الرئيسية للحكومة.
وخفضت الإمارات، وهي الحليف العسكري الرئيسي للسعودية على الأرض في معظم فترات الحرب، حجم قواتها في التحالف منذ يونيو حزيران.
وقال زعيم الانفصاليين ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إن جماعته لا تزال تدعم التحالف ضد الحوثيين وستحضر قمة طارئة مقترحة في السعودية.
لكنه لم يدل بتعليق بشأن سحب قواته من مبان حكومية سيطرت عليها يوم السبت بعد اشتباكات أدت لمقتل 40 شخصا بينهم مدنيون.
وأوضحت الرياض أنها لا تزال تدعم الحكومة التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي المقيم بشكل أساسي في السعودية منذ فر من العاصمة اليمنية في عام 2014.
والتقى كل من العاهل السعودي الملك سلمان وابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بهادي يوم الأحد.
وقال التحالف، الذي ما تزال السعودية تقوده وما زال يضم الإمارات من الناحية الرسمية، إنه استهدف منطقة للانفصاليين يوم الأحد وتعهد بشن مزيد من الهجمات إذا لم ينسحب الجنوبيون.
وقال سكان إن القتال انتهى منذ سيطر الانفصاليون على قواعد عسكرية للحكومة وحاصروا القصر الرئاسي القريب شبه الخاوي في عدن يوم السبت.
وقال عادل محمد، وهو من سكان عدن، لرويترز يوم الاثنين "رغم الهدوء إلا أن الناس لا تزال تشعر بالقلق. لا نعلم إلى أين تسير الأمور".
وأضاف أن خدمات الكهرباء والمياه عادت من جديد لكنها قد تنقطع مجددا إذا استمرت الأزمة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول في مطار عدن قوله إن الرحلات الجوية استؤنفت يوم الأحد.
وقال الزبيدي إن الانفصاليين، الذين يريدون استقلال الجنوب، لم يكن أمامهم خيار سوى السيطرة على عدن بعد ضربة صاروخية مميتة نفذها الحوثيون على قوات جنوبية في وقت سابق من الشهر. واتهم الانفصاليون حزبا حليفا لهادي بالتواطؤ في الضربة، وهو ما ينفيه الحزب.
وأضاف الزبيدي في بيان من عدن في وقت متأخر من مساء الأحد "لم يكن أمامنا إلا خيارين هما إما الدفاع عن النفس أو الاستسلام والقبول بتصفية قضيتنا العادلة قبل تصفية أروحنا".
ويعقّد الصدع الذي أصاب التحالف جهود الأمم المتحدة الرامية لتطبيق اتفاق سلام متعثر في مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية لتمهيد الطريق أمام محادثات سياسية أوسع لإنهاء الحرب. ولعب الانفصاليون الجنوبيون وقوات الإمارات دورا كبيرا على الأرض خلال محاولة التحالف السيطرة على الحديدة وقطع خطوط الإمداد عن المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأدت الحرب الدائرة في اليمن منذ أربعة أعوام ونصف إلى مقتل عشرات الآلاف ودفعت البلد إلى شفا مجاعة.
وسلحت الإمارات ودربت آلاف المقاتلين الجنوبيين التابعين للزبيدي، وهو قائد فصيل مسلح ظهر في المشهد في أواخر عام 2015 بعدما كان شخصية مغمورة نسبيا بعد المساعدة في إخراج الحوثيين من عدن.
وتصاعد العنف في مناطق أخرى باليمن بعدما كثف الحوثيون هجماتهم الصاروخية وهجمات بطائرات مسيرة على مدن سعودية.
وقال التحالف إنه هاجم أهدافا للحوثيين في محافظة حجة بشمال اليمن يوم الأحد، وذكر تلفزيون المسيرة التابع للحركة أن الهجمات قتلت 11 مدنيا. وقال التحالف إنه يحقق في مقتل مدنيين في الضربات الجوية.