حثت الإمارات، اليوم الإثنين 12 أغسطس/آب 2019، الانفصاليين اليمنيين الجنوبيين الذين تدعمهم، والذين سيطروا على مدينة عدن، مقر الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، على الدخول في حوار لنزع فتيل الأزمة.
وجاء ذلك في تصريحات لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد اجتماعه بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وهي أول تصريحات له عقب سيطرة الانفصاليين المدعومين من الإمارات على عدن.
وقال بن زايد إن الدولتين الخليجيتين الحليفتين «تقفان معاً، بقوة وإصرار، في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة».
سقوط عدن بيد الانفصاليين
وتأتي زيارة ولي عهد أبو ظبي للسعودية (غير محددة المدة) في ظل تصاعد الأوضاع في عدن (جنوب) اليمنية، إذ أعلن التحالف العربي (تقوده السعودية والإمارات) شن غارات على مواقع قال إنها تهدد القوات الحكومية في عدن.
وكان الانفصاليون الذين يريدون فصل جنوب اليمن عن شماله، ويحظون بدعم الإمارات العربية المتحدة، قد سيطروا بالفعل على عدن، بعد استيلائهم على المعسكرات التابعة للحكومة يوم السبت الفائت.
وتدخل التحالف الذي تقوده السعودية، أمس الأحد، في عدن دعماً للحكومة اليمنية، بعد أن سيطر الانفصاليون على المدينة، مما أدى إلى تصدعٍ بتحالف يركز على قتال الحوثيين المتحالفين مع إيران.
ويشكل الاقتتال بين أطراف مشاركة في التحالف انتكاسة في حملته المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، التي تهدف إلى كسر قبضة حركة الحوثي المتحالفة مع إيران على البلاد.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت في عدن، يوم الأربعاء الماضي، بعد أن اتهم الانفصاليون حزباً إسلامياً حليفاً لهادي، بالتواطؤ في هجوم صاروخي استهدف عرضاً عسكرياً في عدن، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه.
محاولة احتواء للأزمة
وقال محللون إنَّ أبوظبي والرياض ستعملان معاً لاحتواء الأزمة، على الرغم من تقليص الإمارات لوجودها العسكري في اليمن، في يونيو/حزيران، مع تزايد الضغوط الغربية لإنهاء الحرب.
وقالت إليزابيث ديكنسون، وهي محللة في مجموعة الأزمات الدولية لرويترز: «تحالفت الإمارات والسعودية مع شركاء يمنيين مختلفين.. لكن حتى هذه المرحلة في الصراع عملت أبوظبي والرياض على الحفاظ على وفاق نسبي بين المصالح المتعارضة في الجنوب».
وأحيت الحرب في اليمن توترات قديمة بين الشمال والجنوب، إذ شكل كل جزء في السابق دولة منفصلة، ولم يتوحَّدا إلا في عام 1990، في عهد علي عبدالله صالح.
وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثي، أمس السبت، إنَّ الأحداث التي وقعت في عدن أثبتت أن حكومة هادي، التي تسيطر على عدن وسلسلة من البلدات الساحلية الغربية، غير ملائمة للحكم.
وتحاول الأمم المتحدة تطبيق اتفاق سلام في مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية إلى الشمال من عدن، لتمهيد الطريق أمام محادثات سياسية أوسع لإنهاء الحرب.
وصعّد الحوثيون، الذين يسيطرون على صنعاء والحديدة والمراكز الحضرية الأخرى، ضرباتهم بالصواريخ والطائرات المسيّرة على المدن السعودية، مما أدى إلى تعقيد جهود الأمم المتحدة.
وعلى نطاق واسع في المنطقة يعتبر الصراع في اليمن حرباً بالوكالة بين السعودية وإيران. وينفي الحوثيون أن يكونوا دمى لدى إيران، ويقولون إن حركتهم ثورة على الفساد.