الحزام الأمني

كاتب بريطاني: القبول بـ"انقلاب" الانفصاليين يعزز سيطرة الحوثي على الشمال ويعقد الحل السياسي

ترجمة: أبوبكر اليوسفي- يمن شباب

حذر كاتب غربي من أن القبول بانقلاب المجلس الانتقالي الانفصالي في جنوب اليمن سيعزز من سيطرة الحوثي على شمال اليمن وسيعقد من إمكانية التوصل إلى حل سياسي شامل لأزمات اليمن.

وقال الكاتب البريطاني برايان وايتكر "في مقال له نشره موقع " meduim" البريطاني وترجمه "يمن شباب نت": بعد أربعة أيام من الاشتباكات المسلحة، سيطرت القوات الانفصالية على عدن - العاصمة "المؤقتة" للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

ويبدو أنها واجهت مقاومة قليلة في السيطرة على المعسكرات ومنزل وزير الداخلية، بل والأكثر رمزية، القصر الرئاسي شبه الفارغ الذي وافق الحراس على مغادرته دون قتال.

وأشار برايان ـ الذي عمل محرراً لشؤون الشرق الاوسط في صحيفة الغارديان البريطانية الشهيرة ـ بأن سيطرة الانفصاليين على عدن " يمكن وصفه بأنه"انقلاب صغير"، ولكنه يأتي وسط اضطرابات عامة في اليمن وسيكون له تداعيات هائلة. 

ووفق الكاتب، إلى جانب زيادة تعقيد الحرب متعددة الأبعاد في البلاد، يمكن أن يكون لذلك الانقلاب آثار بعيدة المدى على مجمل النتيجة النهائية للصرع .

ويرى أن الانقلاب يشكل ضربة كبيرة للمصداقية الهشة بالفعل للحكومة التي يرأسها عبد ربه منصور هادي وللتحالف الذي تقوده السعودية والذي يدعمه كرئيس اليمن "الشرعي".

كما ذهب برايان للقول بأن أحداث يوم السبت" تقضي على آمال الرئيس هادي الضئيلة بالفعل بممارسة الحكم من العاصمة البديلة عدن.

وتابع:"بصرف النظر عن ذلك ،فقد حول الانفصاليون الآن التوترات التي تدور رحاها في التحالف بقيادة السعودية إلى صدع مفتوح .

وأضاف، إذ يواصل السعوديون تأكيد دعمهم لهادي، بينما كان الإماراتيون - الذين يدعمون هادي نظريًا ولكن بدون حماس كبير - يقدمون دعمًا ملموسًا للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقف وراء سيطرة الانفصاليين على عدن."

ومنذ بداية الحرب في اليمن، ركز السعوديون على قصف الحوثيين بينما عمل الإماراتيون مع القوات المحلية على الأرض لدرء الحوثيين, وسعوا (ولكن لم ينجحوا كثيراً) لتحقيق الاستقرار في الجنوب.

وكان أحد الآثار المترتبة على ذلك هو تأسيس انقسام بين الشمال والجنوب ومحاولة جعله أمرا واقعاً، وهو ما بدا الانفصاليون الجنوبيون متحمسون لاستغلاله، كما أن إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً عن تقليص قواتها في اليمن منحتهم الفرصة للقيام بذلك.

ويرى الكاتب بأن ما إذا كان الانفصال سيكون فكرة جيدة أمر يبدو قابلاً للنقاش على أقل تقدير ويحظى بالحد الأدنى من الدعم على المستوى الدولي. وحتى الآن، لم يُنظر إلى "مسألة الجنوب" كأولوية, وكان المسار العام ينتهج إبقائها على الهامش ـ في انتظار إيجاد حل لمشاكل اليمن الأكثر إلحاحًا.

ولهذا ألمح الكاتب إلى أنه" يبدو بأن أحداث السبت جاهزة لتغيير ذلك. حيث في حال تمكن الانفصاليون من الحفاظ على قبضتهم على عدن، فسيصبح من المستحيل تجاهل "القضية  الجنوبية" - ويبدو أن ذلك كان الهدف الأساسي.

 ففي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، قدم الانتقالي الجنوبي ثلاثة مطالب محددة وهي:

1. "التمثيل الجنوبي الموثوق" في العملية السياسية الرامية لإنهاء النزاع الشامل.
2. الحل السياسي المستدام لجنوب اليمن، بما في ذلك عملية تقرير المصير.
 3. مزيد من المساعدات الدولية للجنوب.
 
غير أن الكاتب استدرك بالقول، إن إحدى المشكلات التي تواجه الخضوع لمطالب الانفصاليين الجنوبيين هي أن ذلك بمقدوره أن يجعل الحل السياسي لليمن بأكمله" أكثر صعوبة".

حيث أن من شأن التوصل لتسوية شاملة على مستوى البلاد بأكملها أن تخفف من نفوذ الحوثيين، وذلك من خلال اشتمالها على جميع الأطراف المناهضة للحوثيين.

أما إذا شق الجنوب طريقه الخاصة، فمن المرجح حينها أن تعزز قبضة الحوثيين في الشمال - وهو احتمال مقلق للجيران في المملكة العربية السعودية.