بلا خجل، دعا ولي عهد إمارة أبو ظبي، محمد بن زايد، ما سمَّاها "الأطراف اليمنية المتنازعة"، إلى "تغليب لغة الحوار والعقل ومصلحة اليمن" وذلك بعد أيام من تدبيره انقلاباً عسكرياً في عدن ضد سلطات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وراح ضحيته مئات الجرحى والقتلى بحسب إحصائية للأمم المتحدة.
جاءت تصريحات بن زايد عقب لقائه في مكة أمس بالعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان لمناقشة الأوضاع في اليمن.وحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، فقد أكد بن زايد التوافق بين السعودية والإمارات على المطالبة الفورية للأطراف اليمنية المتنازعة بتغليب لغة الحوار والعقل ومصلحة اليمن، معربا عن تقديره الكبير للحكمة التي أبدتها المملكة العربية السعودية في دعوة الأطراف اليمنية في عدن الى الحوار في المملكة، مؤكداً أن هذه الدعوة تجسد الحرص المشترك على استقرار اليمن، وتمثل إطاراً مهماً لنزع فتيل الفتنة وتحقيق التضامن بين أبناء الوطن الواحد، لأن الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية أية خلافات بين اليمنيين، حسب قوله.
ودعا بن زايد، "الأطراف اليمنية المتنازعة" إلى اغتنام الفرصة التي تتيحها هذه الدعوة الكريمة للحوار والتعامل الإيجابي معها من أجل توافق يعلي مصلحة اليمن العليا. بحسب ما جاء في وكالة "وام".وأثارت تصريحات بن زايد سخرية العديد من المعلقين على وسائل التواصل، إذ أن من المعروف أن الانقلاب تم بتدبيره وتنفيذ قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي أنشأته وتموله الإمارات.وتساءل أحد المعلقين "على من يضحك بن زايد، هل يضحك على اليمنيين أم على السعوديين أم أن التحالف يلعبون علينا جميعاً".وكانت الحكومة اليمنية اتهمت المجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الإمارات صراحة بتحمل "تبعات الانقلاب" في عدن، مطالبة أبو ظبي بوقف دعمها المادي والعسكري فوراً للانفصاليين.
وفي بيان صدر عن وزارة الخارجية اليمنية يوم السبت الماضي حملت المجلس الانتقالي ودولة الإمارات العربية المتحدة تبعات الانقلاب على الشرعية في عدن، وطالبت دولة الامارات العربية المتحدة بإيقاف "دعمها المادي وسحب دعمها العسكري المقدم لهذه المجاميع المتمردة على الدولة بشكل كامل وفوري".
وأشار البيان إلى أن ما تعرضت له عدن ومؤسسات الدولة فيها "هو انقلاب على الشرعية من قبل المجلس الانتقالي المدعوم من قبل دولة الامارات العربية المتحدة". واعتبرت ذلك يخالف "بشكل صريح وواضح الهدف الرئيسي الذي دعي من اجله تحالف دعم الشرعية".
وقال بن زايد "إن المملكة العربية السعودية الشقيقة هي الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها، لما تمثله المملكة من ثقل وتأثير كبيرين على الساحتين الإقليمية والدولية، وما تتسم بها سياستها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، من حكمة واتزان وحسم وعزم في الوقت نفسه".
وأكد "أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الشقيقة كانت ولا تزال وستظل بإذن الله تعالى علاقات متينة وصلبة لأنها تستند إلى أسس راسخة ومتجذرة من الأخوة والتضامن والمصير المشترك إضافة إلى الإرادة السياسية لقيادتي البلدين الشقيقين وما يجمع بين شعبيهما من روابط الأخوة ووشائج المحبة والتقدير".وأشار إلى أن الإمارات والسعودية تقفان معاً، بقوة وإصرار، في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء.
وأضاف: إن التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة قام، منذ تشكيله في عام 2015، بدور تاريخي ووقف بحزم ضد محاولة اختطاف اليمن، وعمل ولا يزال من أجل يمن ينعم شعبه بالتنمية والتقدم، وسيظل التحالف العربي إلى جانب الشعب اليمني الشقيق وكل ما يحقق مصالحه في حاضره ومستقبله.