الحوثيون وإيران

رجل دين إيراني مقرب من المرشد يكشف معلومات خطيرة.. هل بايع الحوثيون خامنئي إماماً؟

"إننا نعتبر ولايتكم امتداداً لخط نبي الإسلام (ص) وولاية أمير المؤمنين (ع)، ومواقفكم الحيدرية والعلوية في دعم الشعب اليمني المظلوم تمثل امتداداً لخط الإمام الخميني (قدس) ومدعاة للبركة ورفع المعنويات".

 

 

هكذا خاطب رئيس وفد الحوثيين إلى طهران محمد عبدالسلام، المرشد الإيراني على الخامنئي، بحسب ما كشفت عنه وكالة أنباء فارس الإيرانية، في اللقاء الذي جمع الوفد الحوثي بخامنئي، وأوصل له الوفد رسالة من عبدالملك الحوثي.

 

 

هل بايع الحوثيون خامنئي إماما؟

هذا السؤال الذي تثيره عبارة رئيس وفد الحوثيين التي كشفت عنها وكالة أنباء فارس، ناهيك عن أسئلة أخرى حول دلالات هذا اللقاء وتوقيته ومضمونه وكذا مضمون الرسالة السرية التي أوصلها الوفد من زعيم حركة الحوثيين إلى "قائد الثورة" كما يوصف في الإعلام الإيراني، خامنئي، والذي ظهر وهو يقرأ نص تلك الرسالة.

 

 

موقع "جادة إيران" المهتم بالشأن الإيراني حاول الإجابة على هذا السؤال المهم، وكشف معلومات خطيرة نشرها رجل دين إيراني مقرب من بيت "المرشد" الإيراني.

 

 

أشار الموقع إلى أن الاجتماع الذي تسلم فيه خامنئي رسالة خاصة موجهة إليه من زعيم الحركة الحوثية، ضم إلى جانب عبدالسلام، قياديين آخرين من الحوثيين ومستشار المرشد للشؤون الدولية علي ولايتي ومدير مكتب المرشد محمد غلبيغاني.

 

 

وقال إنه لا يمكن حصر دلالات اللقاء في الشكل كما ذهب بعض المحللين، ولا القفز عن التوقيت الذي جاء فيه، فضلاً عن المضمون الذي تم الإعلان عنه بعد انتهاء الاجتماع بين الطرفين. 

 

 

من ناحية التوقيت، يضيف، فإن زيارة عبد السلام لإيران سُبقت بلقاءات إماراتية – إيرانية في العاصمة طهران، كما أنها جاءت بعد إعلان القوات المدعومة من الإمارات سيطرتها على عدن جنوبي اليمن، منهيةُ بذلك تواجد القوات العسكرية المدعومة من السعودية.

 

 

وقد علّق المرشد خامنئي على هذا الصراع المستجد بين حلفاء الأمس قائلاً إن السعوديين والإماراتيين يسعون إلى تقسيم اليمن وارتكبوا جرائم كبيرة فيه، لكنهم لن يصلوا الى نتيجة، على حد قوله.

 

 

وأشار الموقع إلى ما كشفه رئيس اللجنة الثورية العليا في حركة أنصار الله محمد علي الحوثي عن أسباب تواجد وفد الحركة في طهران، حيث غرد متسائلاً عما اذا كانت "دعوة الوفد إلى إيران لبحث ما تم الاتفاق عليه مع الإمارات؟".

 

 

أما من جهة المضمون فقد خاطب رئيس الوفد خامنئي قائلا "إننا نعتبر ولايتكم امتداداً لخط نبي الإسلام (ص)، وولاية أمير المؤمنين (ع)"، مضيفاً أن مواقف خامنئي "في دعم الشعب اليمني المظلوم تمثل امتداداً لخط الإمام الخميني".

 

 

وقال الموقع إن رجل الدين الإيراني المقرب من بيت المرشد كميل باقر زاده، سارع ليفسر ما ورد في رسالة الحوثي عن الولاية، فغرد على تويتر قائلاً إن "عبد الملك الحوثي أرسل ليبايع نصرالله كإمام لأن الزيدية يعتقدون أن الإمام الى جانب كونه علوياً فاطمياً يجب أن يكون قائماً بالسيف، فكان رد نصرالله أن البيعة بدل بيروت يجب أن تكون في طهران، وبيعته أي نصرالله في يد سيد آخر أي خامنئي".

 

 

وأوضح باقرزاده أن الحادثة أعلاه وقعت قبل أعوام لكن زيارة الوفد واشارة عبد السلام إلى مسألة الولاية تربط بينهما.

 

 

من جانبه قال الكاتب والصحفي عبدالقادر فايز المقيم في طهران إن توقيت هذا اللقاء جاء، ميدانياً، بعد سقوط عدن عسكرياً وأمنياً على حساب شرعية الرئيس هادي، وسياسياً، بعد استدارة الإمارات تجاه إيران، وكلام سعودي بضرورة إيقاف حرب اليمن، وأخيرا بعد تحول الحوثيون لرقم صعب خاصة بعد معادلة الطائرات المسيرة.

 

 

وفي معنى اللقاء، أضاف فايز في تغريدات على تويتر: هذا اللقاء يمكن أن نسميه تتويجاً حقيقياً بأن (أنصار الله) باتت جزءً من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران في المنطقة، وبحكم واقع النتائج فإن (أنصار الله) كحركة ستكون جزءاً أصيلاً من مستقبل اليمن الجديد وهذا مهم جداً لإيران خاصة بالمعنى الجيوسياسي".