وجه المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا رسالة إلى ولي العد السعودي "محمد بن سلمان" أكد خلالها أنه مستعد لمواصلة القتال إلى جانب السعوديين ضد الحوثيين، لكن في مقابل إبعاد إخوان اليمن، الممثلين في حزب "التجمع اليمني الإصلاح"، عن كل مواقع السلطة في الجنوب اليمني.
المطلب، الذي يعبر عن رغبة إماراتية في الأساس، جاء خلال مقابلة أجرتها "رويترز" مع المتحدث باسم المجلس "صالح النود".
وقال "نود"، الذي يقيم في لندن: "أقول لمحمد بن سلمان: إذا كنت تريد فعلا الانتصار في الحرب (ضد الحوثيين) فقد كان الجنوبيين شركاء ذوي مصداقية وبرهنوا على أن بإمكانهم التواصل بشكل بناء ... لكنهم يحتاجون في المقابل الحفاظ على الجنوب نظيفا من هؤلاء المسؤولين الفاسدين (وفق وصفه) المنتسبين للإصلاح (الذي يعد من أركان حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي)".
وأضاف: "أي موقع سلطة يجب أن يكون في أيدي الجنوبيين. يجب منح الجنوبيين السلطة لحكم أنفسهم، ويجب أن يتواصل الجنوبيون كشريك كامل في عملية السلام".
وتابع: "مازال بإمكاننا أن نكون جزءا من اليمن ويمكن لـ(عبدربه منصور) هادي أن يظل رئيسا لكن لابد أن يحكم الجنوبيون الجنوب".
وكان انفصاليو المجلس الانتقالي الجنوبي، الذين يتمتعون بدعم الإمارات العضو بالتحالف العربي، سيطروا على عدن المقر المؤقت للحكومة اليمنية المدعومة من السعودية في مطلع الأسبوع بالاستيلاء على القواعد العسكرية التابعة للحكومة.
ويمثل المقاتلون الجنوبيون عنصرا رئيسيا في المعركة التي يخوضها التحالف في مواجهة الحوثيين منذ ربيع 2015.
غير أن الحرب أحيت توترات قديمة بين شمال اليمن وجنوبه اللذين كانا دولتين منفصلتين توحدتا في 1990 تحت قيادة الرئيس الراحل "علي عبد الله صالح".
وكشفت تلك الأزمة عن خلاف بين السعودية والإمارات التي رددت دعوة من الرياض للحوار بين الطرفين المتحاربين في عدن، لكنها لم تصل إلى حد مطالبة القوات الجنوبية التي تمولها وتسلحها بالتنازل عما حققته من مكاسب.
- التخلي عن عدن ليس مطروحا
وقال "النود": "التخلي عن السيطرة على عدن ليس مطروحا على المائدة في الوقت الحالي".
وأضاف: "نحن هناك باقون لكننا باقون لسبب إيجابي: صونا للاستقرار".
وعاد وكرر أن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو إخراج جميع عناصر حزب الإصلاح من مراكز النفوذ كلها في الجنوب، ومعها أي ساسة ينتمون للشمال.
ويتهم المجلس الانتقالي الجنوبي حزب الإصلاح بالتواطؤ في هجوم صاروخي دام شنه الحوثيون على القوات الجنوبية في وقت سابق هذا الشهر غير أن الحزب ينفي هذا الاتهام.
ووعد التحالف العربي بالتحرك عسكريا ضد الانفصاليين إذا لم يخلوا المواقع الحكومية.
وقال "النود": "ستكون بداية طيبة جدا أن يتم إخراج الإصلاح من الجنوب كله والسماح للجنوبيين بحكم أنفسهم ... نحن نرى أن الإصلاح تغلغل في الحكومة أو سيطر عليها".
وأضاف أن أحد السبل الممكنة للخروج من المأزق هو تسليم مسؤولية الأمن في الثكنات لقوات الحزام الأمني، وهي الجناح العسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي، أو شرطة عدن.
وبلغت الحرب اليمنية مرحلة جمود منذ سنوات وتعرضت السعودية والإمارات لضغوط من الحلفاء الغربيين بما في ذلك الدول الموردة للأسلحة للتحالف وذلك لإنهاء الصراع الذي دفع اليمن إلى حافة المجاعة.
وفي يونيو/حزيران، قلصت الإمارات وجودها في اليمن وتركت خلفها الآلاف من القوات الجنوبية التي سلحتها ودربتها.
وقال مسؤول يمني لـ"رويترز" إن سيطرة الانفصاليين على عدن حظيت بموافقة الإمارات وإن هدفها إبعاد قوات حزب الإصلاح.
وفي حين تستطيع الإمارات الخروج من اليمن مع الاحتفاظ بنفوذ على القوات الجنوبية فإنه لا يمكن للسعودية الرحيل دون تحييد حركة الحوثي المسلحة على حدودها.
وقال مصدر خليجي مطلع على السياسة اليمنية: "السعوديون أصبحوا بمفردهم.. لا أعتقد أنهم يعرفون كيف يخرجون.. يجب عليهم الاعتراف بأن حكومة هادي فشلت على مدى خمسة أعوام".
- على السعوديين اتخاذ القرار
وقال "النود" إن الجنوبيين لن يقبلوا بعد الآن بتهميشهم. وأضاف: "على السعوديين اتخاذ القرار: فهل يريدون الفوز في الحرب على الحوثيين؟ إذا كانوا يريدون ذلك فعليهم الاعتراف بنا، المجلس الانتقالي الجنوبي، في حكم الجنوب وإدارته حتى في الفترة الانتقالية".
ودعت الرياض إلى قمة طارئة حول عدن دون تحديد موعد. وقال نائب وزير الخارجية في حكومة "هادي"، "محمد الحضرمي"، لـ"رويترز"، إنهم لن يحضروا ما لم تكف الإمارات عن دعم المقاتلين الانفصاليين في أعقاب "الانقلاب".
وأضاف أنهم لا يمكنهم الذهاب والاجتماع إذا ظل الانفصاليون يسيطرون على عدن ولم ينسحبوا من المواقع.
اقرأ أيضاً
حكومة هادي: انسحاب مليشيات الجنوبي من عدن شرط الحوار
وردا على سؤال هل سينفصل الجنوب؟، قال "النود": "أنا لا أحاول تحاشي القول إننا سننفصل لأن هذا احتمال حقيقي الآن"، مضيفا أن أحد الخيارات هو وجود حكومتين، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب.
المصدر | الخليج الجديد + رويترز