أشرف الفلاحي- عربي21
أفاد مصدر عسكري يمني بأن القوات الحكومية تمكنت من إخماد تمرد مسلح في مدينة التربة جنوب محافظة تعز اليمنية.
وقال المصدر العسكري لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن الهدوء عاد إلى التربة، مركز مديرية الشمايتين جنوب تعز، بعد مواجهات دارت بين قوات الشرطة ومجاميع متمردة يقودها عبدالكريم السامعي، بعد إقالته من قيادة شرطة المديرية منذ الخميس.
وبحسب المصدر، فإن السامعي الذي كان يشغل منصب قائد شرطة مديرية الشمايتين تمت إقالته، ليقوم على إثر ذلك بشن هجوم على مقر الشرطة بالمديرية، إلا أنه تم التصدي للهجوم.
وأسفر الهجوم عن مقتل جنديين من قوات الشرطة وإصابة آخرين، فيما استدعت قوات الشرطة تعزيزات من مركز المحافظة لإخماد التمرد. وفقا للمصدر.
وأشار المصدر العسكري إلى أنه عقب الهجوم، عززت قيادة الشرطة في تعز قواتها في مديرية الشمايتين، لإخماد التمرد الذي اتسع وصولا إلى مديرية المعافر جنوب غرب تعز.
وذكر المصدر أن نقطة البيرين التي يسيطر عليها مسلحون تابعون لكتائب "أبو العباس" المدعومة إماراتيا، اعترضوا تعزيزات أمنية كانت في طريقها إلى مديرية الشمايتين، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين.
ووفق المصدر العسكري، فإن الاشتباكات التي دارت في نقطة البيرين التي تتحكم بمدخل مدينة تعز باتجاه محافظات جنوب البلاد، انتهت بسيطرة قوات الحملة الأمنية عليها، وسط سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
فيما أعلنت كتائب "أبو العباس" المحسوبة على التيار السلفي والمدعومة من أبوظبي في بيان لها، الجمعة، مقتل 10 من عناصرها في تلك الاشتباكات.
وأكد المصدر العسكري بقيادة الجيش بتعز أن العقيد السامعي "أخل بوظيفته الأمنية، واتجه نحو التخطيط مع نجل شقيق صالح، طارق صالح، الذي يقود تشكيلا عسكريا باسم "حراس الجمهورية" مدعوما من أبوظبي، وبالتنسيق مع كتائب "أبو العباس" لإنشاء "حزام أمني" في قطاع الحجرية، وسط تماهٍ من قيادة اللواء 35 مدرع التابع للجيش".
ولفت إلى أن العقيد السامعي المقال "قام بتوطين عدد من العناصر التابعة لنجل شقيق صالح مع أسرهم على أنهم "نازحون"، فيما المعلومات الاستخباراتية تشير إلى غير ذلك، وهو ما انكشف مؤخرا عند إصدار قرار بإقالته".
وتابع: "المئات من العناصر التابعين لطارق عفاش، تم توطينهم كخلايا نائمة في مدينة التربة بالشمايتين، ضمن مخطط إماراتي لتشكيل قوة موالية على غرار "الحزام الأمني"، الذي انقلب في عدن في الأيام القليلة الماضية على الحكومة الشرعية".
وتشهد مدينة تعز، المدينة الأكثر كثافة سكانية في اليمن، بين الفينة والأخرى، مواجهات بين القوات الحكومية ومجاميع مسلحة، تعمل على إعاقة الترتيبات الأمنية والعسكرية التي تجريها السلطات فيها.
ومنذ العام 2015، وهذه المدينة القريبة من مضيق باب المندب ( ممر الملاحة الدولي)، تعيش حصارا خانقا يفرضه الحوثيون عليها من ثلاثة اتجاهات، وسط قصف مدفعي متواصل على أحياء أهلة بالسكان، وهو ما أسفر عن سقوط الآلاف بين قتيل وجريح.