ناطق الحوثيين وخامنئي

هل طلبت إيران من الحوثيين تعيين سفير لهم في طهران.. ولماذا الآن؟!

انتقد السفير البريطاني لدى اليمن، تعيين مليشيات الحوثيين سفيراً في إيران، مؤكداً أن ذلك حق حصري للحكومة الشرعية، فيما كشف مصدر خاص لـ"المصدر أونلاين" أن الخطوة التي أقدم عليها الحوثيين، جاءت تنفيذاً للرغبة الإيرانية.

وقال السفير مايكل آرون، "إن الحكومة الشرعية فقط هي المعنية بتعيين سفراء".

 

وأضاف في تغريدة على حسابه، "الحوثيون ليس لديهم اي حق بتعيين اي شخص"، مشيرا إلى أن الشخص الذي عينه الحوثيون سفيراً في إيران "ليس لهذا الشخص اي منصب رسمي" وأن ممثل بريطانيا في إيران لن يلتقي به".

وحول اتهام الخارجية البريطانية بالتناقض، قال آرون، "لا يوجد تناقض"، مضيفاً "أنا لا أقول أننا يجب ألا نتحدث مع الحوثيين. نحن نفعل ذلك لأنهم طرف في النزاع او بالأصح هم سبب النزاع. لكن لا نعترف بهم كدولة وليس لديهم الحق في تعيين سفراء".

 

وجاء رد سفير المملكة المتحدة واتهامه للحوثيين انهم سبب النزاع، تعقيباً على شكر مواطنه في إيران، السفير راب مك إير، للخارجية الإيرانية على تنظيمها اجتماع لسفراء بريطانيا والمانيا وفرنسا وإيطاليا مع وفد الحوثيين الزائر لطهران السبت، لمناقشة الأزمة الانسانية في اليمن والعملية السياسية.

 

خامنئي اقترح الديلمي

في سياق متصل، قال مصدر خاص لـ"المصدر أونلاين" إن تعيين المجلس السياسي الأعلى، ابراهيم محمد محمد الديلمي، سفيراً ومفوضاً فوق العادة لحكومة الانقاذ الوطني (غير معترف بها) في صنعاء، جاء تلبية لطلب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، وبعد تأكيدات من وزير الخارجية جواد ظريف، باعتراف طهران بذلك، واستعدادها لتعيين سفيراً جديد له في اليمن.

وأضاف المصدر المقرب من قيادات إعلامية حوثية في صنعاء، مشترطاً عدم كشف هويته، أن الديلمي ممثل خاص لعبدالمالك الحوثي في إيران وممثل لحكومة صنعاء، منذ عام 2015م، لكنه كان يمارس مهامه دون صفة رسمية معلنة.

 

وأوضح المصدر، أن المرشد الإيراني شخصياً اقترح تعيين ابراهيم الديلمي سفيراً لحكومة صنعاء في إيران، حيث تربطه علاقة شخصية معه، من خلال اللقاءات المستمرة معه، والمهام التي قام بها لمصلحة طهران والحوثيين بشكل ناجح.

وكان وفداً حوثياً برئاسة محمد عبدالسلام التقى الخميس الماضي المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، وكان قد التقي خلال الاسبوع ذاته، عدد من المسؤولين الإيرانيين بينهم جواد ظريف وزير الخارجية.

 

وأعلنت جماعة الحوثي، السبت الماضي، تعيين الديلمي سفيراً لها في طهران، وقال ناطق الجماعة محمد عبدالسلام المتواجد حالياً في إيران، إن الخطوة "تعزيز للعمل المؤسسي الرسمي في إطار المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ" (غير معترف بها).

وسارعت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إلى تلقف خبر تعيين الديلمي، وقالت وكالة "ارنا" الناطقة باسم حكومة طهران، إن "الحكومة اليمنية للإنقاذ الوطني" بقيادة حركة أنصار الله (الحوثيين)، عينت الديلمي، مفوضاً وسفيراً وقائداً للبعثة الدبلوماسية اليمنية في إيران".

 

وأعتبر المراقبون اعتراف إيران بالتمثيل الدبلوماسي للحوثيين كحكومة شرعية، تصعيداً خطير لا يستهدف الحكومة اليمنية فقط، بل يمثل رسالة تحدي من إيران للإدارة الأمريكية والحكومة السعودية اللتان تطالبانها بشكل متكرر بوقف دعمها للحوثيين.

وبحسب المراقبين فأن ذلك التصعيد يأتي في ظل الأزمة المتصاعدة بين طهران وواشنطن، على خلفية العقوبات الاقتصادية ومحاولة البنتاغون تشكيل تحالف عسكري لحماية السفن في مضيق هرمز.