قال سفير المملكة المتحدة لدى اليمن، مايكل آرون، يوم الأربعاء، إن "بلاده والدول والمجتمع الدولي لن يعترفوا بالمجلس الانتقالي الجنوبي إذا سيطر على الجنوب وخرج عن الشرعية اليمنية"، محذراً من أن "الشعبية لا تعني الشرعية" على حد تعبيره.
وكانت قوات ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وبدعم من الإمارات، سيطرت قبل نحو 10 أيام على مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية، وسيطرت أمس على معسكرات أخرى للشرعية في أبين، وهو ما اعتبرته الحكومة تمردا مسلحا، متهمة الإمارات بالوقوف وراء ذلك.
وألقى مايكل آرون، في حوار مع الشرق الأوسط، مسؤولية الأحداث الأخيرة في عدن على الانتقالي الجنوبي لأنهم بدأوا المشكلة ويتوجب عليهم حلها.
وطالب السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، الانتقالي، بالانخراط وبشكل فوري في الحوار الذي دعت إليه السعودية والانضواء تحت الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس هادي. مشدداً على أن فترات الحروب والمشاكل ليست بالوقت المناسب لاتخاذ قرارات مهمة بالنسبة لمستقبل الدولة.
وفي توصيفه لما حدث وما إذا كان انقلاباً، قال: "نظرياً نعم، لكن علينا الانتظار إذا اتفقوا مع الشرعية سيكون أمراً جيداً وتحل المشكلة، من جهة أخرى لا يوجد تشابه كبير بين ما حدث في عدن الأسبوع الماضي وما حدث في صنعاء قبل 5 سنوات".
وحذر سفير المملكة المتحدة، المجلس الانتقالي، من عدم التقاط فرصة الحوار ودفع المجتمع الدولي لاعتبارهم خارج الشرعية، مضيفاً ان "المجلس الانتقالي لديهم وقت لحل المشكلة بسرعة وإنهاء الأمر، الاتفاق مع الشرعية أمر جيد، لكن في حال لم يحدث اتفاق فنحن مع الشرعية، ونعتقد أن المجلس سوف يعي المشاكل التي سيواجهها في حال كان خارج الشرعية".
وتابع آرون: "لن تكون هناك دول تعترف بسيطرتهم على الجنوب، لن تعترف الدول بهم، ولذلك من صالح الانتقالي، وقلنا ذلك لهم، حل المشكلة بشكل مفيد وواضح وإيجابي وأن يكونوا جزءاً من الشرعية، هم كيان سياسي لديهم شعبية في بعض المناطق الجنوبية نفهم ذلك، الشعبية معها مسؤولية لكنها ليست كافية، الشرعية أمر آخر، ولذلك ننتظر منهم خطوات للعودة للشرعية".
وجدد السفير البريطاني تأكيده على أهمية حل القضية الجنوبية في إطار يمني - يمني بعد عودة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي، مبيناً أن الوقت غير مناسب لحلها في الوقت الراهن.
وقال ان "القضية الجنوبية مهمة جداً، ولكن الوقت ليس مناسباً لحلها خلال حرب في اليمن ككل، فهناك صراع في الشمال، هذا الأمر بين اليمنيين ولا بد أن يناقشوه".
وأوضح: "بالنسبة للمجتمع الدولي ونحن في بريطانيا نعترف بيمن موحد دولة واحدة عضوة في الأمم المتحدة، نعلم أن السنوات بعد 1994 كانت صعبة للجنوبيين ونفهم مشاعرهم بالنسبة لهذه الفترة، ولكن سوف نحل مشكلة الحرب ثم تكون هناك فترة انتقالية وانتخابات، ومن المهم جداً للحكومة الجديدة أن تركز على توفير ما يريده الجنوبيون بما في ذلك الخدمات والحريات السياسية والثقافية وغيرها، وبعد فترة من المهم أن يقرر الجنوبيون هل هذا الأمر جيد لهم أم لا".
وكانت السعودية دعت الانتقالي والحكومة الشرعية للحوار في مدينة جدة، ورحبت الحكومة بذلك مشترطة انسحاب مليشيات الانتقالي من المواقع التي سيطروا عليها في عدن وأبين تنفذاً لبيان التحالف.
الجدير بالذكر أن وفد المجلس الانتقالي الجنوبي، كان قد وصل في وقت متأخر مساء أمس، إلى مدينة جدة، برئاسة عيدروس الزبيدي، وذلك بالتزامن مع تصعيد مليشيات المجلس في مدينة أبين مسقط رأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.