نشرت شبكة "سي أن أن" الأمريكية، تقريرا للصحفي تيم ليستر، سرد خلاله مظاهر تصدع التحالف العسكري "الإماراتي-السعودي" في اليمن، بعد دخول حملة اليمن في مرحلة من الجمود وانسداد الأفق.
وقال التقرير، إن "الإمارات ربما حاولت تحفيز السعوديين والتفكير في عملية فك الارتباط مع اليمن بشكل جدي، خاصة أن لا نصر عسكريا باديا في الأفق"، مؤكدا أن "السعودية باتت معزولة الآن في اليمن، وتحتاج إلى تسوية مع الحوثيين لتأمين حدودها".
وأشار التقرير الذي جاء تحت عنوان "تصدعات تظهر في أهم تحالف في الشرق الأوسط.. أخبار سيئة لترامب"، إلى أن الشراكة بين السعودية والإمارات تم تصميمها بناء على فكرة كراهية إيران، مؤكدا أن الحليفين اختلفا حول كيفية مواجهة إيران في منطقة الخليج، الأمر الذي سيدفع إدارة ترامب نحو الشعور بالإحباط.
وأضاف: "كان الهدف الرئيس للحملة العسكرية في اليمن هو الحد من التأثير الإيراني على الحوثيين إلا أن عاصفة الحزم أصبحت مستنقعا وحملة علاقات عامة كارثية بسبب معاناة المدنيين، ويبدو أن الإمارات توصلت لنتيجة أن الحرب لا يمكن الانتصار بها وباتت مكلفة، ولهذا قررت سحب قواتها من اليمن في تموز/يوليو رغم تأكيدها أنها ملتزمة بعمليات مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة هناك".
وأردف: "مع أن وجود الإمارات في اليمن متواضع إلا أنها تصرفت أكبر من حجمها ومارست تأثيرا على الفصائل في الجنوب، في وقت عملت فيه السعودية مع الحكومة المعترف بها دوليا المقيمة في الرياض".
— Nick Thompson (@nickthompson) August 22, 2019
وأوضح التقرير، أن تخفيف الوجود الإماراتي في ميناء عدن أطلق العنان للجماعات الانفصالية الجنوبية التي دعمتها وسلحتها الإمارات والتي واجهت بقايا القوات التابعة للحكومة التي تدعمها السعودية. وقام حلفاء الإمارات بمهاجمة مقرات الحكومة وسيطروا على عدن، فيما اتهم وزراء الحكومة الإمارات بدعم ما قالوا إنها محاولة انقلابية.
وتابع: "في الوقت الذي أوقف فيه التحالف السعودي- الإماراتي بعضا من تقدم الحوثيين وأرجع عددا من مكاسبهم، إلا أن المتمردين لا يزالون يسيطرون على العاصمة ومعظم شمال اليمن. وزادت قدراتهم على شن الصواريخ والطائرات المسيرة التي يطلقونها أسبوعيا على أهداف سعودية، من المطارات إلى أنابيب النفط. وكانت آخر الهجمات ضد منشأة الشيبة".
وقدر التقرير عدد القوات السعودية في داخل اليمن بنحو 10 آلاف جندي، قائلا: "ورغم ذلك شنت السعودية معظم هجماتها من الجو وسببت خسائر فادحة في صفوف المدنيين، وهو ما زاد المعارضة لحرب اليمن داخل الكونغرس الذي أصدر قرارات عدة لمنع تصدير السلاح إلى اليمن، والتي استخدم الرئيس دونالد ترامب الفيتو ضد عدد منها".
ويرى التقرير، أن "هجوما بريا واسعا سيزيد من تدهور الأوضاع السيئة كما أن دعم العملية السلمية التي ترعاها الأمم المتحدة يعني تقديم تنازلات للحوثيين، وهو ما سيكون إهانة لولي العهد بعد أربعة سنوات من الحرب. وفي الوقت الحالي تحاول السعودية والإمارات دفع الأطراف اليمنية المتصارعة لتسوية خلافاتها واستخدام لغة الحوار كما بدا من دعوة ولي العهد السعودي والإماراتي بعد اجتماعهما الأسبوع الماضي في جدة".
واستطرد قائلا: "رغم ما بدا من لهجة تعاون بين الحليفين إلا أن الحرب في اليمن باتت مستعصية بعد خروج الإماراتيين من هناك. والمستفيد الأول من الوضع هم الحوثيون".
ووفقا للتقرير، فلا تزال السعودية والإمارات متفقتين على مواجهة إيران وتأثيرها في المنطقة وتدعمان العقوبات الأمريكية المشددة ضد طهران، رغم تبني الإمارات أساليب مختلفة في التعامل مع إيران، فهي تحاول تجنب المواجهة معها. وأرسلت بداية هذا الشهر وفدا لمناقشة شؤون الملاحة والصيد بينهما. وفي الوقت الذي تريثت فيه الإمارات بتحميل اللوم لإيران كانت السعودية سريعة في تحميلها مسؤولية تخريب ناقلات النفط في ميناء الفجيرة وخليج عمان هذا الصيف.
وقال التقرير، إن " الإمارات تخشى من تداعيات الأزمة مع إيران والآثار التي ستصيب الاقتصاد خاصة دبي. وفي الوقت الذي يمكن للسعودية تجنب الخليج من خلال نقل نفطها إلى البحر الأحمر فإن الاقتصاد الإماراتي المتنوع يظل عرضة للهجمات".