وزير الداخلية التركي

«لا يمكن ترحيل السوريين».. وزير الداخلية التركي يكشف خطة بلاده لدمج مزيد من اللاجئين

شدَّد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الأربعاء 21 أغسطس/آب 2019، على أنَّه من غير الوارد ترحيل السوريين خارج تركيا، وأنَّ المهلة الممنوحة لتسوية أوضاع السوريين في إسطنبول مُدِّدت إلى 30 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

جاء ذلك في لقاء عقده صويلو في إسطنبول مع الصحفيين الأجانب، وفيه أكَّد: «لا يمكن ترحيل السوريين نهائياً ما لم يكن الشخص هو من يطلب العودة طوعاً، تركيا تضع المعايير الدولية في التعامل مع اللاجئين، ومنذ بداية لجوء السوريين عملت تركيا على استراتيجية تسجيلهم وتحديث بياناتهم لاحقاً، ولا تزال العمليات مستمرة» .

مشاريع لدمج السوريين في 7 مناطق

وأضاف: «الفترة المقبلة ستشهد تنفيذ مشاريع دمج وانسجام للسوريين في 7 مناطق، عبر لقاءات تجري في الأحياء السكنية، وليس هناك أي تغيير في استراتيجية تركيا في ترحيل مَن دخلها بشكل نظامي» .

ولفت إلى أنه «في إسطنبول منع فيها تسجيل مزيد من السوريين، وطلبنا منهم العودة لولاياتهم المسجّلين فيها، ولن يتم ترحيلهم خارج البلاد، وهذا امر غير ممكن أبداً» .

صويلو تحدَّث عن جهود تركيا لتوفير الاستقرار ودعم عودة اللاجئين، وقال: «نحن نحاول حلّ المشكلة وتأمين الاستقرار في المنطقة، وندعو المجتمع الدولي لدعم مساعي تركيا في الاستقرار، بعد أن نفَّذت تركيا عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات (بشمالي سوريا)» .

لا يمكن ترحيل السوريين من تركيا

واستطرد الوزير حول عدم ترحيل السوريين قائلاً: «السوريون جاء 64% منهم من حلب، و8% من إدلب، ومثلهم من الحسكة، و5% من الرقة، ومثلهم من دير الزور، و4% من دمشق، ومثلهم من حماة، و2% من حمص، ومن بقية المناطق، هذه المناطق 17% منها فقط تحت سيطرة قوى المعارضة والقوات التركية الداعمة لمقاتلي الجيش الحر، و66% مع النظام، و17% مع تنظيم (ي ب ك) الإرهابي» . 

وتابع متحدثاً: «هل سنقول للسوريين عودوا لهذه المناطق لتموتوا؟ لسنا هذه الأمة التي تفعل ذلك، وفي التاريخ استقبلت المنطقة كثيرين هاربين من الحرب من جورجيا والبلغار كذلك، وبعد الخمسينات من القرن الماضي جاؤوا من يوغسلافيا واليونان وغيرهما، وكذلك الأكراد الهاربون من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين استقبلتهم تركيا، وقدَّمت تركيا درساً في الإنسانية في العالم» .

وزاد: «في إسطنبول حالياً هناك مخطط لاستيعاب عدد محدد من السوريين، لا يمكن استيعاب المزيد، وكل ولاية لديها خطة لاستيعاب اللاجئين وتقديم الخدمات لهم، فمَن يدرس في إسطنبول يمكنه البقاء فيها» .

وأكد أن «ما يستدعي قدوم اللاجئين بكثرة لإسطنبول من كافة الجنسيات، ويجذبهم بشكل كبير، هو العمل بشكل غير مشروع، نحن سنعمل على تطبيق القوانين دون التخلي عن إنسانيتنا» .

الكثير من أبناء السوريين يدرسون في المرحلة الابتدائية

ولفت إلى أنَّ «96% من أبناء السوريين في تركيا يدرسون في المرحلة الابتدائية، وأكثر من 60% في التعليم المتوسط، وفي الثانوية أقل من ذلك، وهذا أمر جيد، تركيا أسَّست إدارة الهجرة، ورغم حداثة عهدها فإنَّ عملها جيد ومتطور، وتم إصدار التعليمات التنفيذية من أجل اللاجئين في المستقبل ودمجهم، وتم تنظيم وجود اللاجئين وسيستمر العمل على ذلك» .

وأوضح أن «كل عام تشهد تركيا تسجيل مزيد من السوريين، هذا العام فقط تم تسجيل 70 ألف شخص، ولا يزال هناك قدوم من سوريا، وحتى الآن يجب معرفة كيف سيتم استقبالهم، ومن هنا كان التشجيع على العودة عبر عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون عبر مناطق آمنة، وعاد بالفعل 347 ألف شخص بشكل طوعي، وادعاءات إجبارهم على توقيع عودتهم غير صحيحة» .

وفي نفس الإطار قال «سمحنا في العيد بعودة السوريين لداخل سوريا، ليروا أوضاع الحياة هناك، تشجيعاً للعودة، وهكذا كانت زيارات العيد، وفي عيد الأضحى الماضي زار تلك المناطق أكثر من 40 ألفاً» .