على وقع تمدد قوات الحزام الأمني المدعوم إماراتيا جنوب اليمن وسيطرته على المدن تباعا، عززت السعودية من تواجدها في المحافظات الجنوبية منعا لسقوطها في قبضة وكلاء الإمارات.
وفشلت السعودية في إثناء "الانتقالي الجنوبي" عن السيطرة على عدن، وفيما بعد الانسحاب من المعسكرات والمؤسسات الحكومية التي سيطرت عليها، كونها تتلقى التعليمات والدعم من الإمارات التي تبدو الحلقة الأقوى في التحالف السعودي.
ورغم تواجد قيادات "الانتقالي" في الرياض، إلا أن قواتهم تواصل التمدد على الأرض في مخالفة واضحة لدعوة السعودية، وتحد صريح، رغم تصريحات بالاستهداف جويا في حال عدم الانسحاب من عدن، وإعادة المؤسسات والمعسكرات، تبدو السعودية ضعيفة وليس متواطئة كما نظن، والدليل سعيها لمنع سقوط المزيد من المحافظات، ليقتصر التفاوض مع الانتقالي على العاصمة المؤقتة عدن.
وبحسب بيان التحالف، عقب الانقلاب، على قوات الانتقالي الانسحاب من المؤسسات والمعسكرات يعقبها محادثات مع الحكومة في العاصمة السعودية، وهذا ما لم يتم حتى الآن، وفيما تتمسك الحكومة الشرعية بعدم عقد أي محادثات قبل تحقيق شرط الانسحاب.
توازن القوى يصنع اتفاق في شبوة
وأفادت مصادر محلية بأن قوات سعودية وصلت إلى مدينة عتق مركز محافظة شبوة (جنوب شرقي اليمن)، لتتمركز في مطار المدينة بعد محاولة قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا السيطرة على المدينة، في إطار التوسع العسكري الذي بدأته مؤخرا بانقلاب على الشرعية في عدن.
وقالت المصادر لـ"الجزيرة" إن وصول القوات السعودية إلى مطار عتق صباح اليوم الخميس تزامن مع نجاح وساطة قبلية لإعادة تموضع القوات التابعة للحكومة اليمنية على أطراف المدينة.
وأفضت وساطة في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن إلى اتفاق بين قوات النخبة الشبوانية المشكلة إماراتيا وبين القوات الحكومية، التي حصلت على تعزيزات من مأرب لتصنع تكافؤ قوى في المحافظة.
ويقضي الاتفاق -وفقا لمصادر الجزيرة- بعدم مغادرة القوات الحكومية مواقعها واستمرارها في أداء مهامها العسكرية في عتق.
وأذكت محاولة مسلحي المجلس الانتقالي السيطرة على مدينة عتق التوتر الذي كان سائدا من قبل في مركز المحافظة، حيث تحاول قوات النخبة الشبوانية المدعومة إماراتيا انتزاع السيطرة الأمنية من القوات الموالية للشرعية.
وفي بيان نشرته أواخر يونيو/حزيران الماضي في صفحتها بموقع فيسبوك، اتهمت قوات النخبة الشبوانية السلطات المحلية الموالية للحكومة باستقدام تعزيزات من محافظة مأرب، واعتبرت ذلك انتهاكا لاتفاق تهدئة سابق بين الطرفين.
منع سقوط أبين بالكامل
فقد قال مصدر محلي إن حوالي 50 عربة عسكرية "أطقم" وصلت إلى مدينة لودر شمالي شرق محافظة أبين صباح الخميس، لتعزيز لواء "الأماجد" العسكري الذي تأسس مؤخرًا بدعم من السعودية لطرد الحوثيين من مديرية مكيراس وعقبة ثرة الفاصلة بين مديريتي لودر ومكيراس.
وقال المصدر لـ"المصدر أونلاين" إن 50 طقماً عسكرياً، مقدمة من السعودية، وصلت إلى منطقة "المنياسة" شرقي مديرية لودر لتعزيز لواء "الأماجد" العسكري الذي يقوده القيادي السلفي صالح الشاجري المقرب من السعودية.
يذكر أن لواء الأماجد تأسس في يونيو الماضي بدعم سعودي لإستلام ملف تحرير مديرية مكيراس وعقبة ثرة من الحوثيون وبلغ عدد من أنضموا إلى اللواء أكثر من 5 آلاف مجند.
معقل الشرعية القوي يحصل على آليات
أفاد مصدر في السلطة المحلية بوصول قوات سعودية، الخميس، إلى محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، لاحتواء التوتر بين مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي والجيش اليمني.
وأوضح المصدر، في حديث لوكالة "سبوتنيك"، أن عربات وآليات سعودية وصلت إلى مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، بالتزامن مع وصول وفد يضم ضباطا سعوديين على متن طائرة عسكرية إلى مطار المدينة، عقب توتر بين قوات النخبة الشبوانية التابعة لـ "المجلس الانتقالي"، مع اللواء 21 ميكا في الجيش اليمني.
وأضاف أن التوتر في عتق تصاعد على خلفية الفشل في التوصل إلى تسوية بين قوات "المجلس الانتقالي" واللواء 21 ميكا، تفضي إلى انسحاب قوات الأخير من المدينة مقابل تمركز النخبة الشبوانية بدلا عنها.
وشهدت عدن مطلع الشهر الجاري تمردا عسكريا من القوات الجنوبية المدعومة من الإمارات، والتي تمكنت من السيطرة على العاصمة المؤقتة للشرعية، والتمدد صوب المدن الجنوبية، وسط نشوة إماراتية وعجز سعودي واضح، طرد الحكومة الشرعية خارج البلاد التي انقسمت بين الحوثيين في الشمال، والانقلابيين الجدد في الجنوب.
المصدر: متابعات + تعز أونلاين