خط الأزياء الجديد شهد انتشارا كبيرا لدى كبرى دور الأزياء حتى أصبحت تتبنى هذا النوع من الأزياء لتصبح عبارة " الأزياء المحتشمة" أو "modest fashion" من الأكثر بحثا في محرك البحث "غوغل" لدى مستخدمي الإنترنت.
ماذا يعني مصطلح "الأزياء المحتمشة " أو Modest Fashion
"الموضة المحتمشة" هي مجموعة من الملابس الفضفاضة والمريحة التي تغطي الجسم مع إظهار أقل ما يمكن منه، واختيار هذا النمط، هو بمثابة رسالة تبعثها النساء لأسباب مختلفة، سواء لعدم الاكتراث بالمظهر الخارجي وبدل ذلك إثبات النفس بقوة الذكاء والشخصية، أو لسهولة الحركة التي تمنحها هذه الموضة، أو حتى لقناعات متعلقة بالعيش المستدام وعدم شراء الملابس ذات العمر القصير.
وهي تناسب المرأة التي ترغب بأن تكون متحفظة في ملابسها لأسباب شخصية أو عقائدية، وليس من الضروري بان تكون محجبة.
"أزياء محافظة" وجاءت تلبية لحاجة المرأة
الأزياء المحتشمة هو نوع من الأزياء الجديدة ولكن لا نستطيع القول بأنه هناك وصف معين لها كما لا يوجد قالب معين لوصفها.
بهذه الكلمات وصفت سفيرة مجلس الأزياء العربي، ومصممة الأزياء السعودية، أروى العماري، هذا النوع من الأزياء.
وأضافت العماري:
"تختلف هذه الأزياء وتتأثر بالعوامل الاجتماعية والثقافية لكل منطقة، وعموما تتسم بأنها محافظة لا تكشف الكثير من مفاتن الجسم وتكون ساترة وفضفاضة وبدايتها كانت كأزياء تلبي حاجات دينية واجتماعية في مجتمعات وديانات محافظة كالإسلام والمسيحية واليهودية".
وتابعت: "بدأت هذه الأزياء لتلبية حاجات السيدات في هذه المجتمعات وانتشرت بين فئات أخرى في هذا المجتمع، وجذب هذا النوع من الأزياء هؤلاء السيدات وأصبحن يتبنين هذا النوع من الأزياء رغم عدم انتمائهم لهذه المجتمعات والطوائف، وقد وجدت النساء هذه الأزياء كطريقة للتعبير عن انفسهن".
وحول انتشار هذا النوع من الأزياء إلى العالمية ودور المصممين في انتشاره، قالت العماري: " تطور هذا النوع من الأزياء في خارطة الموضة كان نتيجة لحركات تمكين المرأة ودخولها مجالات كثيرة في الحياة في الأعوام الأخيرة، والكثير من النساء في المجتمعات المحافظة أصبحن يدخلن سوق العمل، الأمر الذي دفع لظهور أزياء مناسبة لخدمتهن في أماكن العمل والحياة عموما، فحياتهن أصبحت مختلفة وخارج نطاق المنزل فقط".
هذه الحاجة أدت لانتشار هذه الأزياء، إلا أن الموضوع لم يتوقف هنا فالكثير من النساء المؤثرات في الأزياء والعاملات في هذا المجال، أصبحن يتبنين هذا النوع من الأزياء، فجماليات هذه الأزياء جذبتهن فأصبحن يشاركن في أسابيع الموضة وجذبن الكثيرين من محبي الموضة رغم عدم انتمائهم للمجتمعات والفئات التي وجدت في البداية لأجلهن هذه الأزياء، فأصبح هناك انتشار كبير لها.
وبشكل عام فإنه عندما يكون هناك طلب على أي "ترند" أو فكرة جديدة في الموضة، نجد تهافت لدى دور الأزياء لتلبية هذه الحاجة، لتقوم بإقامة عروض خاصة لهذا النوع من الأزياء أو تخصص خطوط انتاج خاصة لإنتاجها".
" لا يمكن القول بأن دور الأزياء هي التي ابتدعت هذا النوع من الأزياء، فهو تلبية لحاجة المجتمع نفسه".
وحول دور المصممين العرب في انتشار هذا النوع من الأزياء والخط الذي تتبعه في تصاميمها قالت العماري:
"المصممين العرب كغيرهم يتبعون حاجة السوق ولكن بأذواقهم الخاصة ولا يمكن القول بأنهم سبب انتشار هذا النوع من الأزياء لكن مع توجه السوق لهذا النوع من الأزياء وجدنا تركيز كبير من المصممين العرب عليها، وظهرت ماركات كثيرة من الشرق الأوسط تركز على هذا النوع من الأزياء وبخاصة بأنهم يفهمون هذا النوع من الأزياء بحكم البيئة التي نشؤا فيها ويعرفون طريقة الاحتشام بشكل أفضل".
وحول تصاميمها، قالت: "أنا أميل في تصاميمي الى الإنهدال والأكمام الطويلة وهذا ميول شخصي كوني أحب هذه الأمور في تصاميمي وذوقي الخاص، لأني أعتقد بأنها أكثر اناقة وجاذبية ، كما ونحرص في كافة التصاميم على أن يكون هناك تناسب وتناسق بين متطلبات المرأة العربية والعالمية لان هدف البرند "آرام" الوصول لأكبر شريحة عالمية وقدرتنا على التفوق في هذا المجال بشكل كبير حتى لو كنا من الشرق الأوسط لتغطية حاجة المرأة العربية والأجنبية".
"الأزياء المحتشمة" في متناول الجميع وأرباح خيالية
أصبح هذا النوع من الأزياء بمتناول جميع الراغبات من السيدان باقتنائه، حيث سارعت كبر دور الأزياء والمتاجر بإطلاق هذا النوع من الأزياء، منها دار DKNY التي أطلقت مجموعتها الخاصة في 2014، والتي لاقت رواجا كبيرا، لتقوم دار H&M في عام 2015، باختيار عارضة مرتدية الحجاب لتكون وجهها الإعلامي لحملتها حول هذا النوع من الأزياء، وهي Mariah Idrissi.
كما خصصت دار Dolce & Gabbana، مجموعة من العباءات في موسم ربيع 2016، وفي العام 2017، قدّمت مصممة الأزياء الإندونيسية Anniesa Hasibuan عرضا خاصا بالمحجبات خلال أسبوع الموضة في نيويورك.
وليصبح أسبوع "الموضة المحتشمة" في لندن حدثا سنويا يشكل منصة عالمية مبتكرة لمصممين مبتدئين في هذا المجال من الأزياء، لمنحهم فرصة أكبر للتطور ودخول هذا المجال.
"إن الشركات الكبيرة اكتشفت حقيقة أن هناك قيمة للمستهلكين المسلمين. ومن الجيد أن يُعتَرَف بهم كمستهلكين"، بحسب ماقالت صبيحة أنصاري، الشريكة لمؤسَّسة American Muslim Consumer Consortium.
فقد أنفق المستهلكون المسلمون 264 مليار دولار على الملابس في عام 2016، ذلك وفقا لتقرير الاقتصاد الإسلامي العالمي، في الوقت الذي تنبأ فيه المؤشر أنه بحلول عام 2020، قد تبلغ قيمة هذه السوق أكثر من 293 مليار دولار أمريكي.