غيّرت ناقلة النفط الإيرانية «أدريان داريا 1» وجهتها المعلنة إلى ميناء في تركيا، في وقت مبكّر من اليوم السبت 28 أغسطس/آب 2019، بعد أن قالت اليونان إنها لن تخاطر بعلاقاتها مع أمريكا بمساعدتها.
وتريد الولايات المتحدة الأمريكية احتجاز الناقلة، وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وإيران، وهو ما دفع طهران في وقت سابق إلى الإعراب عن استعدادها لإرسال أسطول بحري لمرافقة الناقلة.
وقالت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية إن الناقلة التي كانت تسمى في السابق «غريس 1″، غيّرت وجهتها إلى ميناء مرسين التركي، بدلاً من ميناء كالاماتي اليوناني، وتوقعت الوكالة وصول الناقلة إلى وجهتها ظهيرة يوم 31 أغسطس/آب القادم.
من جانبها ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن موقع تتبع مسارات السفن MarineTraffic.com، أشار إلى أن الناقلة الإيرانية موجودة على مشارف جنوب صقلية في البحر المتوسط.
وقدر الموقع أنه في ضوء السرعات الحالية للناقلة، فمن المتوقع أن تصل إلى مرسين في غضون أسبوع تقريباً.
ومع ذلك، يمكن للبحارة إدخال أي وجهة في نظام تحديد هوية السفن، لذلك قد لا تكون تركيا هي وجهتها الحقيقية، وفقاً للصحيفة الإسرائيلية.
توتر متزايد بين أمريكا وإيران
وتقع مرسين على بعد حوالي 200 كيلومتر إلى الشمال الغربي من مصفاة نفط في بانياس، بسوريا، التي قالت سلطات جبل طارق في وقت سابق إن الناقلة كانت متجهة إليها قبل أن يجري ضبطها قبالة المضيق في أوائل يوليو/تموز الماضي.
ولم يفصح مسؤولون إيرانيون ووسائل إعلام رسمية إيرانية على الفور بالوجهة الجديدة المذكورة للناقلة «أدريانا داريا1» التي تحمل 2.1 مليون برميل من النفط الخام الإيراني بقيمة حوالي 130 مليون دولار.
وكانت الناقلة قد توجّهت إلى اليونان، بعد أن تم السماح لها بمغادرة مياه جبل طارق، وأدى احتجاز الناقلة والإفراج عنها لاحقاً، إلى زيادة التوترات بين إيران والولايات المتحدة، لا سيما بعدما انسحبت أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني الذي أُبرم عام 2015 مع القوى العالمية منذ أكثر من عام.
ومنذ ذلك الوقت، خسرت إيران مليارات الدولارات من الصفقات التجارية التي سمح بها الاتفاق؛ لأن الولايات المتحدة أعادت فرض العقوبات التي تمنع طهران إلى حد كبير من بيع النفط الخام إلى الخارج، وهو مصدر مهم للعملة الصعبة بالنسبة للجمهورية الإسلامية، وفرضت عليها عقوبات جديدة تمنعها من ذلك أيضاً.
اليونان تحت ضغوط أمريكا
وفي وثائق لدى محكمة فيدرالية أمريكية، تزعم السلطات أن المالك الحقيقي للناقلة الإيرانية، هو الحرس الثوري، وهو منظمة شبه عسكرية لا تخضع إلا لمساءلة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وأعلنت الولايات المتحدة الحرسَ الثوري منظمةً إرهابيةً أجنبية في أبريل/نيسان الماضي، وهي المرة الأولى التي تسمّي فيها أمريكا قوة عسكرية لدولة ما بهذه الصفة، ما يمنحها السلطة القانونية لإصدار أمر بمصادرة السفينة. ومع ذلك، فإن ذلك سيتطلب اعتراف دولة أخرى بهذا الأمر القضائي.
وكانت الناقلة قد وضعت مدينة كالاماتا اليونانية على أنها وجهتها المقصودة، رغم أن بنية مينائها التحتية ليست صالحة لتفريغ النفط من الناقلة. ثم مارست وزارة الخارجية الأمريكية ضغوطاً على اليونان كي تمتنع عن مساعدة الناقلة.
وإثر ذلك قال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، في تصريح لتلفزيون فرانس 24 يوم الخميس الماضي، إن الناقلة الإيرانية التي تريد الولايات المتحدة احتجازها ليست في طريقها لليونان.
وقال ميتسوتاكيس في باريس التي يزورها للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «السفينة ليست في طريقها لليونان، ولم نتلق طلباً منها للرسو في أي ميناء يوناني».
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قال يوم الثلاثاء الماضي إن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات الممكنة لمنع الناقلة من إيصال النفط الذي تحمله إلى سوريا بسبب مخالفة العقوبات الأمريكية.
ويأتي ذلك فيما تواصل إيران احتجاز ناقلة النفط التي ترفع علم بريطانيا Stena Impero، والتي تم احتجازها بعد احتجاز الناقلة الإيرانية.
وأشار المحللون إلى أن إطلاق سراح الناقلة «أدريانا داريا 1» سيؤدي إلى الإفراج عن الناقلة البريطانية، لكن هذا لم يحدث بعد.