يبدو أن الحلول التقليدية في جنوب اليمن قد توقفت لفترة من الزمن، حتى يكون هناك يقين على أرض الواقع بأن النصر هو حليف الانتقالي أو الشرعية، ويرى مراقبون أن دول التحالف لن تعلن إنحيازها لطرف على حساب آخر، إلا بعد أن يعلن أحد الأطراف سيطرته بوضوح، حينها سيصبح هادي ورقة السلام كما كان ورقة الحرب.
وقال الدكتور، ثابت حسين، الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأحد: "من المتوقع أن تحسم المعارك في كل أنحاء الجنوب لصالح القوات الموالية للمجلس الانتقالي نظرا إلى التفوق القتالي والمعنوي والدعم الشعبي لهذه القوات".
وأضاف الخبير الاستراتيجي: "من الصعب الحديث عن أن السعودية والإمارات خارج تلك التجاذبات على الأرض الجنوبية، وفي تقديري أنهما سيتعاملان مع المنتصر".
وتابع حسين: "كانت الشرعية تحاول رفض الحوار من خلال وضع شروط غير معقولة، ثم حاولت تأجيل الحوار لحين تحقيق مكاسب على الأرض في شبوه مثلا، لكن كل تلك المراهنات سقطت أمام تقدم الانتقالي على الأرض ومرونته السياسية مع التحالف وخاصة مع السعودية".
وأكد الخبير الاستراتيجي على أن "الشرعية هي أضعف حلقة الآن في الأحداث الجارية، والحكومة الحالية في حكم المقالة أو المستقيلة، أما هادي فما زال بقاءه مهما كمظلة للتسوية كما كان مظلة للحرب".
ولفت ثابت حسين إلى أنه "لا بديل عن الحوار والتفاوض في نهاية الأمر، لكن سيكون هذا على أساس المتغيرات على الأرض".
وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات دعتا الشرعية والمجلس الانتقالي إلى حوار في مدينة جدة السعودية، في أعقاب الاشتباكات التي اندلعت في الأسبوع الأول من أغسطس/آب الجاري، بين قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن وبين قوات الشرعية، لقي على إثرها ما يقرب من 20 شخص مصرعهم وأصيب المئات.
واندلعت الاشتباكات في عدن عقب مراسم دفن القائد الجنوبي، أبو اليمامة وعدد من مرافقيه، أثناء قصف حوثي على معسكر الجلاء خلال عرض عسكري، واتهم الجنوبيون حزب الإصلاح بالوقوف الاستخباراتي مع الحوثيين ومساعدتهم في تلك العملية الأمر الذي نفته الشرعية، وخلال عودة المشيعين حدثت الاشتباكات والتي نتج عنها سيطرة الانتقالي على القصر الرئاسي في "معاشيق" والمقرات الحكومية، بعد مغادرة أعضاء الحكومة إلى الرياض.
المصدر: سبوتنيك