أنور قرقاش

تصريحات قرقاش بشأن "البقاء في اليمن".. هل رمى الكرة في ملعب الرياض أم في شِباكها؟

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، إن مشاركة بلاده في عاصمة الحزم ضمن التحالف العربي جاءت استجابة لدعوة من العاهل السعودي وأن استمرارهم ضمن هذا التحالف من عدمه تقرره السعودية.

ويعدّ هذا أول تعليق من مسئول كبير في البلدين حول الجدل الدائر بشأن الدور الذي تقوم به دولة الإمارات العربية في اليمن على خلفية الدعم الذي قدمته ولا تزال لانقلاب مسلحي ما يعرف بالمجلس الانتقالي على حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي الشرعية.

وعلق قرقاش في تغريدة على حسابه بموقع تويتر قائلاً: التحالف السعودي الإماراتي ضرورة استراتيجية في ظل التحديات المحيطة واليمن مثال واضح، فمشاركة الإمارات في عاصفة الحزم وضمن التحالف العربي جاءت استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين واستمرارنا في اليمن ضمن التحالف الذي تقوده السعودية الشقيقة مرتبط بهذه الدعوة.

وأضاف الوزير في تغريدة أخرى: ومن واقع علاقتنا الاستراتيجية مع السعودية الشقيقة فهي التي تقرر استمرار دورنا في مساندة الاستقرار في اليمن ضمن التحالف العربي من عدمه، ارتباطنا بالرياض وجودي وأكثر شمولاً وخاصة في الظروف الصعبة المحيطة وعلى ضوء قناعتنا الراسخة بدور الرياض المحوري والقيادي.

ولم يُشر الوزير الإماراتي للاتهامات الموجهة لبلاده بدعم الانقلاب الذي نفذته القوات الموالية لها في عدن.

وحظيت التغريدات بتعليقات واسعة لا سيما في ظل التصدع الواضح في التحالف بين البلدين على خلفية انقلاب عدن، وقبلها الانعطافة الإماراتية المفاجئة في العلاقة مع طهران.

وفي حين اعتبر معلقون هذه التغريدات دلالة على قوة التحالف بين البلدين، رد آخرون بالقول إن الأقوال يجب أن تسندها الأفعال في الميدان، وقرأ البعض في هذه التصريحات أكثر من معنى.

وقال أحد المتابعين: إن هذه التغريدات صيغت بعناية وتنطوي على تلويح بالتخلي عن السعودية وإشارات إلى حاجتها للتحالف مع الإمارات حيث كرر أكثر من مرة الحديث عن "الظروف الصعبة المحيطة" و "التحديات المحيطة".

وأشار آخر إلى تعبير قرقاش الذي كرره في التغريدتين حول الاستمرار في اليمن ضمن التحالف الذي تقوده السعودية من عدمه، متسائلاً عما إذا كان يلمح إلى أن بلاده يمكن أن تستمر في اليمن خارج إطار التحالف.

وفي السياق أبدى معلقون يمنيون انزعاجهم من الإشارة إلى أن قرار بقاء الإمارات في اليمن من عدمه بيد السعودية، مشيرين إلى أن هذا الأمر تقرره الحكومة اليمنية التي طلبت من الأشقاء التدخل ودعمها ضد التمرد الحوثي.

ورأى آخرون في هذه التصريحات استباقاً لأي قرار يمكن ان تتخذه السلطات اليمنية بإبعاد الإمارات من التحالف المساند لها، واعتبار أن أي قرار يمكن أن يصدر من الحكومة اليمنية إنما هو قرار سعودي.

الجدير ذكره أن الأحداث التي تعيشها اليمن وما أفضت إليه من سيطرة للقوات المدعومة إماراتياً على عدن ومناطق أخرى في الجنوب فجرت الجدل بين كتاب ومغردين سعوديين على موقع "تويتر" وآخرين من دولة الإمارات، وأشعلت خلافاً هو الأول من نوعه منذ التحالف بين الدولتين قبل سنوات.

ومنذ سقوط مدينة عدن بيد المسلحين الذين تدعمهم الإمارات، وما قبلها، وتحديداً بعد التقارب الإماراتي ـ الإيراني؛ بدأ مغردون وكتاب سعوديون ينتقدون ضمناً وصراحة ما تقوم به الإمارات في اليمن.

وفي المقابل أخرج اتهام الحكومة اليمنية للإمارات بالوقوف خلف تمرد الانتقالي الجنوبي في عدن، مسؤولي أبوظبي ونشطائها المقربين من ولي عهد أبوظبي الحاكم الفعلي للإمارات، عن طورهم الطبيعي، فوجهوا سهامهم للرياض، كونها لم تمنع الحكومة من إحراج الإمارات واتهامها بدعم الانقلاب في مجلس الأمن الثلاثاء الماضي، واتهامها بعرقلة جهود السعودية والتحالف في احتواء الاحداث وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها".