أحمد مصفى- عربي21
لم يعد الخلاف الإماراتي السعودي في اليمن يخفى على أحد، ولعل أبرز وأوضح ملامحه هو التراشق الإعلامي السعودي الإماراتي، وتغريدات الناشطين المحسوبين على كل منهما.
ورغم أن الجانب الرسمي في كلا البلدين لم يصرح بالخلافات، إلا أن ما يحدث على الأرض في جنوب اليمن لم يعد يدع مجالا للشك بأن الأمور بين البلدين، في الملف اليمني على الأقل، ليست على أفضل ما يرام.
ومنذ الانقلاب الأخير للمجلس الجنوبي الانتقالي، لم تتوقف وسائل التواصل الاجتماعي عن الحديث عن أجندات كل بلد في اليمن.
ولم تكن جماعة الإخوان المسلمين، ممثلة بحزب الإصلاح اليمني، غائبة عن المشهد، إذ هاجم المغردون الإماراتيون وأبرزهم نائب قائد شرطة دبي السابق، الفريق، ضاحي خلفان، حزب الإصلاح ورفض أن تكون بلاده إلى جانب "شرعية" متحالفة مع "الإخوان".
من جهة أخرى، تدعم تغطية قناة "العربية" السعودية تقدم القوات الحكومية على حساب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وتدعم قناة "سكاي نيوز عربية" الإماراتية الرواية الجنوبية في مواجهة قوات الحكومة الشرعية.
الخبير والمحلل السياسي، عمر عياصرة، رأى أن السعودية والإمارات حلف واحد في كثير من الملفات وخصوصا في الموقف من الربيع العربي، والحالة المصرية، واليمن في بداياتها ولكن المصالح تمايزت لاحقا لكل منهما.
وأشار عياصرة لـ"عربي21" إلى أن السعودية كانت تعتقد أن الخطر الأساسي في اليمن هو وجود الحوثي على حدودها الجنوبية، وكانت تعتقد أيضا أن الاشتباك معه هو أولوية رئيسية، في حين لم تعبأ الإمارات بذلك كثيرا، واهتمت بالجنوب أكثر بسبب الخيارات الاقتصادية هناك، ورأت أن الخطر الأساسي هو الإسلام السياسي ممثلا بـ"حزب الإصلاح اليمني".
وتابع عياصرة بأن السعودية شعرت بالخطر في اليمن بعد الانقلاب في الجنوب، وشعرت أنها ستفشل في اليمن أكثر وأكثر.
وأضاف: "بعد الدعوة الأمريكية للقاء مع الحوثي شعرت الرياض أنه لا بد من إعادة إنتاج عنوان رئيسي يوازي الحوثيين وهو الشرعية، فضربت الطاولة أمام الإمارات، وجرى ما نراه اليوم على الأرض".
ولفت إلى أن هنالك تباينا وخلافا في الخفاء بين البلدين، رغم أنه لم يظهر شيء إلى العلن سوى التراشق الإعلامي.
وتساءل عياصرة: "عملت الإمارات على مدى 4 سنوات على تسمين مليشيا من 90 ألف مقاتل.. فأين سيذهب هؤلاء؟".
ولتفنيد الخلافات بين البلدين، أصدرت الخارجية السعودية، ونظيرتها الإماراتية، بيانا مشتركا رفض ما أسماه "الاتهامات وحملات التشويه" التي تستهدف الإمارات، مذكرا "بالتضحيات التي قدمتها قوات التحالف على أرض اليمن بدافعٍ من الروابط الأخوية الصادقة وصلة الجوار والحفاظ على أمن المنطقة ورخاء شعوبها ومصيرهم المشترك".
من جهة أخرى، أكد المستشار الإعلامي في سفارة اليمن بالرياض، أنيس منصور، أن الخلاف السعودي الإماراتي ليس جديدا بل هو خلاف قديم فالجميع يعرف كيف كانت نظرة الإمارات للسعودية، وموقف ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف من الإمارات.
وأشار لـ"عربي21" إلى أن ما جمع الإمارات والسعودية على رأي واحد، هو ثورات الربيع العربي في 2011 حيث اجتمع البلدان على ضرورة إجهاض هذه الثورات، ورويدا رويدا تحسنت العلاقات ودخل البلدين في تحالف عسكري في اليمن.
وأكد منصور أن الإمارات تتربص بالمملكة العربية السعودية لانتزاع القرار العربي، لكونه من المعروف أنه في كثير من المحطات والقضايا أن القرار يكون في الرياض، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن زيارة الوفد الإماراتي الأخيرة إلى إيران، التي تراها السعودية العدو الأول في المنطقة، عزز الخلاف مع المملكة، إلى جانب انعكاسات ما يحصل في اليمن على الأمن السعودي.
وتابع بأن للإمارات مخططات لتقسيم اليمن، ودعم المليشيات هناك لإرباك المشهد، وإن السعودية كشفت ذلك وتحاول الآن علاج المشكلة.
واستبعد منصور أن ينفرط عقد التحالف بين البلدين، رغم أن الملف اليمني هو ما قصم ظهر البعير، وأظهر حقائق الأجندة الإماراتية في اليمن.
وتابع بأن الرأي العام الشعبي في اليمن الآن متفق على أن الإمارات عدو للشعب اليمني وأن عليها أن تغادر.
وختم منصور بأن الخطر الإماراتي لا يزال موجودا في اليمن لأنها تلعب على أوراق الإرهاب، والطائفية، والتقسيم.
على الأرض، أعلن وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، الأربعاء، أن قوات الجيش الوطني والأجهزة الأمنية تفرض "سيطرة كاملة" على مديريات محافظة عدن جنوبي البلاد.
كما تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على كامل محافظة أبين، جنوبي البلاد بعد دحر قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي".
وتابع الأرياني بأن الجيش اليمني سيطر أيضا على معسكر الحزام الأمني في لحج، واستعاد السيطرة على عاصمة المحافظة.