الانتقالي الجنوبي

أين تقف السعودية من مشهد انهيار انفصاليي الإمارات باليمن؟

محمد عابد- عربي21

انهارت وبسرعة صادمة، الأربعاء، قوات كل من "الحزام الأمني" و"المجلس الجنوبي الانتقالي"، المدعومين إماراتيا، أمام قوات الجيش اليمني، في كل من أبين وعدن، وسط غياب للتصريحات الرسمية، سواء من أبو ظبي، المعني المباشر، أو الرياض، قائدة "التحالف".

وخلال ساعات قليلة، انقلبت المعادلة في الجنوب اليمني لصالح "الشرعية"، ليكشف قائد "الحزام الأمني" في أبين، عبد اللطيف السيد، عن "خيانة" إماراتية.


إلا أن حديث "السيد" يشتم منه غضب لتمنّع أبو ظبي عن إدخال مقاتلاتها في مسار الأحداث، وهو ما يعني وجود اعتمادية كبيرة لدى تلك الميليشيات على ذلك الإسناد في المجمل.

وفي هذا الإطار، أوضح الكاتب والناشط السياسي اليمني، خالد عقلان، أن ما جرى الأربعاء يعكس "احتقانا كبيرا على المستويين الشعبي والرسمي" في الجنوب، واحتشاد قوات الشرعية وأنصارها لمواجهة ما اعتبروه "غدرا وخيانة" من قبل التحالف الذي تقوده المملكة والميليشات التي تدعمها الإمارات.

وأضاف عقلان، في حديث لـ"عربي21"، أن المملكة أدركت خطورة الموقف، وفضلت منح ضوء أخضر للتحرك ضد الانفصاليين، مرجحا أن تكون الرياض قد لعبت دورا في منع الطيران الإماراتي من التحرك.

وتابع أن "السعودية أدركت أنها أمام هزيمة استراتيجية كبيرة.. إذ على مدار أربع سنوات لم تتمكن من هزيمة الحوثيين، ثم وجدت نفسها أمام أزمة في عدن، من شأنها نسف شرعية التدخل باليمن".

وأكد أن من أهم العوامل الأخرى "التناقض وعدم التجانس بين الميليشيات"، لافتا أن من بينهم مرتزقة أجانب، أوكل إليهم تنفيذ اغتيالات، فيما بدأ العديد من "المغرر به" بإلقاء السلاح أو حتى الانضمام للشرعية.

وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي ومدير مركز "يني يمن" الإعلامي، صالح الجبري، إن المملكة وصلت إلى قناعة بوجود أجندة خاصة للإمارات، ورغبة لدى أبو ظبي بـ"إغراقها في المستنقع.

وأوضح الجبري، لـ"عربي21"، أن تقدم الانفصاليين المدعومين إماراتيا نحو شبوة، ذات الأهمية الاستراتيجية، بحسبه، كونها تربط بين الشمال والجنوب، دفع المملكة إلى التحرك، ومنح ضوء أخضر للشرعية.

وأضاف أنه على الرغم من وجود قاعدة شعبية للانفصاليين في عدن، إلا أن ممارسات "لا أخلاقية" للميليشيات المدعومة إماراتيا، وغياب الرؤية والاستراتيجية، عوامل شجعت المدنيين على الوقوف في صف الشرعية.

تكتيك أم استراتيجية؟

بشأن طبيعة العلاقة بين الرياض وأبو ظبي، وتأثيرها على المرحلة المقبلة، قال "الجبري" إن ما يجري في الغرف المغلقة مختلف عما يشاع في الإعلام، مؤكدا نشوء قلق لدى المملكة من نوايا الإمارات.

وأضاف أن الضغوط الشعبية والرسمية والدولية تلعب دورا في صياغة موقف السعودية، باعتبارها قائدة التحالف، وهي تريد الموازنة بين شرعية التدخل وعدم البقاء وحيدة في الساحة، وتحمل المسؤولية الإنسانية والمالية والسياسية والعسكرية كاملة.

وتابع: "سنرى في الأيام اللاحقة ما إذا كان توجهها الأخير عبارة عن تكتيك أو استراتيجية"، وذلك من خلال مواصلة الدعم حتى النهاية وتهيئة الظروف لعودة الحكومة كاملة والرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن.

ومنتصف آب/ أغسطس الجاري، سيطر الانفصاليون على معظم مفاصل الدولة في عدن، العاصمة المؤقتة، بعد معارك ضارية دامت أربعة أيام ضد القوات الحكومية، سقط فيها أكثر من 40 قتيلا، بينهم مدنيون، حسب منظمات حقوقية محلية ودولية.

 

وصباح الأربعاء، استعاد الجيش اليمني السيطرة على مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، فيما أفادت مصادر محلية بأن الانفصاليين انسحبوا إلى عدن.

وخاضت قوات الحكومة الشرعية معارك مع قوات المجلس الانتقالي والحزام الأمني المدعومين إماراتيا، على أطراف زنجبار، تمكنت على إثرها من دخول المدينة وتأمينها.

 

وخلال أقل من ساعتين على وصوله إلى مشارف عدن، تواردت أنباء بشأن سيطرة الجيش اليمني على مواقع مختلفة داخل العاصمة الانتقالية للبلاد، وصولا إلى استعادة قصر معاشيق الرئاسي.