التقلبات السريعة في المحافظات الجنوبية وتغيُّر ميزان القوى لصالح الشرعية والحكومة المعترف بها دولياً "غير منطقية" لمليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، والتي كانت قد اعتبرت ما حدث نهاية حكومة هادي وأبدت ارتياحاً لسيطرة "الانتقالي" المدعوم من الإمارات.
وكانت القوات الحكومية تمكنت خلال اليومين الماضيين من بسط سيطرتها الكاملة على محافظتي شبوة وأبين ووصلت إلى مشارف عدن.
هذا الأنباء، كانت كالصدمة على الحوثيين المتحكمين بصنعاء ومناطق أخرى وسط وغرب اليمن، ووصفها عضو مكتبهم السياسي محمد البخيتي بـ"التقلبات السريعة في موازين القوى بشكل غير منطقي في اليمن".
وقال البخيتي في مداخلة على قناة الجزيرة، إن الحرب في جنوب اليمن هي حرب بين الحلفاء في التحالف السعودي الإماراتي، وكانت محكومة بالخطوط الحمراء لتلك الدول والتوافقات والتفاهمات التي بينها.
وأضاف: لذلك نلاحظ أن التقلبات السريعة في موازين القوى بشكل غير منطقي يؤكد أن المعركة كانت تدور على طاولة المفاوضات بينهما، ومن انتصر الآن هي السعودية أصحاب مشروع تفتيت اليمن على الإمارات أصحاب مشروع تقسيم اليمن إلى دولتين"، بحسب قوله.
واتهم البخيتي بشكل واضح السعودية وقال إنها تسعى لإشعال الخلافات المناطقية، لكي تكسب الحرب وتستعيد زمام المبادرة، دون أن يشير إلى الإمارات العربية المتحدة شريك السعودية الرئيسي أو يتهمها بإثارة المناطقية.
وتحدث القيادي الحوثي بمناطقية، مشيراً إلى أن الحرب الدائرة تستهدف "مناطق مثل الضالع وردفان ويافع"، التي قال انها "مستهدفة من الخارج"، وهي مناطق ثقل المجلس الانتقالي الجنوبي، وتلك وفق البخيتي هي "التي تقف دائما حجر عثرة أمام أي محتل أو أي تدخلات خارجية في المحافظات الجنوبية".
كان الحوثيون قد أعلنوا منتصف الشهر الجاري، أنهم يتابعون بقلق بالغ تطور الأحداث في المحافظات الجنوبية، والتي اعتبروها بمثابة تأكيد على صحة انقلابهم على حكومة هادي وشرعيته الفاسدة.
وخلافاً للموقف الواضح الذي أعلنه الحوثيون من سيطرة الانتقالي الجنوبي على عدن والمناطق الأخرى قبل منتصف الشهر، والتي كانوا يظنون أنها ستصب في مصلحته، يبدو موقفهم الحالي "مصدوم" من تطورات الوضع.
وزير إعلامهم، والناطق باسم حكومة المليشيات (غير المعترف بها) في صنعاء ضيف الله الشامي، علق على تطورات الاحداث في عدن بالقول "صراع النفوذ السعودي الإماراتي في اليمن تقلبات الصراع تتسع بين المحتلين في اليمن وكل طرف يسعى لتوسيع نفوذه وما حققته السعودية اليوم يأتي على حساب نفوذ الامارات"، متسائلاً في تغريدة على حسابه بتويتر متسائلاً "فهل سيبقى اليمنيون المخدوعين بالمحتلين وقودا لتلك المعارك ..؟!".
محمد عبدالقدوس، نائب رئيس تحرير وكالة سبأ الخاضعة للجماعة في صنعاء وعضو اللجنة الإعلامية بالمجلس السياسي الأعلى، عبر عن الصدمة من سرعة وصول قوات الحكومة عدن بالقول "مسكينة هذه عدن من وصل دخلها"، مضيفاً في تغريدة أخرى "في عدن يجري اقتتال يمني يمني بين مرتزقة السعودية ومرتزقة الإمارات..والسعودية والإمارات تشارك في هذا الاقتتال بقنواتهم الإعلامية!!! قنوات الإمارات تقول أن الحزام الامني مسيطر وقنوات السعودية تقول أن قوات الشرعية سيطرت والدم يمني يسيل اللعنة على قيادتي الطرفين التي تسترخص اتباعهم".
وكيل "وزارة الخارجية" في حكومة الحوثيين حسين العزي، والذي كان قد أعلن احترام جماعته للشارع الجنوبي واختياره لممثليه في الانتقالي الجنوبي إبان سيطرتهم على عدن، علق هو الأخر بكلمتين "هو الله"، وكان في تغريدة سابقة أمس تحدث عن غرور المجلس الانتقالي في تحديه لقواتهم التي واجهت دول التحالف والحكومة الشرعية، داعين لحقن الدماء والتفاوض معهم.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحوثيين على الاحداث الأخيرة، لكن تغريدات نشطائهم وقياداتهم، تعكس مدى الصدمة التي أحدثتها التطورات الأخيرة في شبوة وأبين.